بسم الله الرحمن الرحيم
هناك الكثير من الادلة الدالة على موت عيس المسيح عليه السلام بعكس ما يقال انه رفع بجسدة الي السماء.
اولا: قول عيسى علية السلام انه مفارق قومة بالموت عندما يسال عنهم ولا يعلم ما حل بهم في الاية التالية :
(( ماقلت لهم الا ماامرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شي شهيد )) المائدة 118
أي لا علم لـه بما حصل بعد موته منْ تأليههم لـه. ولو فرضنا أن عيسى عليه السلام سيُبعث من جديد فستكون إجابتـه غير صحيحة؛ إذ إنـه سيعلم لدى عودته إلى الدنيا ما أحدث قومه بعده، وسيكون عليهم رقيبًا فترة من الزمن. فكيف يمكن أن يجيب ربه عز وجل بهذا الجواب يوم القيامة؟
كذلك فإن التوفي إذا كان من باب التفعل وكان المتوفِّي هو الله تعالى أو ملائكته، والمتوفَّى هو من ذوي الأرواح، ولم يكن هنالك من قرينة تصرف المعنى من الحقيقة إلى المجاز-كالليل والنوم مثلا، حيث يشبه خلالهما النوم بالموت على وجه المجاز- فلا يكون المعنى سوى الموت وقبض الروح. ونجد هذا هو المعنى الوارد في قواميس اللغة بكل وضوح. علاوة على ذلك فقد ورد التوفي بهذه الصورة في القرآن الكريم كثيرا، ولم يكن معناه إلا الموت.
ثانيا: إن القرآن الكريم يبين بأن اليهود قد مكروا بالمسيح كي يُقتل ويُصلب، ولكن الله تعالى قد أراد أن يفشل خطتهم وأن يُمضي خطته هو، حيث يقول تعالى :
(( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين (55) اذا قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفرواالي يوم القيامة ثم الي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه مختلفون (56) ))
ال عمران 55 - 56
إن هذه الآية الكريمة تبين الخطة التي قرر الله تعالى بها أن ينصر نبيه عيسى عليه السلام ويمنع عنه الأذى في حياته وبعد مماته. فقد توعّد اليهودُ المسيح بالقتل والصلب، ومكروا من أجل ذلك، وذهبوا إلى الحاكم الروماني يحضّونه على أن يحاكمه بتهمة التمرد والعصيان على الدولة. وأرادوا أيضا من هذه الخطة أن يصموه بالكذب واللعنة لأن التوراة تصف من يُصلب على خشبة بأنه ملعون.
فتضمنت هذه الآية البشارة من الله تعالى للمسيح عليه السلام بأنهم لن يقتلوك ولن يصلبوك، وإنما أعدك بأني سأتوفاك وفاة طبيعية كسائر البشر، وأنني من خلال ذلك سأبطل كيدهم، وسأرفعك وأُبعد عنك اللعنة التي تصوروها والتي أرادوا أن يصموك بها. كما أنني سأجعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة. ومَن أوفى بعهده من الله تعالى؟
لقد تحقق هذا النبأ، وبيّن القرآن الكريم ذلك، حيث قال الله تعالى:
((وقولهم انا قتلنا عيسى المسيح ابن مريم رسول الله وماقتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم الا اتباع الظن وماقتلوه يقينا (158) بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما (159) ))
النساء 158 - 159
أي أن اليهود يدّعون بأنهم قد قتلوا المسيح صلبا، ولكن ما قتلوه وما صلبوه وإنما خُيّل لهم ذلك. وهذا لأن الظروف التي حصل فيها تعليقه على الصليب لم يتسنَّ لهم فيها أن يعلموا إن كان قد قُتل حقيقة على الصليب أم لا. والذي حدث أنه لم يقتل ولم يمت مصلوبا في ذلك الوقت، ولكن الله تعالى قد هيأله الخطة التي تضمنتها الآية السابقة. وأنه بعد ذلك بوقت طويل قد تُوفي وتَحققَ رفعه مكانة أو قربا من الله على عكس ما أراد اليهود، وتحققت باقي الأنباء المتعلقة بغلبة أتباعه على اليهود.
