هو أبو عبدالله سلمان ابن الإسلام. مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف بسلمان الخير، أصله من فارس، واختلفوا في اسمه قبل إسلامه. نشأ في قرية جيان، ورحل إلى الشام ثم الموصل، فنصيبين, فعمورية. وقرأ كتب الفرس والروم.
أخبره نصراني عنده علم بالإنجيل عن نبي يبعث بالحنيفية دين إبراهيم، به علامات: أنه يأكل الهدية ولايأكل الصدقة، وبين منكبيه خاتم النبوة، يهاجر إلى أرض ذات نخل. فرحل سلمان إلى الجزيرة العربية وفي الطريق أسره بعض قطاع الطرق، وباعوه لرجل يهودي من بني قريظة فأخذه إلى المدينة ليعمل في مزرعته، وعندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة سارع سلمان للقائه، وقدم له الطعام من الصدقة فأطعم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ولم يأكل، فقال سلمان: هذه واحدة. ثم أتاه بطعام هدية فأطعم أصحابه وأكل منها، فقال: هذه الثانية، وأخذ ينظرإلى الخاتم في ظهره فعلم النبي صلى الله عليه وسلم، فألقى رداءه، فرأى الخاتم وقبّله وهو يبكي وأسلم. حدث الرسول وأصحابه بقصته وأعانه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه على فداء نفسه من اليهودي، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي الدرداء ولم يشهد بدراً ولا أحداً بسبب الرق، وأول مشاهده الخندق، ولم يتخلف عن غزوة بعدها.
وأشار على النبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق حول المدينة، وسر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، حتى اختلف عليه المهاجرون والأنصار كلاهما يقول: سلمان منا افتخاراً به، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: سلمان منا أهل البيت. وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم الحديث الذي قاله لأبي الدراء ((إن لرّبك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً ولبدنك عليك حقاً فأعط كلَ ذي حق حقه)).