شهد العالم مؤخرا نشاطا واسع النطاق على صعيد تكوين التكتلات الاقتصادية الإقليمية، سواء في إطار ثنائي أو شبه إقليمي
أو إقليمي، أو تجمعات لا تكتسب صفة الإقليمية المباشرة، و إنما تجمع بين مجموعة من الدول ذات التفكير المتشابه عبر نطاق جغرافي
مع تنامي التوجه نحو تشكيل تكتلات ،( Large Economic Spaces) متسع تحده المحيطات، و التي سميت با.الات الاقتصادية الكبرى
إقليمية تجمع بين دول ذات مستويات تنموية مختلفة (و هي التي تضم دول متقدمة و أخرى نامية). وقد أخذت قضية الإقليمية
طريقها في البروز والاهتمام مرة أخرى خلال العشر سنوات الأخيرة من القرن الماضي .ففي الأمريكيتين ظهرت السوق المشتركة
سنة 1994 . في NAFTA عام 1991 ، كما تم إنشاء منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية NCMSA لدول أمريكا الجنوبية
كما بدأ تجديد اتفاقية السوق العربية ،ANDEAN حين أعيدت الحياة مرة أخرى إلى تكتلات إقليمية قديمة مثل معاهدة لاندين
سنة 1997 و اتفاقية السوق المشتركة لأمريكا GAFTA المشتركة في مشروعها الجديد ممثلا في منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى
سنة 1992 ،كما تم ASEAN في .اية الثمانينات وبداية التسعينات ، كما تأسست رابطة جنوب شرق آسيا CACM الوسطى
يضاف إلى ذلك المبادرة الأمريكية الخاصة بنصف الكرة الغربي سنة 1994 ،بعد ، APEC الإعلان عن إقامة تجمع آسيا و الباسيفيك
ولعل التساؤل الذي يتبادر للأذهان مع تطور ،(FTAA ) توقيع الو.م.أ مع 34 دولة لتشكيل منطقة التجارة الحرة للأمريكيتين
وانتشار الظاهرة هو :
ما هي الأسباب والدوافع الحقيقية التي أدت إلى ظهور وتوسع الإقليمية الجديدة ؟ وفيما تختلف عن نظير.ا
الكلاسيكية وما تأثيرها وتأثرها بالنظام المتعدد الأطراف ؟
و سيتم معالجة هذه الإشكالية الجوهرية من خلال النقاط التالية:
أولا: تحليل تطور مسارات التكامل الاقتصادي الإقليمي. ..
ثانيا: ماهية الإقليمية الجديدة. ..
ثالثا: علاقة الإقليمية الجديدة بالنظام متعدد الأطراف. ..
رابعا: مستقبل الإقليمية الجديدة في ظل النظام التجاري العالمي الجديد. ..
..
أولا: الخلفية النظرية للموضوع: تحليل تطور مسارات التكامل الاقتصادي الإقليمي:
لقد شهد الأدب الاقتصادي المتعلق بنظريات التكامل في الفكر الحديث عددا من التطورات الملحوظة في إطاره التنظيري
خلال فترة الخمسينيات و الستينيات و حتى السبعينات و هي الفترات التي رافقت البناء الأوربي بدء بمنطقة التجارة الحرة و وصولا
إلى الاتحاد الأوربي، كما شهد العديد من التطورات في الجانب التطبيقي في حقبتي الثمانينيات و التسعينات من القرن الماضي، هذه
التطورات التي ساهمت في بناء و تنوع النماذج الاقتصادية المستخدمة في دراسة و تحليل الآثار الاقتصادية بمختلف أنواعها على
الاقتصاديات القومية للدول الأعضاء في المنطقة التكاملية، و في هذا الخصوص يمكن القول أن الأعمال النظرية كانت نتاج لجيلين من
( الاقتصاديين المهتمين بالفكر التكاملي الإقليمي و هما: ( 1
أعمال و كتابات العديد من الاقتصاديين الدوليين المهتمين Balasa وViner الجيل الأول: و يضم هذا الجيل بجانب كتابات
و لقد انصب اهتمام هؤلاء ،J.EMead ,Melvin, Lipsey, Bhagwati, Gehrels بشؤون التكامل الاقتصادي الإقليمي من أمثال
الإقليمية الجديدة : المنهج المعاصر للتكامل الاقتصادي الإقليمي _________________________________________________________________________________________________________
108
الاقتصاديين على إبراز الآثار الأساسية لقيام الاتحادات الجمركية على اقتصاديات الدول الأعضاء في المنطقة التكاملية، فتكوين