بعض الأدلة على وفاة عيسى عليه السلام من الحديث الشريف
من الأدلة على وفاة عيسى عليه السلام من الحديث الشريف نورد ما يلي:
الاول : هناك حديث يؤكد وفاة المسيح عليه السلام إذ يخبر عن وفاته صراحة وهو ما أورده ابن كثير في تفسيره :
"لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي."
الثاني: وفي حديث وفد نجران الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام، خاصموه جميعا في عيسى عليه السلام، قائلين: إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه؟ فأفحمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وقال:
ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا ويشبه أباه؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت وأن عيسى أتى عليه الفناء؟
قالوا: بلى. وهكذا سألهم عدة أسئلة حتى سكتوا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
أخي . في قولك : هناك الكثير من الادلة الدالة على موت عيس المسيح عليه السلام بعكس ما يقال انه رفع بجسدة الي السماء.
----------------------------
لقد سمعت حديث جاء فيه أن مريم بكت عندما رأيت إبنها عيسى يبكي . فجاءها جبريل و قال لها بأنه ليس هو و أراها سيدنا عيسى و هو يصعد إلى السماء .
فكيف أنه لم يرفع بجسده ؟؟
متوفيك
نقف عند هذه الكلمة ، فنحن غالباً ما نأخذ معنى الألفاظ من الغالب الشائع ، ثم تموت المعاني الأخرى في اللفظ ويروج المعنى الشائع فنفهم المقصد من اللفظ .
إن كلمة (( التوفي )) نفهمها على إنها الموت ، ولكن علينا هنا أن نرجع إلى أصل استعمال اللفظية ، فإنه قد يغلب معنى على لفظ ، وهذا اللفظ موضوع لمعان متعددة ، فيأخذه واحد ليجعله خاصاً بواحد من هذه .
إن كلمة (( التوفي )) قد يأخذها واحدا لمعنى (( الوفاة )) وهو الموت ، ولكن ، ألم يكن ربك الذي قال (( إني متوفيك )) ؟ وهو القائل في القرآن الكريم
سورة الأنعام 60
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
إذن (( يتوفاكم )) هنا بأي معنى ؟ إنها بمعنى ينيمكم . فالنوم معنى من معاني التوفي . ألم يقل الحق في كتابه أيضاً الذي قال فيه (( إني متوفيك ))
سورة الزمر 42
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىَ عَلَيهَا المَوتَ ويُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ
لقد سمى الحق النوم موتاً أيضاً . هذا من ناحية منطق القرآن ، إن منطق القرآن الكريم بين لنا أن كلمة (( التوفي )) ليس معناها هو الموت فقط ولكن لها معان أخرى ، إلا أنه غلب اللفظ عند المستعملين للغة على معنى فاستقل اللفظ عندهم بهذا المعنى ، فإذا ما أطلق اللفظ عند هؤلاء لا ينصرف إلا لهذا المعنى ، ولهؤلاء نقول : لا ، لا بد أن ندقق جيداً في اللفظ ولماذا جاء ؟
وقد يقول قائل : ولماذا يختار الله اللفظ هكذا ؟ والإجابة هي : لأن الأشياء التي قد يقف فيها العقل لا تؤثر في الحكام المطلوبة ويأتي فيها الله بأسلوب يحتمل هذا ، ويحتمل ذلك ، حتى لا يقف أحد في أمر لا يستأهل وقفة .
فالذي يعتقد أن عيسى عليه السلام قد رفعه الله إلى السماء ما الذي زاد عليه من أحكام دينه ؟ والذي لا يعتقد أن عيسى عليه السلام قد رُفع ، ما الذي نقص عليه من أحكام دينه ، إن هذه القضية لا تؤثر فى الأحكام المطلوبة للدين ، لكن العقل قد يقف فيها ؟
فيقول قائل : كيف يصعد إلى السماء ؟ ويقول آخر : لقد توفاه الله .
وليعتقد أي إنسان كما يُريد لأنها لا تؤثر في الأحكام المطلوبة للدين .
إذن ، فالأشياء التي لا تؤثر في الحكم المطلوب من الخلق يأتي بها الله بكلام يحتمل الفهم على أكثر من وجه حتى لا يترك العقل في حيرة أمام مسألة لا تضر ولا تنفع .
