السلام عليكم
النجوم والمنظومات النجمية
النجم هو عبارة عن كتلة هائلة من الغاز ، يشع الضوء الذي يولده بنفسه عن طريق التفاعل النووي الإندماجي في النواة. هذا التفاعل النووي يتم في نواة النجم تحت ضغط كبير جداً فدرجة حرارته تعادل 15 مليون درجة كلفن.
بهذا التفاعل يتحول الهيدروجين إلى هيليوم ، وبسبب هذا التحول تتحرر طاقة ضوئية كبيرة جداً. الشمس مثلاً النجم الوحيد في المنظومة الشمسية ، وما هي إلا نجم متوسط الحجم والعمر.
فهناك أكبر منها بـ 15 ضعفاً ، وأصغر منها بـ 0,15 ضعفاً. معظم النجوم تحمل أسماء بابلية أو إغريقية أو عربية مثل الطائر ، الذنب ، القائد. من الجدير بالذكر بأن الفطرة الإسلامية لهذا الأثر الأكبر في ترتيب النجوم وتسميتها ، حيث أن هناك مئات النجوم التي تأخذ الإسم العربي.
لا نستطيع أن نعرف عدد النجوم في مجرتنا بشكل دقيق فكيف بالنسبة لمعرفة عدد نجوم الكون؟
علماء الفلك يدعون أن مجرتنا تحتوي أكثر من 200 مليارد نجم! لو عدنا إلى تعريف النسبة كما ذكر أعلاه. إذاً فالشمس الخاصة بمنظومتنا الشمسية تعتبر نجماً صغيراً نسبياً ، وبالرغم من الإختراعات المتطورة وتطور آلآت الرصد الفلكية فإنه حتى الآن ، لا يظهر لنا ، حتى أعظم نجم (غير الشمس) بأكثر من نقطة محصورة ومحدودة من الضوء وذلك كما ذكر سابقاً بسبب الأبعاد الشاسعة التي تفصلها عنا.
مولد وموطن النجوم
تتكون النجوم نتيجة انكماش السحب الكونية ( غبار وغاز ) ، الذي سببه هو الجاذبية التي توجه المادة وتركزها بمركز السحابة الكونية فعندما يزداد الضغط داخل السحابة الكونية المنكمشة الذي يسمح ببداية تفاعلات ذرية عندما يعبران الجرم السماوي بإصدار أشعة وعندها نطلق عليه بالنجم.
عندما تنتهي كمية الغازات الأساسية المركبة للنجوم أو بكلمات أخرى ، أكثر دقة عندما تنفذ كمية الهيدروجين التي هي عبارة عن غذاء التفاعل الذري المؤثر على تكون ونمو النجوم ، عندها النجوم تعود للإنكماش ، ويرتفع الضغط بداخلها وعندها يبدأ نوع آخر من التفاعلات الذرية.
إذ أنه تتحدى ذرات أثقل من الهيدروجين ، بعضها ببعض ، ناتجة عن ذلك انطلاق طاقة أكثر من المرحلة التي ذكرت سابقاً ، هذه الطاقة قوتها أكبر من قوة الجاذبية بداخل النجم مما يؤدي إلى تمدد حجمه حتى يصبح نجماً من النوع الثالث وعمر هذا النوع أقل من عمر النوع الثاني. إذاً فهناك علاقة كبيرة ما بين عمر النجم في المراحل التي يمر بها وبين كمية المادة المكونة له. فكلما كانت هذه الكمية كبيرة فإن ضغطه الداخلي يزداد وهذا يعجل التفاعلات النووية.
مجرة درب التبانة
لنعود إلى مجرتنا (مجرة درب التبانة ). هذه المجرة تحوي داخلها المنظومة الشمسية التي نعيش عليها نحن ، وهذه الأخيرة مكونة من كواكب ومن ضمنها كوكب الأرض ، الذي نتواجد عليه. وجميع هؤلاء ، الأرض ، المنظومة الشمسية ، تتواجد مجرة درب التبانة ضمن مجرة عظمى ، وهي المجرة الحلزونية التي تحتوي على العديد من العناقيد المجرية ، وبكلمات أخرى ، مجرة درب التبانة ما هي إلا أحد هؤلاء العناقيد في المجرة الحلزونية ، وتقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
1) النواة: وهي عبارة عن انتفاخ شبه كروي في مركز المجرة.
2) الأذرع: التي تحيط بالنواة المجرية على شكل أخطبوط
3) الهالة: وهي عبارة عن الإكليل الذي يحيط بالقرص المجري إلى مسافات بعيدة.
وبكلمات أخرى المجرة الحلزونية شبيهة بالقرص العظيم الذي تتفرع منه أذرع حلزونية.
واليوم نعرف على أنه يوجد في هذا القرص ثلاثة أذرع كبيرة جداً ، من بين هذه الأذرع ذراعي القوس وأريون (الجبار). قطر الجزء الرئيسي في المجرة من هذا القرص يبلغ حوالي 100000 سنة ضوئية. والشمس متواجدة على بعد 30000 سنة ضوئية من مركز هذا القرص إن سمك القرص يصل إلى 1000 سنة ضوئية. أما نسبة كتلة النجوم فتشك حوالي 10% من كتلة المجرة. الأذرع الحلزونية تحتوي على نجوم من جميع الأجيال التي ذكرت سابقاً ، أما مركزها فيحتوي على نجوم هرمة فقط.
ما هو عمر مجرتنا؟ كيف تكونت؟ وكيف تكونت المجرات بشكل عام؟ هل يمكن أن نرى مجرتنا درب التبانة؟
يقدر علماء الفلك على أن مجرتنا تكونت سوية مع بقية مجرات الكون وذلك قبل مدة زمنية قدرها 12 – 14 مليارد بليون سنة فقط. أما عن كيفية تكون المجرات ، فهي تكونت من غيمة غاز عظمى انهارت بفضل تأثير قوية الجاذبية.
المجرة هي عبارة عن منظومة هائلة جداً من النجوم والغبار الكوني وغيوم من الغازات ومنظومات شمسية وغيرها من الأجرام السماوية أما المجرة التي نعيش عليها ما هي إلا واحدة من مجرات عديدة يشغل كل منها نطاقاً ضخماً من الضوء الخافت الذي يمتد عبر السماء كلها بحيث يمكن رؤيته في أي مكان على سطح الأرض.
هذا الضوء الخافت عبارة عن ملاين من النجوم السماوية المضيئة التي تبدو ورغم الأبعاد الشاسعة تبدو وكأنها متراصة أو متجاورة.
منقول