لم تكشف المصادر التاريخية العربية التي تحدثت عن جزر القمر بشكل أو بآخر عن اسم آخر لهذه الجزر، ممَّا يرجِّح الرأي القائل إن العرب هم الذين أطلقوا اسم «جزر القمر» على هذا الأرخبيل فقد ورد ذكرها في كتابات الرحالة والجغرافيين العرب مثل المسعودي(المتوفى 345ﻫ/956م) والإدريسي (المتوفى 549ﻫ/1154م) والملاح العماني ابن ماجد (المتوفى 904ﻫ/1498م) وغيرهم.
بيد أن ابن ماجد ذكرهذه الجزر نثرًا في كتابه « الفوائد في أصول علم البحر والقواعد والفصول» ونظمًا في كتابه: «حاوية الاختصار في أصول علم البحار» فجاء في الفصل الخامس ذكر لجزر القمر وتنويه بمعرفة العرب والعجم بها:
والقمر أولـه من الشمال ** نعوش أحد عشر بلا محال
أعني برأس الملح يا هما ** تعرفه الأعراب والأعجام
كما ذكرها في أرجوزته المسماة بـ «السفالية »عدَّة مرات.
ويلاحظ أن هناك توافقًا في تسمية الجزر بالقمر ومن أطلقها عليها، ولكن التباين في الرأي يكمن في أصل هذه التسمية وبداياتها وتعليلها فثمة عدة اتجاهات حول هذه المسألة:
الأول: هو الذي يرى أن النطق الصحيح هو جزر«القُمْر» بضم القاف وسكون الميم وقد تحرك الميم فتنطق«القُمْر» بضمتين ونسب ذلك إلى طير«قُمْر» قال ياقوت الحموي (المتوفى626ﻫ/1179م «قُمْر» بالضم ثم السكون جمع َأقْمَر و هوالأبيض الشديد البياض ومنه سمي القُمْري من الطير و«قُمْر» بلد بمصر كأنه الجص لبياضه.. والقُمْر – أيضا -: جزيرة في وسط بحر الزنج ليس في ذلك البحر جزيرة أكبر منها فيها عدة مدن وملوك كل واحد يخالف الآخر.
وعلى هذا الرأي الذي ينسب الاسم إلى الطير يقول محمد ناصر العبودي في اسم جزرالقمر: إنه « بضم القاف والميم على لفظ، جمع قمراء أي بيضاء» .
إذن فالصحيح في لفظها: «جزرالقُمُر»، والأصح « الجزرالقُمُر»، ثم يبيِّن سببًا آخر للتسمية قائلاً: « إلا أنني سمعت من عدد من أهالي جزر القمر أنفسهم يقولون: إن هذه التسمية بدأت عندما كانت جماعة من العرب تائهين بسفنهم في خضمِّ هذا البحر فإذا بهم يرون جزيرة هَنْزُوَان وقد انعكس على جبلها ضوء القمر فقالوا: هذه جزيرة القَمَر ( بفتح القاف ) ثم عمت التسمية»
الثاني: التسمية الغربية لهذه الجزر، حيث ينطقها الفرنسيون «كومورComores» والإنجليز:Comoros»» ويرى بعض الكتَّاب أن جزرالقمر هي ترجمة حرفية للتسمية الفرنسية لها
التي هي – أصلا-عربية ويعلل الفرنسيون بأن جزيرة القمرالكبرى موزَّعة على شكل وجوه القمر الرئيسة.
وعلى هذا يمكن اعتبار التسمية الفرنسية تحريفا عن الأصل العربي حيث الفرنجة يجدون عسرا وصعوبة في نطق « القاف» لعدم وجودها في لغاتهم وعوضوها واستبدلوا «الكاف» بها ثم أشبعوا الميم فكانت « كُمُور»، بإمالة الضم على الميم والراء.
الثالث: ما انفرد به الملاح العماني أحمد بن ماجد في الفائدة العاشرة من كتابه:« الفوائد في أصول علم البحر والقواعد والفصول» في معرض حديثه عن الجزرالكبار المشهورات المعمورات
حيث قال:« جزيرة القمر منسوبة لقامر بن عامر بن سام بن نوح -عليه السلام- ».
وواضح هنا أن أمير البحار لم يعلل سبب هذه النسبة ولماذا كانت إلى « القَمَر»، ولم تكن إلى « قامر»؟ كما لم يشر إلى من أطلق هذا الاسم على هذا الأرخبيل ومتى كان ذلك؟ وحسب علمنا لم يشاطره في هذا الرأي أحد ممَّن كتبوا عن هذه الجزر قديما وحديثا.
الرابع: هو الذي يرى أن النسبة إلى « القَمَر» بفتح القاف والميم وقد رجَّح هذا الرأي العلامة برهان محمد مكلا القمري معللا ذلك بارتفاع الجزرعن سطح الماء بنحو (550) قدما وبأنها بالنسبة للقادم إليها عن طريق البحر كقطعة من الأرض ثبتت في العالم العلوي لشدة علوها وهذا هو السبب في شدة لمعان القمر الأصلي على هذه الجزر ومن ثم جاءت هذه التسمية بجزر القمر وورد عند معظم الكتاب أن العرب هم الذين أطلقوا عليها هذا الاسم.
كما ذهب إلى هذا الرأي الدكتور مصطفى الزباخ وهو باحث أكاديمي خبير لدى المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والتقافة « الإيسيسكو»، عمل في الأرخبيل سبع سنوات وتأسَّس رأيه على المصادر المستمدَّة من واقع جزر القمر الطبيعي والسياسي والشعبي. وفي النها يا كما قا ل اخي جمهو رية القمر الا سلا مية