Maxmohamedabdallahali
منذ 12 سنة
جاء في الآية 59 من سورة الأنعام:" وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ..."، فللغيب مفاتيح، هذا إذا كانت مَفاتح جَمعُ مِفْتَح، وهي الآلة التي يُفتح بها ما أُغلق. وللغيب مخازن، هذا إذا كانت مَفاتح جمع مَفْتَح، وهو المَخزن الذي توضع فيه الأشياء النفيسة ويُفتح عند الحاجة. وعليه يكون المعنى: أنّ مخازن الغيب ومفاتيحها هي مما استأثر الخالق سبحانه بعلمه.
وكان يمكن أن ننتهي عند هذا المعنى لولا ما صحّ عند البخاري وغيره من قول الرسول، صلى الله عليه وسلم:" مفاتح الغيب خمس: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَام، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". واللافت هنا أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد تلا الآية 34 من سورة لقمان، والتي هي خاتمة السورة. وهذا يعني أنّ خاتمة سورة لقمان هي تفسير لمطلع الآية 59 من سورة الأنعام.
وعليه فقد بات معلوماً أن مفاتح الغيب هي: الساعة، والمطر الذي هو غيث، وما يكون في الأرحام، والزمن المستقبلي، والموت. وهذه الخمس إما أن تكون مفاتيح توصل إلى الغيوب وتَفتحُ عن المُغيَّبات، وإما أن تكون هي مخازن للغيوب. والمعنى الأول هو الظاهر.
إذا عرفنا هذا بات من الممكن أن يكون المقصود بمفاتح الغيب الأمور التي عندها تظهر الأمور المُقدّرة في عالم الغيب، أي الأمور التي تكون المفاتيح لظهور عالم القَدَر بعد أن كان غيباً في عالم القضاء. وإليك تفصيل ذلك:
الساعة: عندما تأتي الساعة وتقع وتتجلى للناس، تبدأ أسرار هذا العالم الجديد بالظهور بعد أن كانت غيباً خاصاً بهذا العالم. أي أنّ وقوع الساعة كان المفتاح الذي لا بد منه لتجلّي هذه الغيوب.
نزول المطر الذي هو غيث: هناك غيوب تتعلق بعالم الحياة يكون الغيثُ مفتاحاً لظهورها، كما هو الأمر بظهور النبات، بعد أن كان غيباً، عند توفر مفتاحه والذي هو الغيث.
ما في الأرحام: وهناك غيوب تتعلق بعالم الأحياء مفتاحها ما يستقر في الأرحام، كما هو الأمر في الأجيال البشريّة التي هي من الغيوب ولا تظهر حتى تتوافر مفاتيحها، والتي هي ما يستقر في الأرحام.
ما يقع في الزمن المستقبل: وهناك غيوب لا تظهر حتى يمر الزمن. فكل زمن يكون مفتاحاً لغيوب مقدّرة.
الموت: الموت مفتاح لما بعده من الغيوب في عالم البرزخ حتى تقوم الساعة.
هذه المفاتح الخمس لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى؛ فالساعة من الغيوب التي استأثر الله تعالى بعلمه. ونزول الغيث بكل قطراته ومواقع القطرات وزمن وقوعها وآثار ذلك ونتائجه، غيب لا يعلمه إلا من كان مطلق العلم سبحانه. وأما ما يستقر في عالم الأرحام بكل تفاصيله واحتمالاته وظروفه ونتائجه، فلا يلمّ بشموله إلا علام الغيوب. وأما ما يُخبّئه مستقبل الزمان وما يُحدثه مرور الوقت، فلا يعلمه إلا من قَضى وقَدّر. وأما المواقع التي يَحدُث عندها الموت فَوِفق ما قضى به سبحانه وتعالى، فيتولاه المَلَك الذي وكّلَ به.
أما ما يَتَحصّلُ للبشر من علم جُزئيٍّ ببعض هذه المُغيّبات؛ فإما أن يكون بإخبار الوحي، أو بالرؤيا الصادقة، أو بالإلهام، أو بمقدمات تُشير وتُعلِن فتصدق أو لا تصدق.
