الاخلاص :
في اللغة :
أخلص لله أو لصاحبه : كان ذا علاقة نقية به ، وترك الرياء في معاملته .
أخلص في عمله : أداه على الوجه الأمثل .
أخلص الشيء : أصفاه ونقاه من شوبه .
في القرآن الكريم :
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (22) مرة بمشتقاتها المختلفة ، منها قوله تعالى : ( إِنّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدّينَ )( الزمر : 2 ) .
في السنة المطهرة :
قال رسول الله مخبراً عن الله تعالى : ( الإخلاص سر من سري استودعته قلب من أحببت من عبادي )( الفردوس بمأثور الخطاب برقم 4513 عن علي وابن عباس ) .
الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
يقول : الإخلاص : يجمع فواضل الأعمال ، وهو معنى مفتاحه القبول ، وتوقيعه الرضا . فمن تقبل الله منه ورضي عنه : فهو المخلص ، وإن قل عمله .
الشيخ إبراهيم بن أدهم :
يقول : الإخلاص : هو صدق النية مع الله تعالى .
الشيخ الفضيل بن عياض :
الإخلاص : هو الخلاص من الرياء : وهو ترك العمل لأجل الناس ، ومن الشرك : وهو العمل لأجلهم .
الشيخ حذيفة المرعشي :
يقول : الإخلاص : هو أن تستوي أفعال العبد في الظاهر والباطن .
الشيخ الحارث بن أسد المحاسبي :
يقول : الإخلاص : هو خروج الخلق من معاملة الرب ، وقصد القلب بالعمل لله تعالى ، والنظر إلى ثواب الله تعالى ، لا يريد بذلك حب محمدة ولا كراهية ذم .
الشيخ ذو النون المصري :
يقول : الإخلاص : هو ما خلص من العدو أن يفسده .
الشيخ يحيى بن معاذ الرازي :
يقول : الإخلاص : هو أن يميز العمل من العيوب ، كتمييز اللبن من الفرث والدم .
الشيخ أبو حفص الحداد :
يقول : الإخلاص : هو إفراد الله بالعمل .
الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
يقول : الإخلاص : هو الإجابة ، فمن لم تكن له الإجابة ، فلا إخلاص له .
ويقول : نظر الأكياس في الإخلاص فلم يجدوا شيئاً غير هذا : وهو أن تكون حركاته وسكونه في سره وعلانيته لله وحده ، لا يمازجه هوى ولا نفس .
ويقول : الإخلاص : هو التبرؤ من كل ما سوى الله .
ويقول : الإخلاص : هو المشاهدة .
ويقول : الإخلاص : هو ثمرة اليقين ، لأن اليقين مشاهدة السر . فمن لم تكن له مشاهدة السر مع مولاه لم يخلص عمله لله .
الشيخ أبو الحسين النوري :
يقول : الإخلاص : ترك الموافقة للخلق .
الشيخ الجنيد البغدادي :
يقول : الإخلاص : هو ما أريد الله به من أي عمل كان .
ويقول : الإخلاص : هو إخراج الخلق من معاملة الله ، والنفس أول الخلق .
ويقول : الإخلاص : هو ارتفاع رؤيتك وفناؤك عن فعلك .
ويقول : الإخلاص : هو إفراد النية لله جل جلاله ، وحسن القصد إليه بحضور العقل عند موارد الأشياء ، وبيان تلوين الأمور عليه ، بما وافق الأول في صحة قصده ، ورد ما خالف ذلك من موارد النفس والعدو ، مع ذهاب رؤية النفس بوجود رؤية المنّة ، مع وجود حسن العزاء عند المذمة من الخلق ، لوجود حسن المعرفة بالفضل ، ووجود الكراهة عند المحمدة ، لخوف فساد المعرفة بذهاب رؤية الخلق عند مصادفة الأحوال ، فهذا علم مشهود عند شاهد المخلص معدوم عند شاهد الخلق .
في علامة الإخلاص :
يقول الشيخ ذو النون المصري :
من علامات الإخلاص : استواء المدح والذم من العامة ، ونسيان رؤية الأعمال في الأعمال ، واقتضاء ثواب العمل في الآخرة .
ويقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
علامة إخلاصك أنك لا تلتفت إلى حمد الخلق ، ولا إلى ذمهم ، ولا تطمع فيما في أيديهم ، بل تعطي الربوبية حقها ، تعمل للمنعم لا للنعمة ، للمالك لا للملك ، للحق لا للباطل .
ويقول الشيخ علي بن وهب الربيعي :
علامة الإخلاص : أن يغيب عنك الخلق في مشاهدة الحق ، وبقاء الأبد في فنائك عنك .
ويقول الشيخ عماد الدين الأموي :
قال بعضهم : علامة الإخلاص ثلاثة :
أحدها : أن يخاف المحمدة ، لئلا يبطل عمله ، ويضيع عمره في الأعمال الرديئة .
والثاني : لا يخاف ملامة الناس ، لأن من خاف ملامة الناس ترك كثيرا من أعمال الخير وكلام الحق .
والثالث : لا يحب المعذرة ، لأن صاحب المعذرة لا يكون مخلصا .
في درجات الإخلاص :
يقول الشيخ عبد الله الهروي :
الإخلاص وهو على ثلاث درجات :
الدرجة الأولى : إخراج رؤية العمل من العمل ، والخلاص من طلب العوض على العمل ، والنـزول عن الرضا بالعمل .
والدرجة الثانية : الخجل من العمل مع بذل المجهود ، وتوفير الجهد بالاحتماء من الشهود ، ورؤية العمل في نور التوفيق من عين الجود .
والدرجة الثالثة : إخلاص العمل بالخلاص من العمل ، تدعه يسير مسير العلم ، وتسير أنت مشاهداً للحكم ، حراً من رق الرسم .
ويقول الشيخ أرسلان الدمشقي :
[ درجات الإخلاص ] أربع :
1 – درجة المتقين .
2 – درجة المحبين .
3 – درجة العارفين .
4 – درجة الفانين .
في أركان الإخلاص :
يقول الشيخ أحمد بن علوان :
الإخلاص على عشرة أركان :
الركن الأول : علم ما لا بد للسالك من العمل به من أصول الشريعة .
الركن الثاني : علم ما لكمال السالك إلا به من آداب الحقيقة .
الركن الثالث : معرفة النفس ...
الركن الرابع : الورع عن الحرام مع مخالطة الأنام .
الركن الخامس : القناعة ...
الركن السادس : الزهد واليأس مما في أيدي الناس .
الركن السابع : الصبر ...
الركن الثامن : العدل في ملازمة الإخوان والإراحة عليهم ...
الركن التاسع : النية في السياحة بطلب الفائدة لا لطلب الراحة ...
الركن العاشر : التواضع لله .
في أقسام الإخلاص :
يقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي :
الإخلاص على ثلاثة أقسام هي :
إخلاص العام : وهو تصفية العمل في المكدورات .
إخلاص الخاص : وهو إخراج الخلق من المعاملات .
وإخلاص الأخص : وهو نسيان رؤية الخلق بدوام رؤية القلب إلى عالم الخفيات .
في أنواع الإخلاص :
يقول الشيخ أبو طالب المكي :
قال بعضهم :
إخلاص الدين ، للمسلمين .
وإخلاص الإيمان ، للمؤمنين .
وإخلاص الأفعال ، للمتقين .
وإخلاص الأقوال ، للمحبين .
وإخلاص الأخلاق ، للعارفين .
في رتب الإخلاص :
يقول الشيخ عز الدين بن عبد السلام :
للإخلاص رتب منها :
أن يفعل الطاعة خوفاً من عذاب الله .
ومنها : أن يفعلها رجاءً لثواب الله .
ومنها : أن يفعلها حياءً من الله .
ومنها : أن يفعلها حباً لله .
ومنها : أن يفعلها تعظيماً لله ومهابة وانقياداً وإجابة .
في مقامات الإخلاص :
يقول الشيخ محمد بن زياد العليماني :
الإخلاص على ثلاثة مقامات :
إخلاص التوحيد ، وإخلاص الأحوال ، وإخلاص الأفعال .
