يعتبر الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد وطني في العالم. كما أصبحت الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في العالم بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي. كما تعد قوة اقتصادية وسياسية وثقافية وهي رائدة في مجال البحث العلمي والابتكار التكنولوجي منذ أواخر القرن التاسع عشر.
النظام التعليمي في الولايات المتحدة الأمريكية: بعد استقلال أمريكا عن بريطانيا تمكن الأمريكيون من تحقيق الديمقراطية في التعليم تأثراً بأفكار التربية الحديثة التي وضعها العالم التربوي جون ديوي.
لقد كانت صدمة الأمة الأمريكية في نظامها التعليمي عميقة عقب إطلاق الروس قمرهم الصناعي الأول " سبوتنيك " عام (1957م). تولد عنها إحساساَ مريراً بأن النظام التعليمي خذل الأمة ولم يحقق لها السبق في مجال غزو الفضاء، وعرض بالتالي أمنها القومي للخطر. وهكذا انصب الغضب الشعبي والرسمي على المناهج الدراسية وتعالت الصيحات المنادية بإصلاحها، فكان أن انطلقت أكبر حركة إصلاح للمناهج في التاريخ الأمريكي كله ، وفي مطلع الثمانينات من القرن العشرين تنامت الانتقادات الموجهة للنظام التعليمي، لأنه لم يعد يحقق للولايات المتحدة الأمريكية التفوق والريادة، والتي أخذت الولايات المتحدة تفقدهما لصالح أوروبا واليابان، مما دفع وزير التربية الأمريكي آنذاك إلى تشكيل لجنة لدراسة نظام التعليم الأمريكي وتقديم المقترحات لإصلاحه.
وفي عام (1983م) أصدرت اللجنة تقريرها الشهير " أمة معرضة للخطر و بضرورة و حتمية التغيير" وهو التقرير الذي خلص إلى أن " الامتياز والتفوق لم يعد محرك التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم الإصلاح على مرحلتين:
المرحلة الأولى: (1983-1986) حيث اعتبرت أن المعلم هوالمسؤول عن ضعف المستوى الأكاديمي، فوضعت أنظمة و تشريعات وبرامج من أجل رفع مستوى المعلم، والتخلص من المعلمين الغير أكفاء و استبدالهم بمعلمين مدربين مما ترتب عنه مظاهرات واحتجاجات واسعة في أوساط المعلمين.
المرحلة الثانية: (1986-1990) اعتبرت هذه المرحلة أن المعلم هو حل المشكلة و شهدت تحسناً ملحوظا في أوضاع المعلمين كما تم اعطاءهم المزيد من الحرية و الثقة و الإمتيازات المادية والمعنوية وتم اشراكهم في إعداد المناهج والمقررات.