سورة الأنعام آية رقم 59
{وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}
إعراب الآية :
جملة "وعنده مفاتح" معطوفة على جملة "والله أعلم" لا محل لها. وجملة "لا يعلمها إلا هو" حال من "مفاتح" في محل نصب، والضمير "هو" فاعل، وجملة "ويعلم" معطوفة على جملة "وعنده مفاتح" في محل نصب. وجملة "وما تسقط من ورقة"، معطوفة على جملة "يعلم" في محل نصب، و"مِن" زائدة، وجملة "يعلمها" في محل نصب حال من "ورقة"، وجازت الحال من النكرة لسبقها بالنفي، وقوله "إلا في كتاب": "إلا" للاستثناء المنقطع، والجار متعلق بخبر محذوف لمبتدأ محذوف أي: إلا هو في كتاب.
المواضيع المشتركة في الآية الكريمة :
البحر
البَرّ
الحَبَّة
الرُّطوبة
السقوط
صفات الله: العلم
الظلام
الغيب: علم الله به
الغيب المطلق: اختصاص الله بالعلم به
كتاب القدر
الورق
اليبس
الألفاظ المشتركة في الآية الكريمة :
جو
- الجو: الهواء قال الله تعالى: (في جو السماء ما يمسكهن إلا الله( [النحل/79]، واسم اليمامة جو (انظر: المجمل 1/175). والله أعلم.الحب والحبةيقال في الحنطة والشعير ونحوهما من المطعومات، والحب والحبة في بزور الرياحين، قال الله تعالى: (كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة( [البقرة/261]، وقال: (ولا حبة في ظلمات الأرض( [الأنعام/59]، وقال تعالى: (إن الله فالق الحب والنوى( [الأنعام/95]، وقوله تعالى: (فأنبتنا به جنات وحب الحصيد( [ق/9]، أي: الحنطة وما يجري مجراها مما يحصد، وفي الحديث: (كما تنبت الحبة في حميل السيل) (الحديث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل، أم تر أنها تخرج صفراء ملتوية؟) أخرجه البخاري في باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال 1/72؛ ومسلم في باب الإيمان رقم (299) ).والحب: من فرط حبه، والحبب: تنضد الأسنان تشبيها بالحب، والحباب من الماء: النفاخات تشبيها به، وحبة القلب تشبيها بالحبة في الهيئة، وحببت فلانا، يقال في الأصل بمعنى: أصبت حبة قلبه، نحو: شغفته وكبدته وفأدته، وأحببت فلانا: جعلت قلبي معرضا لحبه، لكن في التعارف وضع محبوب موضع محب، واستعمل (حببت) أيضا موضع (أحببت). والمحبة: إرادة ما تراه أو تظنه خيرا، وهي على ثلاثة أوجه:- محبة للذة، كمحبة الرجل المرأة، ومنه: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا( [الإنسان/8].- ومحبة للنفع، كمحبة شيء ينتفع به، ومنه: (وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب( [الصف/13].- ومحبة للفضل، كمحبة أهل العلم بعضهم لبعض لأجل العلم.وربما فسرت المحبة بالإرادة في نحو قوله تعالى: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا( [التوبة/108]، ليس كذلك؛ فإن المحبة أبلغ من الإرادة كما تقدم آنفا، فكل محبة إرادة، وليس كل إرادة محبة، وقوله عز وجل: (إن استحبوا الكفر على الإيمان( [التوبة/23]، أي: إن آثروه عليه، وحقيقة الاستحباب: أن يتحرى الإنسان في الشيء أن يحبه، واقتضى تعديته ب (على) معنى الإيثار، وعلى هذا قوله تعالى: (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى( [فصلت/17]، وقوله تعالى: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه( [المائدة/54]، فمحبة الله تعالى للعبد إنعامه عليهن ومحبة العبد له طلب الزلفى لديه.وقوله تعالى: (إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي( [ص/32]، فمعناه: أحببت الخيل حبي للخير، وقوله تعالى: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين( [البقرة/222]، أي: يثيبهم وينعم عليهم، وقال: (لا يحب كل كفار أثيم( [البقرة/276]، وقوله تعالى: (والله لا يحب كل مختل فخور( [الحديد/23]، تنبيها أنه بارتكاب الآثام يصير بحيث لا يتوب لتماديه في ذلك، وإذا لم يتب لم يحبه الله المحبة التي وعد بها التوابين والمتطهرين.وحبب الله إلي كذا، قال الله تعالى: (ولكن الله حبب إليكم الإيمان( [الحجرات/7]، وأحب البعير: إذا حرن ولزم مكانه، كأنه أحب المكان الذي وقف فيه، وحبابك أن تفعل كذا (انظر: مجمل اللغة 1/220)، أي: غاية محبتك ذلك.
