من هم الذين يأخذون اجر الشهيد دون الاستشهاد في حرب



0      0

5
صورة المستخدم

Chaoui King Dz

مشترك منذ : 09-01-2012
المستوى : مساهم
مجموع الإجابات : 968
مجموع النقاط : 676 نقطة
النقاط الشهرية : 0 نقطة

Chaoui king dz
منذ 12 سنة

الشهادة مصطلح شرعي معناه أن يُقاتل المسلم عدوّه في حرب مشروعة، ثمّ يُقتل فيكون شهيداً إذا كانت نيّته في القتال خالصة لوجه الله.
والذي يستحق أن يطلق عليه لفظ الشهيد هو المسلم المكلف الطاهر الذي قتله أهل الحرب أو البغي أو قطاع الطرق أو وجد في المعركة وبه أثر القتل، أما أهل الملل الأخرى فلا ينالون هذه المرتبة العظيمة (مرتبة الشهادة) لأن شرط الإيمان منتف عنهم ، ومرتبة الشهادة إنما تحصل بعد حصول الإيمان.
يقول المستشار فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء:

الشهيد لغةً هو الذي يشهد على أمر من الأمور، ويثبت صحّة شهادته بدمه.
وفي الاصطلاح الإسلامي (من مات من المسلمين في قتال الكفّار وبسببه).
ولا يكون شهيداً – ولو كان مسلماً – إذا لم يكن قتاله في سبيل الله.
فعندما نقصد بالشهيد المعنى الإسلامي، وهو أنّه قاتل في سبيل الله حتّى سفك دمه، فلا يصحّ أن يقال هذا عن رجل غير مسلم خاصّة إذا كان يقاتل في معركة لا ترضي الله.
ويتأكّد هذ المعنى عندما يكون الميّت معروفاً بأنّه غير مسلم، فلا هو يقبل أن يعتبر قتاله دفاعاً عن الإسلام، وأن يعتبر شهيداً حسب المصطلح الشرعي، ولا المسلمون يقصدون هذا المعنى حين يطلقون عليه لفظ الشهيد.
أمّا عندما نقصد بالشهيد المعنى اللغوي، وهو أنّ إنساناً معيّناً، قاتل دفاعاً عن قضيّته حتّى مات، فهو شهيد قضيّته وليس شهيد الإسلام.

والأولى أن لا نطلق لفظ الشهيد كمصطلح شرعي إلاّ حسب ضوابطه الشرعيّة، لكن إذا سمعنا الناس يتكلّمون عن (شهيد) وهو غير مسلم، فإنّنا يجب أن نفهم كلامهم بمعناه اللغوي البحت، ونعتبر الرجل شهيد القضيّة التي مات من أجلها. خاصّةً إذا كانت المعركة مشتركة، يخوضها المسلمون دفاعاً عن وطنهم في سبيل الله، ويخوضها معهم شركاؤهم في الوطن من غير المسلمين، كما يحدث اليوم في فلسطين. وليس من الحكمة أن ننكر عليهم هذه التسمية لأنّهم يقيناً لا يقصدون أنّه شهيد الإسلام.

يقول العراقي –من فقهاء الشافعية- في كتابه طرح التثريب

(اختلف في سبب تسمية الشهيد شهيدا فقال النضر بن شميل لأنه حي فإن أرواحهم شهدت , وحضرت دار السلام , وأرواح غيرهم إنما تشهدها يوم القيامة , وقال ابن الأنباري لأن الله وملائكته عليهم السلام يشهدون له بالجنة , وقيل لأنه يشهد عند خروج روحه ما أعد له من الثواب والكرامة, وقيل لأن ملائكة الرحمة يشهدونه فيأخذون روحه , وقيل لأنه شهد له بالإيمان , وخاتمة الخير ظاهر حاله , وقيل لأن عليه شاهدا بكونه شهيدا , وهو الدم , وقيل لأنه ممن يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسل الرسالة إليهم , وعلى هذا القول يشاركه غيره في ذلك)

أما عن تعريف الشهيد فقد جاء في كتاب فتح القدير:
الشهيد من قتله المشركون , أو وجد في المعركة وبه أثر , أو قتله المسلمون ظلما ولم يجب بقتله دية فيكفن ويصلى عليه ولا يغسل.

