الفرق بين العولمة والعلمانية ...
- معنى العولمة: العولمة عرفها العلماء بعدة تعريفات ، منها:
1- هي نمط سياسي اقتصادي ثقافي لنموذج غربي متطور ، خرجت تجربته عن حدوده لعولمة الآخر ، بهدف تحقيق أهداف وغايات فرضها التطور المعاصر.
2- وقيل هي : ظاهرة قادمة من الغرب ، من مجتمعات متقدمة حضارياً ، متجهة إلى مجتمعات نامية ومتخلفة ، والتعامل معها بنجاح يتطلب بناء الذات والارتقاء بها في المجالات المختلفة ، حتى يكون التعامل مع تلك الظاهرة إيجابياً، وتتمثل العولمة في مجموعة من التوجهات ذات البعد المستقبلي ، وتدور حول قضايا ، مثل: الديمقراطية، واقتصاد السوق الحر .. إلخ .
ويرى منظروها ومؤيدوها أنها إيجابية العموم ، إلا أن آخرين يرون فيها مخاطر أساسية عديدة ، حيث تثير المسألة عدداً من الأسئلة الصعبة التي تنتظر الإجابة ، مثل: هل ستؤدي العولمة إلى تحطيم الحدود بين الأقطار ، وإذابة الهوية ؟ وهل سيسود الغرب المتقدم بنمطه الاقتصادي والرأسمالي ، ويعولم الاقتصاد والثقافة، والوضع السياسي في العالم لحسابه ، لعدم قدره الدول النامية على مواكبة تطور العالم الأول ، والتعامل معه ندياً على كل المستويات ؟ وهل بإمكان العرب تطور أوضاعهم في المستقبل المنظور لمواجهة هذه التحديات الخطيرة ، للتعايش السلمي والإيجابي مع ظاهرة العولمة؟
إذن العولمة هي نظام يفرض النظام الغربي بكل أساليب حياته على الأنظمة الهشة والضعيفة، ويخضعها له ، إلا إذا قاومت الأنظمة وغيرت من وضعها وسياستها ، حتى تحافظ على نفسها وهويتها وعقيدتها وذاتها، وإلا ذابت في أقوى هذا المارد العملاق الذي لا يبقي ولا يذر .
ثانياً :
- معنى العلمانية: تعني هذه الكلمة : اللادينية ، أو الدنيوية ، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على غير الدين ، وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، ولقد نشأت في أوربا ، وعمت أقطار العالم بتأثير الاحتلال والتنصير والشيوعية.
ومن أفكارها ومعتقداتها ما يلي :
1- بعض العلمانيين ينكرون وجود الله أصلاً .
2- وبعضهم يؤمنون بوجود الله ، لكنهم يعتقدون بعدم وجود أي علاقة بين الله وبين حياة الإنسان .
3- فصل الدين عن السياسة، وإقامة الحياة على أساس مادي .
4- نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية، وتهديم كيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الاجتماعية .
وأما عن معتقدات العلمانية في العالم الإسلامي فهي:
1- الطعن في حقيقة الإسلام والقرآن والنبوة .
2- الزعم بأن الفقه الإسلامي مأخوذٌ من القانون الروماني .
3- الزعم بأن الإسلام لا يتلاءم مع الحضارة ، ويدعو إلى التخلق .
4- الدعوة إلى تحرير المرأة وفق الأسلوب الغربي .
5- تشويه الحضارة الإسلامية.
6- إحياء الحضارات القديمة.
إلى غير ذلك من الأفكار والمعتقدات التي تتعارض مع الدين وتحاول القضاء عليه، والتي تكون مواجهتها ألا يفهم الإسلام صحيحاً، وتحويله إلى واقع عملي يعيشه الناس ، حتى يتمكنوا من التفريق بين الحق والباطل ، والهدى والضلال.
ثالثاً: مصادر الثقافة الإسلامية:
أساساً مصدر العلوم والأفكار والمعتقدات الإسلامية هما: القرآن والسنة، فهما المصادر المعصومة أساساً لدى المسلمين، ثم يعقبها الإجماع وهو: اتفاق أهل الحل والعقد من علماء الإسلام، على حكم مسألة ما، وكذلك القياس وهو: عبارة عن قياس حكم جديد على حكم قديم منصوص عليه ؛ لاتفاقهما في العلة .
ولقد أثمرت هذه الأصول كل ثقافة الإسلام في شتى نواحي الحياة ، حتى أصبح واقعاً ملموساً أقام أمة رائدة ناهضة ، استمرت حضاراتها قائدة للدنيا مئات السنين ، حتى بدأ ضعف التمسك بهذه المصادر، فأدى ذلك إلى الانهيار الحضاري، ومن ثم الإزاحة عن قيادة الدنيا ، والدخول في كهوف الجهل ، والتخلف إلى يومنا هذا ، ولم ولن يتسنى لنا العودة إلى الصدارة، والقيادة مرة أخرى ، إلا بالعودة إلى تلك المصادر الربانية الأصيلة ، فهل نحن فاعلون ؟
اتمنى افادتك