من هو الشاعر الأندلسي ابن الشهيــد ؟



0      0

2
صورة المستخدم

المغيري

مشترك منذ : 03-05-2012
المستوى : مساهم
مجموع الإجابات : 388
مجموع النقاط : 406 نقاط
النقاط الشهرية : 0 نقطة

المغيري
منذ 12 سنة

نشأ " أبو عامر أحمد بن أبي مروان عبد الملك بن مروان بن ذي الوزارتين الأعلى أحمد بن عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد الأشجعي الأندلسي القرطبي ، وهو من ولد الوضاح بن رزاح الذي كان مع الضحاك بن قيس الفهري يوم مرج رهط (1) المولود في عام اثنين وثمانين وثلاثمائة للهجرة " (2) ؛ في كنف النعيم الأميري ، وترعرع في ظل الجنان القرطبي ، استشعر مظاهر السعادة في الرقي الأندلسي ، وتربى في قصور الإمارة فشبَّ على العزة والإباء ، وأحس بالعظمة والكبرياء ، وهو سليل الحسب والنسب ، من نسل أسرة عرفت بالمجد ، وتدرجت في سلم الوزارة ، فجدُّه كان وزيراً في بلاط الدولة الأموية ، ووالده وزيراً عند المنصور بن أبي عامر" في هذا الجو المفعم بالمحبة ، والمودة يظلله النعيم وكثرة المال ، وتوفر الجاه والسلطة نشأ ابن شهيد الطفل الصغير، فرضع حبّ الترف والبذخ ، والتعلق بالمال والحرص على إنفاقه " (3) وأفدح نازلة نزلت به ، وأشد ضرر لحقه في صباه أن تنسك والده ، وحمله على شظف العيش ، وهو من رَفِل في الترف والبذخ الفاحش زمناً ، واعتاد اللهو ، والخيلاء في الملبس والمأكل. وما إن صار في سن الشباب حتى تجلت مظاهر تلك التربية الناعمة ، التي أثرت في بناء شخصيته ، وفي طبيعة تكوينه النفسي والفكري ، والاجتماعي ، على كيانه وتوجهاته ، فانصرف لملذاته الذاتية ، وأهوائه الشخصية ، وعاش حياة العبث واللهو ، يقول ابن بسام : " كان لقرطبة في رقته وبراعته وظرفه خليعها المنهمك في بطالته وأعجب الناس تفاوتاً ما بين قوله وفعله ، أحطهم في هوس نفسه وأهتكهم لعرضه وأجرائهم على خلقه " (1). وقد عُرف ابن شهيد بين أقرانه بكرم ذات اليد ، وبسط اليمين في الجود والبذل ، ولعل ذلك من تداعيات الحياة المترفة ، والعيش الرغد في بطالة ، فقد روي عنه أنه " كان جواداً لا يليق شيئاً ، ولا يأسى على فائت ، عزيز النفس ، مائلاً إلى الهزل ، وكان له من علم الطب نصيب وافر" (2) إلى جانب ذلك فقد كان عالي الهمة ، عظيم التفاخر بالذات والأصل وقد جلب له فهمه ، وبراعته الأدبية ، تفاخراً آخر، فما أن انكب على العلم والأدب ، ونهل من مناهل الشعر والنثر ، حتى ثارت في نفسه ملكة التذوق والنقد ، ساعده في ذلك سرعة البديهة ، ونبوغ الموهبة ، وصفاء الذهن ، وتوقد القريحة ، فأبدع في النظم ، وأجاد في التأليف والتحبير والنقد ، وعجب ابن حيان من عظم تلك القدرة الأدبية النافذة فقال :" والعجب منه أنه كان يدعو قريحته إلى ما شاء من نثره ونظمه في بديهته ورويَّـتـِّهِ ، فيقود الكلام كما يريد من غير اقتناء للكتب ، ولا اعتناء بالطلب ، ولا رسوخ في الأدب ، فإنه لم يوجد له – رحمه الله – فيما بلغني بعد موته ، كتاب يستعين به على صناعته ويشحذ من طبعه إلا ما لا قدر له ، فزاد ذلك في عجائبه ، وإعجاز بدائعه .