نمساوي
تمر هذه الأيام الذكرى المائتين على رحيل الموسيقار النمساوي الشهير فرانز جوزيف هايدن، الذي توفى في فيينا قبل مائتي عام، وتحديداً يوم 31 مايو / آيار عام 1809. لكن العبقرية التي تميز بها هايدن في مجال الموسيقى لم تكن سببا وحيدا وراء أجواء الاهتمام التي رافقت وفاته قبل قرنين من الزمن، حيث تعتبر وفاته واحدة من أشهر حالات الوفاة، بعد إقدام اثنين من متفرسو الدماغ (الفرينولوجيون) ويدعيان كارل روزينبوم وجوهان بيتر على فصل رأس هايدن عن جسده، من منطلق أنهما كانا يسعيان لتحديد تفسير علمي لتلك العقلية الموسيقية الموهوبة التي استطاعت تأليف 104 سيمفونية و83 سلسلة رباعيات وكذلك عدداً من الموشحات الدينية ومن أهمها موشحتي ( الخلق the Creation) و ( الفصول الأربعة The Seasons ). وبرغم غرابة أسلوب الفرينولوجي الطبي وقتها، إلا أنه بات علماً ذو قدر عال من المصداقية الآن، لأنه يثبت أن شكل الرأس يلعب دور رئيسي في تحديد سلوكيات الإنسان ودرجة ذكاؤه. وبعد فحص العضو رقم 17 في جمجمة هايدن، وهو الجزء الذي يشير إلى "حاسة الأصوات والموسيقى" ، تم تمريرها من شخص لآخر من خلال الإهمال والرشاوى والنظام البيروقراطي على مدار 145 عام، ثم تم حفظها بداخل غلاف زجاجي مزخرف. وفي نهاية المطاف، تم التبرع بها في عام 1895 إلى جمعية أصدقاء الموسيقى بفيينا. ويقول فرانز باتاي، المنسق المشارك في تنظيم عام هايدن في 2009، أن المؤلف الألماني جوهانز براهمز كان يقوم أثناء إقامته بمنطقة Musikverein في فيينا بوضع دمية للجمجمة أمامه على المكتب، أملا ً في أن يستلهم قليل من النصائح الخاصة بتأليف المقطوعات الموسيقية من وراء تلك الدمية. وكانت مجلة التايم الأميركية قد كشفت في عام 1938 عن أن النازيين طلبوا تسلم رأس هايدن، وذلك، كما يفترض، من أجل إكمال جثة الرجل الذي قام بتأليف النشيد الوطني لألمانيا. أو كي يقوم العلماء النازيين باستخدام طريقة الفرينولوجي لتدعيم نظرية أريان الخاصة بالتفوق الجيني. لكن هذا لم يحدث. لكن، الرأس اتحدت أخيراً مع الجسد في عام 1954. وتم نقل البقايا المكتملة إلى بيرجكيرش في بلدة آيزنشتات شرقي البلاد، حيث قام الموسيقار الشهير بتأليف معظم أعماله التي تربو على الألف هناك، لوضعها في مقبرة من الرخام تم تشييدها عام 1932. هذا وقد لعبت رأس هايدن دورا ً حيويا ً بعد الوفاة في عكسها لحقيقة هوس الموسيقى الكلاسيكية بنظرية العبقرية. وبالرغم من ذلك، فغالبا ً ما يُنسى أن هايدن، مع موزارت ( صديقه ) وبيتهوفين (تلميذه ) ، كان موسيقارا ً مبدعاً. فلم يكن يطور باستمرار التعقيد المتناسق للغته الموسيقية فحسب، بل كان يساعد أيضاً في تطوير الأوركسترا. وقد سلطت هذه التجديدات الضوء على حزمة أخرى من الابتكارات، ومنها: استخدام الديناميات - مساعدته في تقديم التدرج التصاعدي للأصوات التي نستقبلها – استيعابهم في التطورات الموضوعية بدلا ً من نشرهم فقط من أجل تأثيرات "النداء والرد". كما كان له مشاركات في الأسلوب الحالي للتجريب الموسيقي. كما قام هايدن بكتابة أكثر من 100 مقطوعة، ونظم مئات من المقطوعات الأخرى. كما سبق له أن استعان بالدوافع الموسيقية الضئيلة كنقطة انطلاق للمتغيرات اللانهائية: وهو ما كان يخلق نوعاً من التأثيرات المشابهة للفسيفساء على المستوي الكلي، أما على المستوى الجزئي، فقد كانت تحتفظ الموسيقى بتفاعل تحادثي ديناميكي ومنطق صوتي رائع. وكان يعد هايدن شخصية مرحة وتتفجر الفرحة المتجددة بعمله في جميع الاتجاهات، وتتشكل بواسطة مرونة ديناميكية وتوتر متناسق وانسيابي. لكن وللأسف، فقد تخلى مؤخراً المدرسون والمحاضرون الموسيقيون عن تراث هايدن بعد فشلهم في معالجة أشكال تصنيع الموسيقى على نحو ملائم لما هو أبعد عن المعروف والمعروض للبيع. وبصورة تدعو للحزن أيضاً، تميل الفرق الموسيقية اليوم لعزف مقطوعات هايدن التجارية بدلا ً من تمجيد روحه الرائدة. ومما لاشك فيه أيضاً أن هايدن كان عملاقا ً، فقد لعب هذا الشخص الذي لُقب بـ "أب السيمفونية" دورا ً رئيسياً في تطوير بعض الأساليب مثل سلسلة الرباعية والسوناتا والكونشيرتو. كما يعد هايدن من عباقرة الفن ويعتبر أول من تطور بالسيمفونية إلى إطار فني جديد. وقد ساعد أيضاً في وضع حجر أساس الموسيقى الكلاسيكية. و للموسيقار هايدن، الذي ألَّف كثير من السيمفونيات، والقصائد الدينية بمصاحبة الأوركسترا، عدد وافر من موسيقى الصالون. وقد كُرِمَ من قبل نبلاء فيينا وأجلسوه في مرتبة الشرف عندما استمعوا إلى قصيدته الدينية ( الخليقة) وفي حفل التكريم أقبل بيتهوفن منحنيا بين يدي هايدن والدموع تترقرق في عينيه من شدة الفرح والإعجاب . كما كانت تمتاز موسيقاه بأسلوب كلاسيكي بحت، يعبر عن البساطة والصفاء، والابتعاد عن واقع الحياة ومآسيها . ومن مآثر هايدن على الموسيقى قيامه بإدخال المينويت على السيمفونية، وقد قام بتقسيم الأوركسترا إلى أقسام بتبادل الحوار بين كل من آلات النفخ والأوتار بدلا ً من اشتراكهما سويا ً في نفس اللحن كما كان يفعل باخ . وقد ابتدع أيضا الرباعيات واختار لها الآلات التي تُكَوِنها وتتلاءم مع موسيقاها. أشرف أبوجلالة
سيدنا يوسف عليه السلام
عمر ال عوضه
- مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ المعروف بـ"مصطفى محمود"
- كاتب وطبيب وأديب
- ولد في 25 ديسمبر 1921 في شبين الكوم ـ منوفية
- ألّف مصطفى محمود 89 كتابًا، متعددة الموضوعات والمجالات فمنها...
علي الدوخي هو عازف بيانو سعودي
طه ايسو هو يوتيوبر و رحالة مغربي ، اشتهر برحلاته حول العالم و طريقته الجميلة في تقريب الأشياء للمتابعين .