رطب
- الرطب: خلاف اليابس، قال تعالى: (ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين( [الأنعام/59]، وخص الرطب بالرطب من التمر، قال تعالى: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا( [مريم/25]، وأرطب النخل (أرطب النخل: حان أوان رطبه)، نحو: أتمر وأجن، ورطبت الفرس ورطبته: أطعمته الرطب، فرطب الفرس: أكله. ورطب الرجل رطبا: إذا تكلم بما عن له من خطإ وصواب (انظر: المجمل 2/382)، تشبيها برطب الفرس، والرطيب: عبارة عن الناعم.
فتح
- الفتح: إزالة الإغلاق والإشكال، وذلك ضربان:أحدهما: يدرك بالبصر كفتح الباب ونحوه، وكفتح القفل والغلق والمتاع، نحو قوله: (ولما فتحوا متاعهم( [يوسف/65]، (ولو فتحنا عليهم بابا من السماء( [الحجر/14].والثاني: يدرك بالبصيرة كفتح الهم، وهو إزالة الغم، وذلك ضروب: أحدها: في الأمور الدنيوية كغم يفرج، وفقر يزال بإعطاء المال ونحوه، نحو: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء( [الأنعام/44]، أي: وسعنا، وقال: (لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض( [الأعراف/96]، أي: أقبل عليهم الخيرات. والثاني: فتح المستغلق من العلوم، نحو قولك: فلان فتح من العلم بابا مغلقا، وقوله: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا( [الفتح/1]، قيل: عنى فتح مكة (وهذا قول عائشة. انظر: الدر المنثور 7/510)، وقيل: بل عنى ما فتح على النبي من العلوم والهدايات التي هي ذريعة إلى الثواب، والمقامات المحمودة التي صارت سببا لغفران ذنوبه (انظر: روح المعاني 26/129). وفاتحة كل شيء: مبدؤه الذي يفتح به ما بعده، وبه سمي فاتحة الكتاب، وقيل: افتتح فلان كذا: إذا ابتدأ به، وفتح عليه كذا: إذا أعلمه ووقفه عليه، قال: (أتحدثونهم بما فتح الله عليكم( [البقرة/76]، (ما يفتح الله للناس( [فاطر/ 2]، وفتح القضية فتاحا: فصل الأمر فيها، وأزال الإغلاق عنها. قال تعالى: (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين( [الأعراف/ 89]، ومنه: (الفتاح العليم( [سبأ/26]، قال الشاعر:- 347 - بأني عن فتاحتكم غني(هذا عجز بيت للشويعر الجعفي، وشطره:ألا أبلغ بني عمرو رسولاوهو في الأساس (فتح) ؛ والمشوف المعلم 2/589؛ والجمهرة 2/4؛ واللسان (فتح) )وقيل: الفتاحة بالضم والفتح، وقوله: (إذا جاء نصر الله والفتح( [النصر/1]، فإنه يحتمل النصرة والظفر والحكم، وما يفتح الله تعالى من المعارف، وعلى ذلك قوله: (نصر من الله وفتح قريب( [الصف/13]، (فعسى الله أن يأتي بالفتح( [المائدة/52]، (ويقولون متى هذا الفتح( [السجدة/28]، (قل يوم