وعرفنا الآن أن (( توفى )) تأتي من الوفاة بمعنى النوم من قوله سبحانه :
سورة الأنعام 60
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
ومن قوله سبحانه وتعالى
سورة الزمر 42
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىَ عَلَيهَا المَوتَ ويُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ
إن الحق سبحانه قد سمى النوم موتاً لأن النوم غيب عن حس الحياة . واللغة العربية توضح ذلك :
فأنت تقول - على سبيل المثال – لمن أقرضته مبلغاً من المال ، ويطلب منك أن تتنازل عن بعضه .. فتقول : لا
لا بد أن أستوفي مالي ، وعندما يُعطيك كل مالك ، تقول له : استوفيت مالي تماماً ، فتوفيته هنا تعني : أنك أخذت مالك بتمامه .
إذن معنى (( متوفيك )) قد يكون هو أخذك الشيء تاماً .
أقول ذلك حتى نعرف الفرق بين الموت والقتل ، وكلاهما يلتقي في أنه سلب للحياة ، وكلمة سلب للحياة قد تكون مرة بنقض البنية ، كضرب واحد لأخر على جمجمته فيقتله ، هذا لون من سلب الحياة ، ولكن بنقض البنية .
أما الموت فلا يكون بنقض البنية ، إنما يأخذ الله الروح ، وتبقى البنية كما هي ، ولذلك فرق الله في قرآنه الحكيم بين (( موت )) و (( قتل )) وإن اتحد معاً في إزهاق الحياة .
آل عمران 144
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَّنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَّضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ
إن الموت والقتل يؤدي كل منهما إلى انتهاء الحياة ، لكن القتل ينهي الحياة بنقض البنية ، ولذلك يقدر البعض البشر على البشر فيقتلون بعضهم بعضاً . لكن لا أحد يستطيع أن يقول : (( أنا أريد أن يموت فلان )) ، فالموت هو ما يجريه الله على عباده من سلب للحياة بنزع الروح .
إن البشر يقدرون على البنية بالقتل ، والبنية ليست هي التي تنزع الروح ، ولكن الروح تحل في المادة فتحياً ، وعندما ينزعها الله من المادة تموت وترم أي تصير رمة .
إذن ، فالقتل إنما هو إخلال بالمواصفات الخاصة التي أرادها الله لوجود الروح فى المادة ، كسلامة المخ والقلب .
فإذا اختل شيء من هذه المواصفات الخاصة الأساسية فالروح تقول (( أنا لا أسكن هنا )) .
إن الروح إذا ما انتزعت ، فلأنها لا تريد أن تنتزع .. لأي سبب ولكن البنية لا تصلح لسكنها .
ونضرب المثل ولله المثل الأعلى :
إن الكهرباء التي في المنزل يتم تركيبها ، وتعرف وجود الكهرباء بالمصباح الذي يصدر منه الضوء . إن المصباح لم يأت بالنور ، لأن النور لا يظهر إلا فى بنية بهذه المواصفات بدليل أن المصباح عندما ينكسر تظل الكهرباء موجودة ، ولكن الضوء يذهب .
كذلك الروح بالنسبة للجسد . إن الروح لا توجد إلا في جسد له مواصفات خاصة . وأهم هذه المواصفات الخاصة أن تكون خلايا البنية مناسبة ، فإن توقف القلب ، فمن الممكن تدليكه قبل مرور سبع ثواني على التوقف ، لكن إن فسدت خلايا المخ ، فكل شئ ينتهي لأن المواصفات اختلت .
إذن ، فالروح لا تحل إلا فى بنية لها مواصفات خاصة ، والقتل وسيلة أساسية لهدم البنية ، وإذهاب الحياة ، لكن الموت هو إزهاق الحياة بغير هدم البنية ، ولا يقدر على ذلك إلا الله سبحانه وتعالى .
ولكن خلق الله يقدرون على البنية ، لأنها مادة ولذلك يستطيعون تخريبها .
إذن :
(( فمتوفيك )) تعني مرة تمام الشيء
(( كاستيفاء المال )) وتعني مرة (( النوم )) .
وحين يقول الحق : (( إني متوفيك )) ماذا يعني ذلك ؟ إنه سبحانه وتعالى يريد أن يقول : أريدك تاماً
أي أن خلقي لا يقدرون على هدم بنيتك ، إني طالبك إلى تاماً ، لأنك في الأرض عرضه لأغيار البشر من البشر ، لكني سآتي بك في مكان تكون خالصاً لي وحدي ، لقد أخذتك من البشر تاماً ، أي أن الروح في جسدك بكل مواصفتها ، فالذين يقدرون عليه من هدم المادة لن يتمكنوا منه .
