"فيليب العربي" فهو الشخصية السورية الأكثر أهمية والتي وصلت عن جدارة إلى قمة الحكم في إمبراطورية روما الواسعة الأرجاء.
ولد فيليب العربي عام 204 في شهبا وهي بلدة صغيرة قريبة من بصرى تقع في الولاية العربية Provincia Arabia، وكان والده أحد شيوخ العرب رئيساً لقبيلة اتسع نفوذها وازداد عدد أفرادها حتى أصبحت قوة لها دورها في دعم الإمبراطورية، التي أصبح رعاياها على اختلاف انتماءاتهم مواطنين لهم جميع الحقوق، وهذا التحول كان قد أجراه "كاراكالا" الإمبراطور السوري الذي حكم روما 211-217م، حمل والد فيليب اسم جوليوس مارينوس وحمل ابنه اسم فيليب الذي شب في بيئة عربية صرفة تؤمن بالحرية ويدفعها الطموح إلى العمل والنشاط. وعندما أصبح فيليب ضابطاً في الجيش استطاع أن يثبت ذاته كقائد ناجح، حتى أصبح قائداً للحرس الإمبراطوري. وعندما تمرد جنود جيش الشرق على الإمبراطور جورديان الثالث أصبح فيليب إمبراطوراً 242-249م. باشر إنجازات هامة في تحسين الجيش لمتابعة قتال الفرس أو لعقد معاهدة صلح معهم وهذا ما حصل، وتعلق بمبادئ الشرعية فقوى من سلطة مجلس الشيوخ وحاول أن يضع حداً لتدخل الجيش في السلطة والتمرد على الإمبراطور. وناصر الحرية الفردية. وكان ابنه فيليب الثاني قد نما على أخلاق ومثل أبيه، فشاركه في الحكم عندما شب ونضج، حتى بدا اسم الابن مقترناً باسم الأب على نقود الإمبراطورية، كما أن زوجته مارينا سيفير ولعلها من أسرة سيفيروس الحمصية قد ساعدته في حكمه، وظهرت نقود تحمل صورتها تمجيداً وتكريماً.
ومع أن الوثنية هي عقيدة روما، إلا أن فيليب العربي كان من مناصري المسيحية، مكرراً ما فعله سلفه كاراكالا. كان فيليب العربي شديد الولاء لوالده، حتى أنه رفع من شأنه إلى مرتبة الإله، وعلى نقود عثر عليها يبدو نسرٌ باسط جناحيه يرفع صورة الأب إلى مصاف وناصر الأرباب. وإثر فتن المتمردين قتل فيليب العربي عام 249م في معركة ضدهم قرب مدينة فيرونا. وكان في حياته شديد الاهتمام بمدينته الأولى، فأنشأ فيها كثيراً من المباني التي ماتزال حتى اليوم ومنها مدفن الفيليبيوم الذي لم يدفن فيه.