الفتح( [السجدة/29]، أي: يوم الحكم. وقيل: يوم إزالة الشبهة بإقامة القيامة، وقيل: ما كانوا يستفتحون من العذاب ويطلبونه، والاستفتاح: طلب الفتح أو الفتاح. قال: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح( [الأنفال/19]، أي: إن طلبتم الظفر أو طلبتم الفتاح - أي: الحكم أو طلبتم مبدأ الخيرات - فقد جاءكم ذلك بمجيء النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا( [البقرة/89]، أي: يستنصرون الله ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام وقيل: يستعلمون خبره من الناس مرة، ويستنبطونه من الكتب مرة، وقيل: يطلبون من الله بذكره الظفر، وقيل: كانوا يقولون إنا لننصر بمحمد عليه السلام على عبده الأوثان. والمفتح والمفتاح: ما يفتح به، وجمعه: مفاتيح ومفاتيح. وقوله: (وعنده مفاتح الغيب( [الأنعام/59]، يعني: ما يتوصل به إلى غيبه المذكور في قوله: (فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول( [الجن/26 - 27]. وقوله: (ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة( [القصص/76]، قيل: عنى مفاتح خزائنه. وقيل: بل عني بالمفاتح الخزائن أنفسها. وباب فتح: مفتوح في عامة الأحوال، وغلق خلافه. وروي: (من وجد بابا غلقا وجد إلى جنبه بابا فتحا) (هذا من كلام أبي الدرداء. انظر: النهاية 3/408؛ واللسان (فتح) ؛ وعمدة الحفاظ: فتح) وقيل: فتح: واسع. * فتر- الفتور: سكون بعد حدة، ولين بعد شدة، وضعف بعد قوة. قال تعالى: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل( [المائدة/19]، أي: سكون حال عن مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله: (لا يفترون( [الأنبياء/20]، أي: لا يسكنون عن نشاطهم في العبادة. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لكل عالم شرة، ولكل شرة فترة، فمن فتر إلى سنتي فقد نجا وإلا فقد هلك) (الحديث عن ابن عباس قال: كانت مولاة للنبي تصوم النهار وتقوم الليل، فقيل له: إنها تصوم النهار وتقوم الليل.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لكل عمل شرة، والشرة إلى فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل) أخرجه البزار ورجاله رجال الصحيح، وابن حبان وابن أبي عاصم. انظر: مجمع الزوائد 2/260؛ والترغيب والترهيب 1/46.الشرة: النشاط) فقوله: (لكل شرة فترة) فإشارة إلى ما قيل: للباطل جولة ثم يضمحل، وللحق دولة لا تذل ولا تقل. وقوله: (من فتر إلى سنتي) أي: سكن إليها، والطرف الفاتر: فيه ضعف مستحسن، والفتر: ما بين طرف الإبهام وطرف السبابة، يقال: فترته بفتري، وشبرته بشبري.