إذن ، فقول الحق : (( ورافعك إليّ )) هذا القول الحكيم يأتي مستقيماً مع قول الحق (( متوفيك )) .
وقد يقول قائل : لماذا نأخذ الوفاة بهذا المعنى ؟
نقول : إن الحق بجلال قدرته كان قادر على أن يقول : إني رافعك إلىّ ثم أتوفاك بعد ذلك . .. . ونقول أيضاً : من الذي قال : إن (( الواو )) تقضي الترتيب فى الحدث ؟ ألم يقل الحق سبحانه :
القمر 16
بسم الله الرحمن الرحيم
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي و َنُذُرِ
هل جاء العذاب قبل النذر أو بعدها ؟ إن العذاب إنما يكون من بعد النذر . إن (( الواو )) تفيد الجمع للحدثين فقط . ألم يقل الله في كتابه أيضاً :
الأحزاب 7
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيْسَى ابنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيْثَاقًا غَلِيظًا
إن (( الواو )) لا تقتضي ترتيب الأحداث ، فعلى فرض انك قد أخذت (( متوفيك )) أي (( مميتك )) ، فمن الذي قال : إن (( الواو )) تقتضي الترتيب في الحدث ؟ بمعنى أن الحق يتوفى عيسى ثم يرفعه .
فإذا قال قائل : ولماذا جاءت (( متوفيك )) أولاً ؟
نرد على ذلك : لأن البعض قد ظن أن الرفع تبرئه من الموت .
ولكن عيسى عليه السلام سيموت قطعاً ، فالموت ضربه لازب ، ومسألة يمر بها كل بشر .
هذا الكلام من ناحية النص القرآني . فإذا ما ذهبنا إلى الحديث وجدنا أن الله فوض رسوله صلى الله عليه وسلم ليشرح ويبين ، ألم يقل الحق :
النحل 44
بسم الله الرحمن الرحيم
بِالبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
فالحديث كما رواه البخاري ومسلم : ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ) ؟
أي أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا أن ابن مريم سينزل مرة أخرى .
ولنقف الآن وقفة عقلية لنواجه العقلانيين الذين يحاولون التعب في الدنيا فنقول : يا عقلانيون أقبلتم في بداية عيسى عليه السلام أن يوجد من غير أب على غير طريقة الخلق فى الإيجاد والميلاد ؟
سيقولون : نعم .
هنا نقول : إذا كنتم قد قبلتم بداية مولده بشيء عجيب خارق للنواميس فكيف تقفون في نهاية حياته إن كانت خارقة للنواميس ؟
إن الذي جعلكم تقبلون العجيبة الأولى يمهد لكم أن تقبلوا العجيبة الثانية . إن الحق سبحانه وتعالى يقول :
آل عمران 55
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
إن الله سبحانه وتعالى يبلغ عيسى عليه السلام إنني سأخذك تاما غير مقدور عليك من البشر ومطهرك من خبث هؤلاء الكافرين ونجاستهم ، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة .
وكلمة (( اتبع )) تدل على أن هناك (( مُـتَّـبـعًـا )) يتلو مُـتّبَعا .
أي أن المتِـبع هو الذي يأتي بعد ، فمن الذي جاء بعد عيسى عليه السلام بمنهج من السماء ؟
إنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ولكن على أي منهج يكون الذين اتبعوك ؟
أ على المنهج الذي جاؤا به أم المنهج الذي بلغته أنت يا عيسى ؟
إن الذي يتبعك على غير المنهج الذي قلته لن يكون تبعا لك ، ولكن الذي يأتي ليصحح الوضع على المنهج الصحيح فهو الذي اتبعك .
وقد جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليصحح الوضع ويبلغ المنهج كما أراده الله (( وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة )) .
فإن أخذنا المعنى بهذا :
إن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي التي اتبعت منهج الله الذي جاء به الرسل جميعاً ، ونزل به عيسى أيضاً
أن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد صححت كثيراً من القضايا التي انحرف بها القوم .