في أوجه الإخلاص :
يقول الشيخ أبو طالب المكي :
أما الإخلاص فيدور على أوجه خمسة :
إخلاص الملة من بين جملة الملل .
وإخلاص الدين القيم من الشبع والأهواء والبدع .
وإخلاص العمل من دقائق الآفات وخفايا العلل .
وإخلاص الأقوال من اللغو والباطل والمحال .
وإخلاص الأخلاق باتباع مرضاة الملك الخلاق .
في أنفع الإخلاص :
يقول الشيخ أحمد بن عاصم الأنطاكي :
أنفع الإخلاص : ما نفى عنك الرياء ، والتزين ، والتصنع .
في تصحيح الإخلاص :
يقول الشيخ ابن عباد الرندي :
قال بعض المشايخ : صحح عملك بالإخلاص ، وصحح إخلاصك بالتبري من الحول والقوة .
في أدنى حد الإخلاص :
يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
أدنى حد الإخلاص . بذل العبد طاقته ، ثم لا يجعل لعمله عند الله قدراً ، فيوجب به على ربه مكافئة بعمله أنه لو طالبه بوفاء حق العبودية لعجز .
في كمال الإخلاص :
يقول الإمام علي بن أبي طالب :
كمال الإخلاص له : نفي الصفات بشهادة كل صفة أنها غير موصوف ، وبشهادة كل موصوف أنها غير صفة .
في أصل الإخلاص :
يقول الدكتور يوسف القرضاوي :
الإخلاص : هو ثمرة من ثمرات التوحيد الكامل لله تبارك وتعالى ، الذي هو إفراد الله جل جلاله بالعبادة والاستعانة .
في حقيقة الإخلاص وغايته :
يقول الإمام علي زين العابدين عليه السلام :
حقيقة الإخلاص : هي نفي الشوب عن النية .
ويقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي :
حقيقة الإخلاص : هي نسيان كل مذكور سوى المعبود .
ويقول الشيخ محمد بن وفا الشاذلي :
حقيقته [ الإخلاص ] : تقديس المحبة من نجاسة الشرك .
وغايته : استحضار حضرة الواحد الذي لا يقبل الثنوية ، ولا يشهد مع وجود حكم المعية .
ويقول الشيخ محمد العلمي :
حقيقة الإخلاص من العبد : هي الصدق بالقصد في تصحيح النية المؤذنة بتصفية القلب لحضرة الرب .
في أن الإخلاص هو باب البر أجمع :
يقول الشيخ الجنيد البغدادي :
إن لله عباداً عقلوا ، فلما عقلوا عملوا ، فلما عملوا أخلصوا ، فاستدعاهم الإخلاص إلى أبواب البر أجمع .
في ما يراه من وصل إلى مقام الإخلاص :
يقول الشيخ علي الخواص :
لا يبلغ أحد مقام الإخلاص في الأعمال : حتى يصير يعرف ما وراء الجدار ، وينظر ما يفعله الناس في قعور بيوتهم في بلاد أخَر ، فهناك يعرف يقيناً بنور هذا الكشف أن عمله ليس هو له ، إنما هو محل لبروزه من جوارحه حيث كانت الأعراض لا تظهر إلا في جسم ، والأعمال أعراض .
في أن الإخلاص سلاح ضد الشيطان :
يقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي :
قال بعضهم : الشيطان عدو فيجب أن يحترز منه بسلاحه ، وسلاحه الذي يدفعه به عن نفسه أتمّه الإخلاص ، وأهونه الاستعاذة .
في أن الإخلاص ينفي رؤية العبادات والخيرات :
يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري :
خاطر الإنسان قد يكون في صور العبادات ، وأنواع الخيرات ، وحب الكرامات ، وهو لا يزال مع الإنسان حتى يخلص ، فإذا أخلص فارقه ، ولا يطمع وهو بالغ في الشكر . والخير لا يأتي الإنسان من كل طريق الإ من باب الإخلاص . فكن خالصاً ولو كنت في الإخلاص ما ترى نفسك في مقام الإخلاص .