الاتحادات الجمركية يؤدي طبقا لآراء و تحليلات هؤلاء الاقتصاديين إلى زيادة أو تراجع الرفاهية الاقتصادية على مستويات كل
من الإنتاج و الاستهلاك في اقتصاديات الدول الأعضاء في المنطقة التكاملية أو اقتصاديات الدول غير أعضاء في المنطقة، و قد
The Basic Theory of استقر الرأي في الأدب الاقتصادي الدولي على إطلاق تعبير النظرية الأساسية للاتحادات الجمركية
للدلالة على أعمال وكتابات الاقتصاديين الدوليين المنتمين لهذا الجيل. Economic Integration
Cooper, الجيل الثاني: و يتكون الجيل الثاني من الاقتصاديين الدوليين المهتمين بشؤون التكامل الاقتصادي الإقليمي من أمثال
حيث كانت نقطة البدء في كتابات الجيل الثاني الانتقادات الشديدة الموجهة لأعمال الجيل الأول لإهمالهم الاهتمام Jhonson
بالبحث عن الدوافع من وراء تكوين الاتحاد الجمركي و السعي لتطبيق الإجراءات المرتبطة بالعمل التكاملي، و يرجع اقتصادي
الجيل الثاني الإجابة عن هذا التساؤل إلى نقطة البدء في أن كتابات و تحليلات الجيل الأول كانت تقوم على التسليم بوجود
الظاهرة التي يرغبون في تحليلها دون التعمق في البحث عن الأسباب التي دعت إلى وجود هذه الظاهرة أو ساهمت في نشأ.ا، و
ينتقل مفكري هذا الجيل إلى خطوة تالية و هي البرهنة على وجهة نظرهم بالقول أن النظرية الأساسية للاتحادات الجمركية
كانت عاجزة عن تقديم إجابة مرضية و مقنعة للسؤال التالي: لماذا تقبل الدولة بتخفيض أو إزالة الرسوم الجمركية عن تجار.ا
مع الدول الأعضاء، و تستغني في الوقت نفسه عن الاستيراد من مصادر أكثرة كفاءة من الدول غير أعضاء في الاتحاد؟
و وفقا لوجهة نظر الجيل الثاني فإن السبب الجوهري ينحصر في توفير الحماية للمصادر الإنتاجية الأقل كفاءة، و يرجع ذلك إلى
أن النظرية الأساسية للاتحادات الجمركية قد اختارت لنفسها منذ البداية خطا فكريا نحو حرية التجارة الدولية، و هو ما أبعدها
عن النظر إلى الدوافع الخاصة بتوفير الحماية للمنتجات الحساسة، و هي المنتجات غير القادرة على الصمود أمام المنافسة الدولية.
و في إطار هذه ،( Economic Theory of Protectionism) فالمطلوب حسب نظر الجيل الثاني هو نظرية اقتصادية للحماية
النظرية يمكن إجراء المقارنة بين سياسة جمركية غير تفضيلية من ناحية، و الاتحاد الجمركي كسياسة بديلة من ناحية أخرى
معتمدة على آلية حمائية أكثر من اعتمادها على آلية ليبرالية، حيث يؤكد الإطار النظري تبناه أنصار الجيل الثاني من الاقتصاديين
الدوليين على أن السبب الجوهري لإقامة الاتحاد الجمركي و التكامل الإقليمي بشكل عام يكمن في الرغبة القوية للدول الأعضاء
في استخدام سياسة التعريفة الجمركية على النطاق الإقليمي لتحقيق أهداف معينة تعجز هذه الدول عن تحقيقها على المستوى
القطري.
فإذا كان رواد الفكر التكاملي النيوكلاسيكي قد أجمعوا على أن الدافع الحقيقي هو دافع إقليمي حمائي، فهل يمكن أن يكون
هذا الدافع هو المبرر لقيام موجة التكتلات الإقليمية الراهنة، الأكيد أن هذا التبرير يتنامى مع معطيات و واقع النظام الاقتصادي العالمي
الجديد الذي ألقت عليه الرأسمالية المعاصرة بضلالها، و بالتالي فهناك مجموعة من الدوافع و الانعكاسات و الآثار الجديدة لهاته الموجة
كارل ماركس
يعد هايبروان واحدآ من أكبر سلاسل المحال التجارية فى مصر. وقد اسسه السيد المهندس / محمد تقى الدين الهوارى فى عام 2005 م ، حيث يشتمل على فرعين اساسيين احداهما بمدينة الشيخ زايد بالسادس من أكتوبر والآخر...
يوسف على هو صاحب هايبر نستو .
حسين النصار مدير صاحب هيربل سبا
لاري بايج وسيرجي برين