اللهم تقبل منا صالح الأعمال
من خواطر الشيخ / محمد متولي الشعراوي
______________________________
وانقل لكم ما قالة الشيخ بن جبرين عن الامر
الصحيح أن الوفاة هنا هي النوم، أي أن الله رفعه إليه وهو نائم، فإن النوم يصدق عليه أنه وفاة أي شبيه بها، كما قال الله تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا أي يتوفى الأحياء في المنام بحيث تفارقهم أرواحهم فراقا خاصا يفقدون فيه الإحساس والصوت والحركة الاختيارية، ثم تعود إليهم أرواحهم عند اليقظة. وقد ورد في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند النوم: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه؛ فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين . وكان رسول الله [ 23 ] -صلى الله عليه وسلم- يقول عند القيام من النوم: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور . الحمد لله الذي رد عليّ روحي وعافاني في جسدي . فعلى هذا يكون المعنى: إني متوفيك وفاة نوم بحيث لا تشعر بالرفع إلى السماء، أي أنه رقد نوما عميقا ثم في حال نومه رفعه الله كما شاء، فلم يستيقظ إلا بعد ما رفع إلى السماء. وذهب آخرون إلى أنه توفي وفاة موت مدة يسيرة رفع فيها إلى السماء، ثم بعث وعاش وقال مطر الوراق: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ من الدنيا وليس بوفاة [ 24 ] موت، وكذا قال ابن جرير إن وفاته: رفعه من الدنيا بحيث لا يكون من أهلها، ولا يحتاج إلى ما يحتاج إليه أهلها من الأكل والشرب والنوم واليقظة ونحو ذلك. وقد وردت الأحاديث الكثيرة في أنه ينزل في آخر الزمان ويحكم بهده الشريعة، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية فلا يقبل إلا الإسلام، واستدل على ذلك بقوله تعالى: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ أي قبل موت عيسى والله أعلم
المطلب الأول
ذكر الأقوال في تفسير الآية
لقد تعددت أقوال المفسرين في تفسير توفي الله لعيسى u ، ويمكن إجمال الأقوال فيما يلي، بذكر طائفة من أقوال المفسرين، ثم ذكر حجج كل قول، ومناقشتها.
وقد جمع ابن جرير الطبري –رحمه الله – أصول الأقوال التي قيلت في تفسير الآية، وما لم يذكره يمكن إلحاقه ببعض ما ذكر. وهذا تلخيصها([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]):
القول الأول: أن توفي الله لعيسى u في الآية: وفاة نوم، وتفسير الآية على هذا القول: إني منيمك ورافعك في نومك.
وروى ابن جرير هذا القول بإسناده عن الربيع([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
القول الثاني: أن قوله سبحانه لعيسى u : {إني متوفيك} بمعنى: إني قابضك من الأرض، فرافعك إلي. فمعنى الوفاة: القبض. كما يقال: (( توفيت من فلان ما لي عليه)) بمعنى: قبضته واستوفيته. قالوا: فمعنى قوله: {إني متوفيك ورافعك} أي: قابضك من الأرض حياً إلى جواري، وآخذك إلى ما عندي بغير موت.
وروى ابن جرير هذا القول بإسناده عن: مطر الوراق، والحسن، وابن جريج، وابن زيد.
القول الثالث: أن الوفاة هنا: وفاة موت.
وروى ابن جرير هذا القول بإسناده عن: ابن عباس t ، وعن وهب بن منبه، وفيه: أنه ((توفاه ثلاث ساعات من نهار حتى رفعه إليه))، وابن إسحاق، مخبراً عن النصارى.
القول الرابع: أن معنى قوله تعالى: {إني متوفيك ورافعك إلي}، أي: إني رافعك إلي، ثم متوفيك بعد إنزالي إياك إلى الدنيا، فيكون في الآية ذكر المؤخر قبل المقدم وعطفه عليه، والواو لا تفيد الترتيب.
