حمد لله؛ الهداية في القرآن تنقسم إلى هداية كونية، وإلى هداية شرعية، فأما الهداية الكونية فهي عامة في جميع المخلوقات، كما قال تعالى: (قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)، وأما الهداية الشرعية فتختص بالمكلفين، وهي قسمان؛ عامة، وهي بمعنى الهداية والإرشاد، وبيان طريق الخير والشر، وهذه تضاف إلى الله، وتضاف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: (وأما ثمود فهديناهم)، أي بينا لهم، وقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)، والنوع الثاني من الهداية الشرعية، هي هداية التوفيق لقبول الحق، وإلهام الرشد، وشرح الصدر، وهي خاصة بالمهتدين، وهم الذين قبلوا دعوة الرسل، واتبعوا ماجاءوا به، ومن شواهد الهداية الخاصة قوله تعالى: (والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)، وهذه الهداية لا يقدر عليها إلا الله، فلا تضاف إلى الرسول، ولهذا قال الله تعالى لنبيه: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين)، والله أعلم.