وفي الموسوعة الفقهية الكويتية:
الشهيد لغة : الحاضر . والشاهد , العالم الذي يبين ما علمه ، ومنه قوله تعالى : { يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ} المائدة : 106 . والشهيد من أسماء الله تعالى - ومعناه الأمين في شهادته والحاضر . والشهيد المقتول في سبيل الله , والجمع شهداء . قال ابن الأنباري سمي الشهيد شهيدا لأن الله وملائكته شهدوا له بالجنة . وقيل : لأنه يكون شهيدا على الناس بأعمالهم . والشهيد في اصطلاح الفقهاء : من مات من المسلمين في قتال الكفار وبسببه . ويلحق به في أمور الآخرة أنواع يأتي بيانها.

وقد جاء في فتاوى الأزهر لفضيلة الشيخ حسن مأمون مفتي مصر الأسبق:
إن الفقهاء نصوا على أن الشهيد الكامل وهو شهيد الدنيا والآخرة هو المسلم المكلف الطاهر الذي قتله أهل الحرب، أو أهل البغي أو قطاع الطريق، أو وجد في المعركة وبه أثر دال على قتله.... أهـ
أما أهل الملل الأخرى فلما لم يكونوا مؤمنين فإنهم لا يدخلون في طائفة الشهداء لأنهم أخذوا جزاء أعمالهم في الدنيا.

وقد أجاب فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر ـ رحمه الله ـ في كتابه أحسن الكلام في الفتوى والأحكام:
‏ الشهادة التي وعد الله عليها الثواب العظيم بالجنة لا تكون إلا للمؤمن ، وعلى أن تكون الحرب من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا ، وهذه هي الشهادة العظمى، فهناك شرطان لاستحقاق الإنسان ثوابها العظيم ، الإيمان والإخلاص في الجهاد .‏

وقبل الإسلام كان هناك شهداء أبلوا بلاء حسنا في الدفاع عن عقيدتهم وأطلق عليهم لقب "الشهيد" ففي هؤلاء تحقق الإيمان بالنبي المرسل إليهم ، أما الإخلاص فمرجعه إلى النية ، والله وحده هو العليم بها ، ونحن لنا الظاهر في إطلاق الاسم ومعاملة صاحبه في الدنيا على ضوئه ، مع ترك الحكم عليه في الآخرة لله سبحانه .‏
وبعد الإسلام لا يقبل من أحد غير هذا الدين ليكون مؤمنا، قال تعالى :‏ {‏إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }‏ آل عمران :‏ ‏19.وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : {‏وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }‏ آل عمران :‏ ‏20 .‏

فالذي يحارب الآن دفاعا عن الحقوق ويموت إن لم يكن مسلما فلم يتحقق فيه الشرط الأول ، وبذلك لا يعتبر من وجهة النظر الإسلامية شهيدا ، وإن كان مسلما فقد تحقق الشرط الأول ويبقى الشرط الثاني لا لإطلاق اسم الشهيد عليه ، ولكن لاستحقاقه المنزلة العالية في الجنة ، وهو الإخلاص الذي نص عليه في الحديث "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " رواه البخاري ومسلم .‏

أما ما قام به غير المؤمنين من جهاد وبطولات فليس لهم ثواب في الآخرة عليها كما قال تعالى :‏ }‏وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا}‏ الفرقان :‏ ‏23 .‏
ولهم ثوابهم في الدنيا من مثل تقدير الناس لهم ، والتعامل معهم ، وأخذ استحقاقاتهم على أعمالهم ، فحينما دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يرزق أهل البلد "مكة " المؤمنين من الثمرات بيَّن له ربه أن الرزق الدنيوي ينال منه المؤمنون وغير المؤمنين قال تعالى:‏{‏وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ
أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }‏ البقرة :‏ ‏126.

وقال سبحانه في موضع آخر: {‏وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ }‏ الأحقاف :‏ ‏20 .‏

ذلك ما قاله رب العزة وأكده رسوله ، وهو الحق ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .‏
والله أعلم .