كتب
- الكتب: ضم أديم إلى أديم بالخياطة، يقال: كتبت السقاء، وكتبت البغلة: جمعت بين شفريها بحلقة، وفي التعارف ضم الحروف بعضها إلى بعض بالخط، وقد يقال ذلك للمضموم بعضها إلى بعض باللفظ، فالأصل في الكتابة: النظم بالخط لكن يستعار كل واحد للآخر، ولهذا سمي كلام الله - وإن لم يكتب - كتابا كقوله: (آلم * ذلك الكتاب( [البقرة/1 - 2]، وقوله: (قال إني عبد الله آتاني الكتاب( [مريم/30].والكتاب في الأصل مصدر، ثم سمي المكتوب فيه كتابا، والكتاب في الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب فيه، وفي قوله: (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء( [النساء/ 153] فإنه يعني صحيفة فيها كتابة، ولهذا قال: (ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس( الآية [الأنعام/7].ويعبر عن الإثبات والتقدير والإيجاب والفرض والعزم بالكتابة، ووجه ذلك أن الشيء يراد، ثم يقال، ثم يكتب، فالإرادة مبدأ، والكتابة منتهى. ثم يعبر عن المراد الذي هو المبدأ إذا أريد توكيده بالكتابة التي هي المنتهى، قال: (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي( [المجادلة/ 21]، وقال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا( [التوبة/51]، (لبرز الذين كتب عليهم القتل( [آل عمران/154]، وقال: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله( [الأنفال/75] أي: في حكمه، وقوله: (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس( [المائدة/45] أي: أوجبنا وفرضنا، وكذلك قوله: (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت( [البقرة/180]، وقوله: (كتب عليكم الصيام( [البقرة/183]، (لم كتبت علينا القتال( [النساء/77]، (ما كتبناها عليهم( [الحديد/27]، (لولا أن كتب الله عليهم الجلاء( [الحشر/3] أي: لولا أن أوجب الله عليهم الإخلاء لديارهم، ويعبر بالكتابة عن القضاء الممضى، وما يصير في حكم الممضى، وعلى هذا حمل قوله: (بلى ورسلنا لديهم يكتبون( [الزخرف/80] قيل: ذلك مثل قوله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت( [الرعد/39]، وقوله: (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه( [المجادلة/22] فإشارة منه إلى أنهم بخلاف من وصفهم بقوله: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا( [الكهف/28] ؛ لأن معنى (أغفلنا) من قولهم: أغفلت الكتاب: إذا جعلته خاليا من الكتابة ومن الإعجام، وقوله: (فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون( [الأنبياء/94] فإشارة إلى أن ذلك مثبت له ومجازى به.وقوله: (فاكتبنا مع الشاهدين( [آل عمران/53] أي: اجعلنا في زمرتهم إشارة إلى قوله: (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم... ( الاية [النساء/69] وقوله: (مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها( [الكهف/49] فقيل إشارة إلى ما أثبت فيه أعمال العباد. وقوله: (إلا في كتاب من قبل أن نبرأها( [الحديد/22] قيل: إشارة إلى اللوح المحفوظ، وكذا قوله: (إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير( [الحج/70]، وقوله: (ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين( [الأنعام/59]، (في الكتاب مسطورا( [الإسراء/58]، (لولا كتاب من الله سبق( [الأنفال/68] يعني به ما قدره من الحكمة، وذلك إشارة إلى قوله: (كتب ربكم على نفسه الرحمة( [الأنعام/54] وقيل: إشارة إلى قوله: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم( [الأنفال/33]، وقوله: (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا( [التوبة/51] يعني: ما قدره وقضاه، وذكر (لنا) ولم يقل (علينا) تنبيها أن كل ما يصيبنا نعده نعمة لنا، ولا نعده نقمة علينا، وقوله: (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم( [المائدة/21] قيل: معنى ذلك وهبها الله لكم، ثم حرمها عليكم بامتناعكم من دخولها وقبولها، وقيل: كتب لكم بشرط أن تدخلوها، وقيل: أوجبها عليكم، وإنما قال: (لكم) ولم يقل: (عليكم) لأن دخولهم إياها يعود عليهم بنفع عاجل وآجل، فيكون ذلك لهم لا عليهم، وذلك كقولك لمن يرى تأذيا بشيء لا يعرف نفع مآله: هذا الكلام لك لا عليك، وقوله: (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا( [التوبة/40] جعل حكمهم وتقديرهم ساقطا مضمحلا، وحكم الله عاليا لا دافع له ولا مانع، وقال تعالى: (وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث( [الروم/56] أي: في علمه وإيجابه وحكمه، وعلى ذلك قوله: (لكل أجل كتاب( [الرعد/38]، وقوله: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله( [التوبة/36] أي: في حكمه.