قضايا المجتمع الأفات الإجتماعية ظواهر إجتماعية
الحل هو الدعوة بالرجوع خط إلى الإسلام
لا شك ولا ريب في وجود أفكار ودعوات عدّة لنشر الفساد في أوساط المسلمين، ووراء هذه الأفكار والدعوات أيد وقنوات تعمل ليل نهار وبكل جدّ وإخلاص لهذا الهدف المدمّر، والغريب أنه قد تكون بعض الأيدي التي تمُرر هذه الأفكار وتدعو لها منتمية إلى الإسلام ولكن تدعو إلى خلاف ما يريده الدين الإسلامي، وذلك لانحرافٍ في فكرها، أو خلط في مفاهيمها، ولذا أكّدت روايات أهل البيت (عليهم السلام) على أهمية منبع الفكر المأخوذ. فقد جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): "من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق يؤدي عن الله عز وجل فقد عبد الله وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان"، كل ذلك لما للفكر من أهمية في سلوك الإنسان وصياغته.
ومن هنا فلا بد من مواجهة جادة للتيارات المنحرفة التي ما فتأت تحيك المؤامرات؛ لأجل سلخ الإنسان المسلم من إنسانيته وقيمه، وتفريغه من محتواه، وكلَّما استطاعت هذه التفاهات أن تجد لها موطأ قدم في مجتمعاتنا فإنَّ مجتمعنا سيتغرَّب شيئاً فشيئاً ويتم بعد ذلك السيطرة عليه وبسهولة.
وعليه فأذكر هنا بعض الأساليب التي يمكن الاستفادة منها للوقوف ضدّ هذه الأهداف الهدّامة والغزو الفكري المدمّر:
أوّلاً: أن نعرف إسلامنا، ونعرف عظمة هذا الإسلام وشأنه الكبير، هذا الإسلام الذي قُدِّمت له الأنفس رخيصة ولم يصلنا إلا على جماجم الرجال ودماء الشهداء وتضحيات المضحَّين، نعم عندما يحسّ الفرد المسلم والجماعة المسلمة بعظمة هذا الدين العزيز فإنهم لن يقبلوا أن يُمسَّ الإسلام بسوء فضلاً عن أن يُقدِّموا أخلاقيات غيره عليه.
ثانيًا: أن نحاول وبجدٍّ أن نأخذ بالفكر الدينيّ – عقيدة وفروعاً – وفي شتى المجالات المرتبطة بديننا من المنبع الأصيل، ونقوِّي أسس اعتقاداتنا، ونهتم بالثقلين - كتاب الله والعترة المطهّرة (عليهم السلام) -.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه لا بد من الاستفادة من المؤلِّفين الإسلاميين ذوي الأقلام النظيفة؛ حتى يحصل الفرد على الثقافة الإسلامية النقيّة، كأمثال السيد الإمام الخميني، والشهيد الصدر، والشهيد المطهري (رحمة الله عليهم جميعًا)، وغيرهم من ذوي الروح الإسلامية الكبيرة، ومن لهم دقة في فهم الإسلام.
ثالثًا: أن لا ننشغل بالشبهات الثقافية الواردة من الشرق والغرب حول الدين والحياة من دون أن نكون متسلحين بسلاح العقيدة والثقافة الإسلامية الواسعة النقية – كما تبيّن في ثانيا -، وهذه تأكيدات شيخنا العزيز سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله)، فإنه يؤكد على الاهتمام بمعرفة الدين من ينابيعه الأصيلة أولاً، وتحصين الفرد نفسه قبل الخوض في الشبهات؛ حتى لا تكون النفس مجرّد مجموعة من الشبهات، وقد - لا سمح الله - يفارق الشخص الدنيا وليس له حلّ لها، علمًا بأنَّ التسلُّح بالعقيدة الصحيحة والفكر الديني الأصيل يجعل الشبهات الواردة من الشرق والغرب تفاهات لا تقوى على حرف شخصيّة الإنسان المسلم، أو أن تُزعزع من عقيدته ودينه وأخلاقياته ومتبنياته الصحيحة.
رابعًا: لا بد من تذكّر الوعد الإلهي بالفوز للملتزمين بخط الرسالة والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، والنعيم الأبدي، وكذلك تذكّر الوعيد الإلهي والعقاب، وأن المرء لم يُخلق سُدى، وأنَّ الإنسان سيقف في يومٍ من الأيام بين يدي الله سبحانه وتعالى، وسيحاسبه على كلِّ صغيرة وكبيرة، يقول الله تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾ الصافات:24.
خامسًا: ما تقدمت الإشارة إليه وإن كان أكثر ما يكون منصبا على نقطة الفكر، ولكن باعتبار العلاقة بين الفكر والسلوك فلابد من التركيز على الناحية الفكرية، فكثير من الانحرافات السلوكية الموجودة منشؤها تشوه فكر الإنسان المسلم وتأثره بالغزو الثقافي الآتي من هنا وهناك.
وأخيرًا، لا حل لكل أزمات الحياة ومواجهة كل الأفكار والخطط المنحرفة إلا بالرجوع إلى خط الإسلام.