وقد رجح ابن جرير –رحمه الله- القول الثاني، من الأقوال السابقة. فقال رحمه الله: ((وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا قول من قال: معنى ذلك: إني قابضك من الأرض ورافعك إلي، لتواتر الأخبار عن رسول الله r أنه قال: (ينزل عيسى بن مريم فيقتل الدجال ثم يمكث في الأرض مدة -ذكرها اختلفت الرواية في مبلغها- ثم يموت فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه ...))([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
وقد ذكر النحاس – رحمه الله - ما أورده ابن جرير من أقوال، وذكر ترجيح ابن جرير للقول الثاني([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
وكذلك الثعالبي ذكر الأقوال السابقة، بنحو ما عند ابن جرير الطبري، وقال بأنه ينبغي حمل ما ورد عن ابن عباس t إما على قول الفراء – بأن في الآية تقديم وتأخير- وإما على قول وهب بن منبه – أنه سبحانه رفع عيسى بعد توفيه بساعات- واحتج على ذلك بثبوت الأخبار بأن عيسى حي في السماء، وأنه ينزل آخر الزمان، وحكى على ذلك الإجماع ([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
كما أورد البغوي –رحمه الله- القول الثاني في تفسير الوفاة، وقال: (( للتوفي تأويلان، أحدهما: إني رافعك إلى وافياً لم ينالوا منك شيئاً، من قولهم: توفيت كذا واستوفيته، إذا أخذته تاماً. والآخر: أني ( متسلمك ) من قولهم توفيت منه كذا أي تسلمته)). ثم ذكر القول الأول، والقول الثالث المروي عن ابن عباس t وقال بأن له تأويلان، بنحو ما عند الثعالبي([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
وذكر ابن الجوزي –رحمه الله - قولين من الأقوال السابقة في تفسيره للآية: القول الثاني، والقول الرابع([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]). وقال عن القول الثاني: ((هذا قول الحسن وابن جريج و ابن قتيبة واختاره الفراء)). وقال عن القول الرابع: ((هذا قول الفرّاء و الزجّاج)).
وذكر القرطبي –رحمه الله- الأقوال الأربعة في تفسيره([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ])، ووافق ابن جرير في نسبة الأقوال، في أكثر ما ذكر. ونسب القول الرابع إلى: الضحاك، والفراء.
كما ذكر الأقوال الأربعة ابن كثير –رحمه الله- في تفسيره([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ])، موافقاً نسبتها ما ذكره ابن جرير – في مجمله- وقد نسب القول الرابع إلى قتادة.
ويمكن إضافة قول خامس في تفسير الآية، وهو ما ذكره الزمخشري –رحمه الله- حيث قال: (({إني متوفيك} أي: مستوفي أجلك. معناه: إني عاصمك من أن يقتلك الكفار؛ ومؤخرك إلى أجل كتبته لك، ومميتك حتف أنفك، لا قتيلاً بأيدهم ))([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]) ثم ذكر الأقوال: الأول والثاني والرابع.
وبين الآلوسي – رحمه الله- أن الآية إما أن يُؤول ذكر الوفاة فيها، أو يحمل على التقديم والتأخير، وإما أن تحُمل الوفاة على ظاهرها وهو الموت، وأطال في رد هذا، وقال إن المنبغي تأويل الوفاة إما على ما سبق ذكره من أقوال: النوم، القبض، استيفاء الأجل، وأضاف أقوالاً أخرى في تأويل الوفاة، وهي:
(6) أجعلك كالمتوفي، لأنه بالرفع يشبهه.
(7) أن المراد آخذك وافياً بروحك وبدنك فيكون {ورافعك إلى} كالمفسر لما قبله.
(8) أن المراد بالوفاة موت القوى الشهوانية العائقة عن إيصاله بالملكوت.
(9) أن المراد مستقبل عملك.
ثم قال: (( ولا يخلوا أكثر هذه الأوجه عن بعد لا سيما الأخير ))([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
وستأتي مناقشة مسألة ظاهر معنى الوفاة في الآية، إذ لا ينحصر الأمر فيما ذكره الآلوسي – رحمه الله- فإن إطلاق الوفاة على النوم يمكن اعتباره معنىً ظاهراً للآية، لوروده في آية أخرى.
وما وقفت عليه من كتب التفسير لا يخرج عما سبق ذكره من أقوال في تفسير الآية([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ])، وفيما يلي مناقشتها.
______
([1]) انظر: "جامع البيان عن تأويل آي القرآن" محمد بن جرير الطبري (ت 310هـ). دار المعارف بمصر. ط2. تحقيق: محمود محمد شاكر، وخرج أحاديثه: أحمد محمد شاكر. (6/455-461).
([2]) هو الربيع بن أنس – كما بينه القرطبي – والربيع بن أنس: بن زياد البكري الخراساني المروزي بصري، تابعي، وكان عالم مرو في زمانه، توفي سنة (139هـ). انظر: "الثقات" (4/228)، " تقريب التهذيب" (ص205 رقم 1882). "سير أعلام النبلاء" (6/169-170)، "مشاهير الأمصار" (1/126).