ويعبر بالكتاب عن الحجة الثابتة من جهة الله نحو: (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير( [الحج/8]، (أم آتيناهم كتابا من قبله( [الزخرف/21]، (فأتوا بكتابكم( [الصافات/157]، (وأوتوا الكتاب( [البقرة/144] (الآية: (وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون( )، (كتاب الله( [النساء /24]، (أم آتيناهم كتابا( [فاطر/40]، (فهم يكتبون( [الطور/41] فذلك إشارة إلى العلم والتحقق والاعتقاد، وقوله: (وابتغوا ما كتب الله لكم( [البقرة/187] إشارة في تحري النكاح إلى لطيفة، وهي أن الله جعل لنا شهوة النكاح لنتحرى طلب النسل الذي يكون سببا لبقاء نوع الإنسان إلى غاية قدرها، فيجب للإنسان أن يتحرى بالنكاح ما جعل الله له على حسب مقتضى العقل والديانة، ومن تحرى بالنكاح حفظ النسل وحصانة النفس على الوجه المشروع فقد ابتغى ما كتب الله له، وإلى هذا أشار من قال: عنى بما كتب الله لكم الولد (وهو قول ابن عباس.انظر: الدر المنثور 1/479)، ويعبر عن الإيجاد بالكتابة، وعن الإزالة والإفناء بالمحو. قال: (لكل أجل كتاب( [الرعد/38]، (يمحو الله ما يشاء ويثبت( [الرعد/39] نبه أن لكل وقت إيجادا، وهو يوجد ما تقتضي الحكمة إيجاده ويزيل ما تقتضي الحكمة إزالته، ودل قوله: (لكل أجل كتاب( [الرعد/38] على نحو ما دل عليه قوله: (كل يوم هو في شأن( [الرحمن/29] وقوله: [(وعنده أم الكتاب( [الرعد/ 39]، وقوله: (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب( [آل عمران/78] فالكتاب الأول: ما كتبوه بأيديهم المذكور في قوله: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم( [البقرة/79]. والكتاب الثاني: التوراة، والثالث: لجنس كتب الله، أي: ما هو من شيء من كتب الله سبحانه وتعالى وكلامه] (ما بين [ ] نقله الزركشي في البرهان 4/97)، وقوله: (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان( [البقرة/53] فقد قيل: هما عبارتا عن التوراة، وتسميتها كتابا اعتبارا بما أثبت فيها من الأحكام، وتسميتها فرقانا اعتبارا بما فيها من الفرق بين الحق والباطل.وقوله: (وما كان لنفس أن تموت إلا بأذن الله كتابا مؤجلا( [آل عمران/145] أي: حكما (لولا كتاب من الله سبق لمسكم( [الأنفال/68]، وقوله: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله( [التوبة/36] كل ذلك حكم منه. وأما قوله: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم( [البقرة/79] فتنبيه أنهم يختلقونه ويفتعلونه، وكما نسب الكتاب المختلق إلى أيديهم نسب المقال المختلق إلى أفواههم، فقال: (ذلك قولهم بأفواههم( [لتوبة/30] والاكتتاب متعارف في المختلق نحو قوله: (أساطير الأولين اكتتبها( [الفرقان/5].وحيثما ذكر الله تعالى أهل الكتاب فإنما أراد بالكتاب التوراة والإنجيل، أو إياهما جميعا، وقوله: (وما كان هذا القرآن أن يفترى( إلى قوله: (وتفصيل الكتاب( [يونس/37] (الآية: (وما كان هذا القرآن أن يفتري من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين( )، فإنما أراد بالكتاب ههنا ما تقدم من كتب الله دون القرآن؛ ألا ترى أنه جعل القرآن مصدقا له، وقوله: (وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا( [الأنعام/114] فمنهم من قال: هو القرآن، ومنهم من قال: هو القرآن وغيره من الحجج والعلم والعقل (أخرج ابن أبي حاتم من طريق مالك بن أنس عن ربيعة قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل الكتاب، وتررك فيه موضعا للسنة، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك فيها موضعا للرأي. انظر: الدر المنثور 3/344)، وكذلك قوله: (فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به( [العنكبوت/47]، وقوله: (قال الذي عنده علم من الكتاب( [النمل/40] فقد قيل: أريد به علم الكتاب، وقيل: علم من العلوم التي آتاها الله سليمان في كتابه المخصوص به، وبه سخر له كل شيء، وقوله: (وتؤمنون بالكتاب كله( [آل عمران/119] أي: بالكتب المنزلة، فوضع ذلك موضع الجمع؛ إما لكونه جنسا كقولك: كثر الدرهم في أيدي الناس، أو لكونه في الإصل مصدرا نحو: عدل، وذلك كقوله: (يؤمنون بما أنزل إليك من قبلك( [البقرة/4] وقيل: يعني أنهم ليسوا كمن قيل فيهم: (ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض( [النساء/150]. وكتابة العبد: ابتياع نفسه من سيده بما يؤديه من كسبه، قال: (والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم( [النور/33] واشتقاقها يصح أن يكون من الكتابة التي هي الإيجاب، وأن يكون من الكتب الذي هو النظم والإنسان يفعل ذلك.
