خلق الله السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما في ستة أيام وليس في 7 ايام . كما قال تعالى : ( ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسّنا من لغوب ) يعني تعب ، وفي هذا دليل على بطلان قول اليهود عليهم لعائن الله من أنه تعالى تعب لما خلق السموات والأرض في ستة أيام فاستراح يوم السبت تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا .
وقد ورد في القرآن الكريم مزيد من التفصيل فقال سبحانه وتعالى : ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين ، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتهافي أربعة أيام سواء للسائلين ، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين ، فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم ) فصلت /12
- أدلة هذا الخلق :
جاء في القرآن الكريم آيات كثيرة تنص على أن الله خلق السموات والأرض – وهما الكون جميعه – في ستة أيام
ومنها :
1- قوله سبحان وتعالى :
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }الأعراف54
2- {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا
رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ , فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي
يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }فصلت
وقد ورد في بعض الآثار أن ابتداء الخلق كان في يوم الأحد , والانتهاء في يوم الجمعة وأن الإنسان قد خلق في آخر
ساعة من يوم الجمعة , وأما يوم السبت فلم يكن فيه خلق قط
ب - مقدار اليوم :
اختلف العلماء في مقدار اليوم المذكور في الآيات السابقة وغيرها على قولين :
أولهما أن اليوم مقداره كاليوم المعروف , وقد رد هذ ا القول بأنه لم يكن هناك شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار حتى
يحدد اليوم بذلك 0
وثانيهما أن مقدار هذا اليوم كمقدار يوم من أيام الآخرة , يعني كل يوم مقداره ألف سنة
أخذا من قوله تعالى : {وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }الحج47
ج - الحكمة من هذا الخلق :
كما ذكرنا ...الله سبحانه وتعالى قادر على أن يقول للكون كن فيكون .. ولكن الحكمة من الخلق في ستة أيام.....
1-ارادته سبحانه وتعالى أن يعلم عباده الرفق والتثبت في الأمور , وخاصة رسوله الكريم الذي كان يلاقي من أذى
المشركين الكثير
2- بديع صنع الله في الكون وجعله من أعظم الأدلة على وجوده سبحانه وتعالى بكل ما فيه من سماء وارض
وكواكب وأفلاك وجماد وحيوان ونبات وقوانين ....
3- تسخير هذا الكون للإنسان :
الكون بجميع أجرامه وقواه مصنوع لخدمة الإنسان ومهيأ لمنفعته ..وهناك آيات كثيرة تدل على ذلك
4- نهاية هذا الكون : الله سبحانه وتعالى أبدع هذا الكون بنظامه العجيب ...فهل يبقى هذا النظام أبديا ؟
الجواب على ذلك أن هذه المسألة لا يستطيع العقل أن يبت فيها لأنها من الأمور الغيبية ..والذي يستطيع أن يثبتها أو
ينفيها الخبر الصادق كالبعث والحساب والجزاء
والله سبحانه وتعالى يعلم الماضي والحاضر والمستقبل أخبرنا بأن هذا النظام الكوني سوف يتلاشى لتبدأ حياة أخرى
وفق نظام آخر
5- قانون السببية والعلية في الكون : إذا نظرنا إلى هذا الكون وجدنا أنه ما من شيء من الأشياء إلا وهو
محتاج في وجوده إلى شيء آخر , فالمحتاج إليه يسمى سببا وعلة , والمحتاج يسمى مسببا أو معلولا ..........