([3]) "جامع البيان عن تأويل آي القرآن" (6/458-460)، ويأتي ذكر الخبر في نزول عيسى u .
([4]) انظر: "معاني القرآن الكريم". محمد بن أحمد النحاس. (ت 338هـ). نشر: جامعة أم القرى. ط1. (1409هـ). تحقيق: محمد علي الصابوني. (1/408-410).
([5]) انظر: "الجواهر الحسان في تفسير القرآن". عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي (ت875هـ). مؤسسة الأعلمي للمطبوعات. بيروت. (1/272).
([6]) انظر: "معالم التنزيل" الحسين بن مسعود البغوي. (ت 516هـ). تحقيق: محمد عبد الله النمر، عثمان جمعة، سليمان مسلم الحرش، نشر: دار طيبة . ط4. (1417هـ) . (2/45).
([7]) انظر: "زاد المسير" عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي . (ت 597هـ). المكتب الإسلامي . بيروت. (1404هـ) ط 3. (1/396-397).
([8]) "الجامع لأحكام القرآن" أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي. (ت 671هـ). دار الشعب. القاهرة. (4/99-100).
([9]) "تفسير القرآن العظيم" إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي. (ت 774هـ). دار الفكر. بيروت. (1401هـ). (1/367).
([10]) انظر: "الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل" محمود بن عمر الزمخشري (ت538هـ). دار إحياء التراث العربي. بيروت. (1/394).
([11]) انظر: "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني" محمود الألوسي (ت1270هـ). دار إحياء التراث العربي. بيروت. (3/179).
([12]) انظر: - "تفسير مقاتل بن سليمان" لمقاتل بن سليمان الأزدي. (ت 150هـ). دار الكتب العلمية. (1/172).
- "تفسير القرآن" عبد الرزاق بن همام الصنعاني. (ت 211هـ). مكتبة الرشد. (1/122).
- "بحر العلوم" نصر بن محمد السمرقندي. (ت367هـ). دار الفكر. (1/300).
- "تفسير القرآن العزيز" لأبي عبد الله بن أبي زمنين. (ت 399هـ). دار الفاروق الحديثة.
- "تفسير السلمي" محمد بن الحسين السلمي. (ت 412هـ). دار الكتب العلمية. (1/101).
- "تفسير الثعلبي" أحمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري. (ت 427هـ). دار إحياء التراث العربي. (3/80-83).
- "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" عبد الحق بن غالب الأندلسي (ت 546هـ). دار الكتب العلمية. (1/444).
- "مفاتح الغيب" محمد بن عمر الرازي (ت 604هـ). دار الكتب العلمية. (8/60) .
- "الجامع لأحكام القرآن" محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي. (ت 671هـ). دار الشعب. (4/100).
- "تفسير البحر المحيط" محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي (ت745هـ). دار الكتب العلمية. (2/493).
المطلب الثاني
تحليل الأقوال ومناقشتها
تبين من خلال ذكر الأقوال السابقة أنها على أحد مسلكين: إما أن تُحمل الوفاة على الموت، وهو الموت، وإما أن تُحمل على غيره، من القبض أو النوم ...
وإذا كانت الوفاة بمعنى الموت، فإما أن يكون المعنى: إثبات موت عيسى u قبل رفعه، أو يُقال بأن في الآية تقديم وتأخير، فيكون في الآية إثبات موته u بعد نزوله آخر الزمان.
والقول بإثبات وفاة عيسى u قبل رفعه، هو محل النقاش والبحث، وهو ما تناوله أهل العلم على مر العصور بالنقد.
أما الأقوال الأخرى عند التأمل فإنها تتفق فيما تؤول إليه، ولا إشكال في قبولها، إلا البحث في مسألة ظاهر الآية وتأويلها، كما سيأتي ذكره.
القول بأن وفاة عيسى u بمعنى النوم:
روى ابن جرير هذا القول عن الربيع بن أنس([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ])، قال: ((حدثني المثنى([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ])، قال ثنا إسحاق([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ])، قال ثنا عبد الله بن أبي جعفر([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]) عن أبيه([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]) عن الربيع في قوله إني متوفيك قال يعني وفاة المنام رفعه الله في منامه )).