ورق
- ورق الشجر. جمعه: أوراق، الواحدة: ورقة. قال تعالى: (وما تسقط من ورقة إلا يعلمها( [الأنعام/59]، وورقت الشجرة: أخذت ورقها، والوارقة: الشجرة الخضراء الورق الحسنة، وعام أورق: لا مطر له، وأورق فلان: إذا أخفق ولم ينل الحاجة، كأنه صار ذا ورق بلا ثمر، ألا ترى أنه عبر عن المال بالثمر في قوله: (وكان له ثمر( [الكهف/34] قال ابن عباس رضي الله عنه: هو المال (عن قتادة قال: قرأها ابن عباس: (وكان له ثمر) بالضم، يعني: أنواع المال. الدر المنثور 5/390). وباعتبار لونه في حال نضارته قيل: بعير أورق: إذا صار على لونه، بعير أورق: لونه لون الرماد، وحمامة ورقاء. وعبر به عن المال الكثير تشبيها في الكثرة بالورق، كما عبر عنه بالثرى، وكما شبه بالتراب وبالسيل كما يقال: له مال كالتراب والسيل والثرى، قال الشاعر:واغفر خطاياي وثمر ورقي(الرجز للعجاج في ديوانه ص 118؛ والبصائر 5/199)والورق بالكسر: الدراهم. قال تعالى: (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه( [الكهف/ 19] وقرئ: (بورقكم( (قرأ بإسكان الراء أبو عمرو وشعبة وحمزة وخلف ويعقوب. الإتحاف ص 289) و (بورقكم) (وهي قراءة شاذة)، ويقال: ورق وورق وورق، نحو كبد وكبد، وكبد.
