لقد كانت قبلة المسلمين منذ البعثة النبوية المباركة هي " بيت المقدس " الذي كانت اليهود تتوجه إليه في عباداتها ، و ظلّ هذا المكان المقدس قبلةً للمسلمين طيلة ثلاث عشرة عاماً يتوجهون إليه في عباداتهم و صلواتهم و ما إليها من الأمور التي يشترط فيها مراعاة القبلة .
و في ظهر يوم الثلاثاء النصف من شهر شعبان من السنة الأولى للهجرة النبوية المباركة ، أي بعد البعثة النبوية بثلاث عشرة سنة تحوّلت قبلة المسلمين من بيت المقدِس إلى الكعبة الشريفة .
أما المكان الذي تمّ فيه تغيير القبلة فهو مسجد بني سالم [1] في المدينة المنورة .
سبب تغيير القبلة :
لمّا كثُر تعيير اليهود للنبي و للمسلمين بسبب إستقبال المسلمين لقبلة اليهود ، تأذى النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) من تعيير اليهود له و للمسلمين ، فنزلت الآية المباركة : ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ [2] تخبر النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بتغيير القبلة و تحويلها من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة .
عن علي بن إبراهيم بإسناده عن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال : " تحوّلت القبلة إلى الكعبة بعدما صلى النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بمكة ثلاث عشرة سنة إلى بيت المقدس ، و بعد مهاجرته إلى المدينة صلّى إلى بيت المقدس سبعة أشهر " .
قال : " ثم و جّهه الله إلى الكعبة ، و ذلك أن اليهود كانوا يُعيّرون رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و يقولون له أنت تابع لنا تصلّي إلى قبلتنا ، فأغتمّ رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) من ذلك غمّاً شديداً و خرج في جوف الليل ينظر إلى آفاق السماء ينتظر من الله تعالى في ذلك أمراً ، فلمّا أصبح و حضر وقت الظهر كان في مسجد بني سالم قد صلّى من الظهر ركعتين ، فنزل عليه جبرائيل ( عليه السَّلام ) فأخذ بعضديه و حوّله إلى الكعبة و انزل عليه : ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ [3] و كان صلّى ركعتين إلى الكعبة فقالت اليهود و السفهاء : ﴿ ... مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا ... ﴾ [4] " [5] .
هذا و لعل من أسباب تغيير القبلة و وجوب إستقبالها حال الصلاة و الذبح و غيرها من الأمور ، هو أن الله تعالى يمتحن الناس و يميّز المؤمنين بهذه الطريقة عن غيرهم أمثال اليهود ، و أمثال الذين كانوا يدّعون الإسلام و يتظاهرون به ، لكنهم لم يكونوا ملتزمين واقعاً و قلباً بأوامر الله و أوامر رسوله المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) .
قال عز من قائل : ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [6] .
[1] يعرف هذا المسجد في الحال الحاضر بمسجد " ذو القبلتين " أو " مسجد القبلتين " و يقع شمال غربي المدينة المنورة على مقربة من مسجد الفتح ، و فيه محرابان :
الأول : مبني في الاتجاه الذي كان يصلي إليه النبي ( صلى الله عليه وآله ) نحو بيت المقدس الركعتين الأوليتين من صلاة الظهر قبل نزول الآية التي تخبر بتغيير جهة القبلة .
الثاني : مبني في الاتجاه الذي صلى إليه النبي ( صلى الله عليه وآله ) الركعتين الأخيريتين من صلاة الظهر ، أي نحو الكعبة المعظّمة ، و لا تزال هذه المعالم موجودة يمكن مشاهدتها .
و مما يجدر الإشارة إليه أن إتجاه القبلة التي صلى إليها النبي ( صلى الله عليه وآله ) نحو الكعبة المشرّفة تم تحديدها من قبل جبرائيل ( عليه السَّلام ) و هي دقيقة جداً و لا تختلف مع أدق الأجهزة الحديثة ، و هذا طبعاً من معاجز الدين الإسلامي و من أدلة صحة هذه الديانة السماوية المقدسة ، و هو مما لا يمكن التشكيك فيه لعدم وجود الأجهزة الدقيقة التي يمكن تحديد القبلة بواسطتها آنذاك ، فتأمل .
[2] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 144 ، الصفحة : 22 .
[3] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 144 ، الصفحة : 22 .
[4] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 142 ، الصفحة : 22 .
[5] مجمع البيان في تفسير القرآن ( للطبرسي ) : 1 / 413 ، طبعة : دار المعرفة ، بيروت / لبنان .
[6] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 143 ، الصفحة : 22 .
صلاة الظهر هي أول صلاة صلاها النبي.
بعد اخرج الله عز وجل ادم وحواء من الجنة ونزلا الى الارض اختلف الفقهاء عن مكان نزولهما لكن الرواية التي قد تكون أقرب للحقيقة هي أنّ سيدنا آدم عليه السلام هبط في الهند وكان معه الحجر الأسود وورقة من الج...
سورة التوبة هي التي لم تبتدأ بالبسملة في القرآن .
القصص
كانت ثويبة أول من أرضعت النبي محمد بعد أمه، وأرضعت ثويبة مع النبي بلبن ابنها مسروح أيضاً حمزة عمّ النبي، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي.