مسألة: يستحب تسريح شعر الرأس، وهو مما يزيد في جمال الإنسان ويؤثر في صحته.
فقد قال أبو عبد الله (صلى الله عليه وآله): «... والمشط للرأس يذهب بالوباء» قال: قلت: وما الوباء؟ قال: «الحمى»[1].
وقال (عليه السلام): «مشط الرأس يذهب بالوباء ومشط اللحية يشد الأضراس»[2].
وفي رواية عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «كثرة تسريح الرأس تذهب بالوباء وتجلب الرزق وتزيد في الجماع»[3].
وعن محمد بن علي بن الحسين قال الصادق (عليه السلام): «مشط الرأس يذهب بالوباء»[4].
تسريح اللحية
مسألة: يستحب تسريح شعر الوجه، قال أبو عبد الله (صلى الله عليه وآله): «... والمشط للحية يشد الأضراس»[5].
فإن الأضراس مرتبطة بعروق تتصل باللحية، وكأن المشط نوع رياضة للوجه.
وفي رواية قال أبو عبد الله (عليه السلام): «تسريح العارضين يشد الأضراس، وتسريح اللحية يذهب بالوباء، وتسريح الذؤابتين يذهب ببلابل الصدر، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام، وتسريح الرأس يقطع البلغم»[6].
التمشيط لكل صلاة
مسألة: يستحب التمشيط لكل صلاة، قبلها وبعدها، سواء كانت فرضاً أم نفلاً.
روى محمد بن علي بن الحسين قال: سئل أبو الحسن الرضا (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: ((خذوا زينتكم عند كل مسجد)) [7] قال: «من ذلك التمشط عند كل صلاة»[8].
أقول: المشط زينة من باب السبب والمسبب، لأنه يوجب الزينة والجمال.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: ((خذوا زينتكم عند كل مسجد)) قال: «المشط، فإن المشط يجلب الرزق ويحسن الشعر وينجز الحاجة ويزيد في ماء الصلب ويقطع البلغم، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يسرح تحت لحيته أربعين مرّة ومن فوقها سبع مرات ويقول: إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم»[9].
أقول: إن ما ذكر في أمثال هذه الروايات مما لم نعرف حقيقة الارتباط بين سببها ومسببها، قد يكون لكونه سبباً معنوياً، فان الله جعل الأسباب والمسببات وهو يعلم بها فأخبر عنها على لسان رسوله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيت نبيه (عليهم السلام).
فإنه قد نعلم بالأسباب والمسببات، وقد لا نعلم، وذلك في مثل جلب الرزق وإنجاز الحاجة وما أشبه، وإن كان ربما يعلل في أمثاله بمثل أن المشط يسبب النظافة والنظافة تجلب الرزق والناس يقبلون على الإنسان النظيف فيوجب له الرزق وحسن المعاملة وكثرتها، وإنجاز الحاجة مطلق يشمل المادية مضافاً إلى المعنوية.
وفي رواية قال: سمعت أبي الحسن (عليه السلام) يقول: «المشط يذهب بالوباء، وكان لأبي عبد الله (عليه السلام) مشط في المسجد يتمشط به إذا فرغ من صلاته»[10].
والمراد بالمسجد: مسجد بيته أو المسجد النبوي الشريف.
وعن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالى: ((خذوا زينتكم عند كل مسجد)) قال: «هو التمشط عند كل صلاة فريضة ونافلة»[11].
وعنه (عليه السلام) في قوله: ((خذوا زينتكم عند كل مسجد)) قال: «إن أخذ الزينة التمشط عند كل صلاة»[12].
وعنه (عليه السلام) في قوله عزوجل: ((خذوا زينتكم عند كل مسجد)) «المشط فان المشط يجلب الرزق ويحسن الشعر»[13].
ولا يخفى أن ما ذكر بالنسبة إلى المشط شأن كل جمال وزينة ولجهة النظافة وما أشبه، ومن المعلوم أن الإنسان النظيف يبتعد عن الأمراض، بالإضافة إلى إمكان كونه سبباً واقعياً لم نصل إليه بعد، كما سبق.
التمشيط من قيام
مسألة: يكره التمشط من قيام، فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «التمشط من قيام يورث الفقر»[14].
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «من مشط قائماً ركبه الدين»[15].
وعن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: «لا تمتشط من قيام فانه يورث الضعف في القلب، وامتشط وأنت جالس فإنه يقوي القلب ويمخج الجلدة»[16].
ومن الممكن على ما سبق، أن تكون الأسباب بعضها واقعية، فإن الله سبحانه وتعالى جعل العلية بينهما، وقد ذكروها (عليهم السلام) لشمولية علمهم (صلوات الله عليهم).
من آداب تسريح الشعر
مسألة: هناك آداب في تسريح الشعر ينبغي مراعاتها، فعن أبي الحسن (عليه السلام) قال: «إذا سرّحت رأسك ولحيتك فأمرّ المشط على صدرك فانه يذهب بالهم والوباء»[17].
وفي رواية عن الصادق (عليه السلام) قال: «من سرّح لحيته سبعين مرّة وعدّها مرّة مرّة لم يطريه الشيطان أربعين يوماً»[18].
وفي رواية: «كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يسرّح تحت لحيته أربعين مرّة ومن فوقها سبع مرات يقول: إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم»[19].
أدعية التمشيط
مسألة: يستحب قراءة سورة القدر والعاديات، والدعاء بالمأثور عند التمشيط.
فقد روي أنه (عليه السلام) كان يبدأ في تسريح لحيته من تحت ويقرأ ((إنا أنزلناه في ليلة القدر)) [20]»[21].
وفي رواية: أنه (عليه السلام) كان يسرّح لحيته من تحت إلى فوق أربعين مرة ويقرأ ((إنا أنزلناه)) ومن فوق إلى تحت سبع مرات ويقرأ ((والعاديات)) [22] ويقول: «اللهم سرّح عني الهموم والغموم وحشة الصدور»[23].