الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنزول كثير من السور القصار جملة أمر ثابت معلوم، كسورة الكوثر والفيل والنصر، والكافرون والإخلاص والمعوذتين، وغير ذلك.
وأما السور الطوال فقد ورد في بعض الآثار أن سورة الأنعام نزلت جملة واحدة، فقد روى الطبراني بسند فيه راو ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة، يتبعها سبعون ألف ملك، لهم زجل (صوت عال) بالتسبيح والتحميد".
وعن أسماء بنت يزيد قالت: نزلت سورة الأنعام على النبي صلى الله عليه وسلم جملة واحدة إن كادت من ثقلها لتكسر عظم الناقة.
قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد وثق.
وروى البخاري والترمذي والنسائي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنهم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل على البارحة سورة هي أحب إلى من الدنيا وما فيها ( إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً* ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر)، قال علي بن المديني في إسناد هذا الحديث: هذا إسناد مدني جيد لم نجده إلا عندهم، يعني: هؤلاء الثلاثة.
والله أعلم.