تفسير الجلالين :
59 - (وعنده) تعالى (مفاتح الغيب) خزائنه أو الطرق الموصلة إلى علمه (لا يعلمها إلا هو) وهي الخمسة التي في قوله {إن الله عنده علم الساعة} الآية كما رواه البخاري (ويعلم ما) يحدث (في البر) القفار (والبحر) القرى التي على الأنهار (وما تسقط من) زائدة (ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس) عطف على ورقة (إلا في كتاب مبين) هو اللوح المحفوظ والاستئناف بدل اشتمال من الاستثناء قبله
تفسير ابن كثير :
وقوله تعالى " وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو " قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله " إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير " وفي حديث عمر أن جبريل حين تبدى له في صورة أعرابي فسأل عن الإيمان والإسلام والإحسان فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فيما قال له " خمس لا يعلمهن إلا الله " ثم قرأ " إن الله عنده علم الساعة " الآية . وقوله " ويعلم ما في البر والبحر " أي يحيط علمه الكريم بجميع الموجودات بريها وبحريها لا يخفى عليه من ذلك شيء ولا مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء وما أحسن ما قال الصرصري : فلا يخفى عليه الذر إما تراءى للنواظر أو توارى وقوله " وما تسقط من ورقة إلا يعلمها " أي ويعلم الحركات حتى من الجمادات فما ظنك بالحيوانات ولا سيما المكلفون منهم من جنهم وإنسهم كما قال تعالى " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق حدثنا حسان النمري عن ابن عباس في قوله " وما تسقط من ورقة إلا يعلمها" قال ما من شجرة في بر ولا بحر إلا وملك موكل بها يكتب ما يسقط منها رواه ابن أبي حاتم وقوله" ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين " قال ابن أبي حاتم : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري حدثنا مالك بن سعير حدثنا الأعمش عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال : ما في الأرض من شجرة ولا مغرز إبرة إلا وعليها ملك موكل يأتي الله بعلمها رطوبتها إذا رطبت ويبوستها إذا يبست وكذا رواه ابن جرير عن أبي الخطاب زياد بن عبد الله الحساني عن مالك بن سعير به . ثم قال ابن أبي حاتم ذكر عن أبي حذيفة حدثنا سفيان عن عمرو بن قيس عن رجل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : خلق الله النون وهي الدواة وخلق الألواح فكتب فيها أمر الدنيا حتى ينقضي ما كان من خلق مخلوق أو رزق حلال أو حرام أو عمل بر أو فجور وقرأ هذه الآية " وما تسقط من ورقة إلا يعلمها" إلى آخر الآية قال محمد بن إسحاق عن يحيى بن النضر عن أبيه سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول إن تحت الأرض الثالثة وفوق الرابعة من الجن ما لو أنهم ظهروا يعني لكم لم تروا معهم نورا على كل زاوية من زوايا الأرض خاتم من خواتيم الله عز وجل على كل خاتم ملك من الملائكة يبعث الله عز وجل إليه في كل يوم ملكا من عنده أن احتفظ بما عندك .
تفسير القرطبي :
جاء في الخبر أن هذه الآية لما نزلت نزل معها اثنا عشر ألف ملك . وروى البخاري عن ابن عمر عن النبي صلى الله عيه وسلم قال : ( مفاتح الغيب خمس لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ولا يعلم ما في غد إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله ) . وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت : من زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية ; والله تعالى يقول : " قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله " [ النمل : 65 ] . ومفاتح جمع مفتح , هذه اللغة الفصيحة . و يقال : مفتاح ويجمع مفاتيح . وهي قراءة ابن السميقع " مفاتيح " . والمفتح عبارة عن كل ما يحل غلقا , محسوسا كان كالقفل على البيت أو معقول كالنظر وروى ابن ماجه في سننه وأبو حاتم البستي في صحيحه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه ) . وهو في الآية استعارة عن التوصل إلى الغيوب كما يتوصل في الشاهد بالمفتاح إلى المغيب عن الإنسان ; ولذلك قال بعضهم : هو مأخوذ من قول الناس افتح علي كذا ; أي أعطني أو علمني ما أتوصل إليه به . فالله تعالى عنده علم الغيب , وبيده الطرق الموصلة إليه , لا يملكها إلا هو , فمن شاء إطلاعه عليها أطلعه , ومن شاء حجبه عنها حجبه . ولا يكون ذلك من إفاضته إلا على رسله
صلاة الظهر هي أول صلاة صلاها النبي.
بعد اخرج الله عز وجل ادم وحواء من الجنة ونزلا الى الارض اختلف الفقهاء عن مكان نزولهما لكن الرواية التي قد تكون أقرب للحقيقة هي أنّ سيدنا آدم عليه السلام هبط في الهند وكان معه الحجر الأسود وورقة من الج...
سورة التوبة هي التي لم تبتدأ بالبسملة في القرآن .
القصص
كانت ثويبة أول من أرضعت النبي محمد بعد أمه، وأرضعت ثويبة مع النبي بلبن ابنها مسروح أيضاً حمزة عمّ النبي، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي.