أبو جعفر محمد بن علي «زين العابدين» بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي، المولود سنة 56هـ.
بقر العلم وشقّه، وعرف أصله، وحاز على جوهره ومكنونه، فلُقّب بالباقر، وما علمه هذا إلا نتاج عن اجتهاد في طلبه، والحرص على تحصيله، والتواصل الحسن مع الصحابة الذين تلقّوا علومهم من المعلّم الأول، والموجه الأكمل محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، والتتلمذ على أيدي علماء الصحابة أمثال: جابر بن عبدالله، وأنس بن مالك، وعبدالله بن عمر بن الخطاب، وعبدالله بن عباس، وأبي سعيد الخدري وغيرهم من أجلاء الصحابة، فسجّل مآثره في أمهات كتب الحديث، فبلغت روايته فيها ما يربو عن مائتي رواية، غير الروايات الأخرى المرصّعة بها كتب التفسير والتاريخ وغيرها.
وقد وهبه الله زوجة صالحة من بيت علم وصلاح، هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصدّيق، والتي أنجبت له علماً من أعلام التقى والعلم هو جعفر الصادق رضي الله عنه.
محبة وودٌ ووفاء وولاء تظهر وتتجلى حينما سُئل الباقر عن مسألة فقهية وهي حليّة السيف، فقال: لا بأس بها فقد حلّى أبو بكر الصدّيق سيفه، قال السائل: وتقول الصدّيق؟ فوثب الباقر وثبة استقبل بها القبلة، ثم قال: نعم الصدّيق.. نعم الصدّيق.. نعم الصدّق، فمن لم يقل الصدّيق فلا صدّق الله له قولاً في الدنيا والآخرة!.