وقد نسب ابن كثير هذا التفسير إلى الحسن البصري وعزاه إلى ابن أبي حاتم، بإسناد يوافق هذا.
قال ابن كثير: (( وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن عبد،الرحمن([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ])، حدثنا عبد الله ابن أبي جعفر، عن أبيه حدثنا الربيع بن أنس، عن الحسن أنه قال في قوله تعالى {إني متوفيك}، يعني: وفاة المنام، رفعه الله في منامه))([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
وهذا الإسناد عن الحسن البصري: حسن.
وقد جاء بهذا الإسناد عن الحسن عن النبي r مرسلاً عند أبن أبي حاتم:
قال ابن أبي حاتم: «حدثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي، ثنا عبد الله بن أبى جعفر عن أبيه عن الربيع بن أنس عن الحسن قال: قال رسول الله r لليهود: (إن عيسى لم يمت، وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة) »([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
وهذا الخبر المرسل – وإن كان المرسل ضعيفاً من جهة ثبوته – إلا أن هذا صحيح المعنى موافق لما هو معلوم من الأدلة الأخرى التي جاءت بخصوص عيسى u.
وقد رجح تأويل الوفاة بالنوم ابن كثير في تفسيره، فقال: (( وقال الأكثرون: المراد بالوفاة هاهنا: النوم، كما قال تعالى : ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭼ[الأنعام: ٦٠] الآية، وقال تعالى ﭽﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭼ [الزمر: ٤٢] الآية، وكان رسول الله r يقول إذا قام من النوم: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) ([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]) ...)) اهـ([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
القول بأن وفاة عيسى بمعنى القبض:
يلاحظ أن القول بأن الوفاة بمعنى النوم يتفق مع هذا القول، حيث يَستدل من رجح تفسير الوفاة بالنوم بما جاء من ذكر رفع عيسى u. فالقولان متفقان، غير أن في الأول زيادة ذكر النوم، وناتج القولين واحد: أن الله رفع عيسى u وأنجاه من مكر اليهود.
قال ابن كثير –رحمه الله- في تتمة كلامه على ترجيح القول بتفسير الوفاة بالنوم: (( وقال تعالى: ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ[النساء: ١٥٦ – ١٥٩] والضمير في قوله: {قبل موته} عائد على عيسى u، أي: وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى وذلك حين ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة، على ما سيأتي بيانه، فحينئذ يؤمن به أهل الكتاب كلهم لأنه يضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام ... )).
ومن أصح الأخبار في ذكر نزول عيسى u الحديث المتفق عليه، عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r : ( والذي نفسي بيده! ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها. ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا} )([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
وجاء بيان وقت نزوله u في الحديث الصحيح، عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: ( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم. فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا. فيقاتلونهم، فينهزم ثلثٌ لا يتوب الله عليهم أبداً، ويُقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبداً، فيفتتحون قسطنطينية. فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم! فيخرجون -وذلك باطل- فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم ...)([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
وقد أشار بعض العلماء إلى الحكمة من نزول عيسى u دون غيره من الأنبياء، قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله- : (( قال العلماء: الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء: الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه، فبين الله تعالى كذبهم، وأنه الذي يقتلهم. أو نزوله لدنو أجله ليدفن في الأرض؛ إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها. وقيل: إنه دعا الله لما رأى صفة محمد وأمته أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه، وأبقاه حتى ينزل في آخر الزمان مجدِداً لأمر الإسلام، فيوافق خروج الدجال فيقتله. والأول أوجه))([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
وقد صح أن مدة مكث عيسى u بعد نزوله سبع سنين، كما جاء عند مسلم عن عبد الله ابن عمرو مرفوعاً، في خبر الدجال: ( فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته ...)([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
وجاء أن مدة مكثه أربعين سنة، كما في الحديث الصحيح عن أبي هريرة t أن النبي r قال: (الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجلاً مربوعاً إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس إلى الإسلام، فيُهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويُهلك الله في زمانه المسيح الدجال، وتقع الآمنة على الأرض، حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم، فيمكث أربعين سنة، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون)([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
وفي الجمع بين المدتين المذكورتين، قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله – (( وقد تقدم في حديث عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة أن عيسى عليه السلام يمكث في الأرض بعد نزوله أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون وفي حديث عبد الله بن عمر عند مسلم أنه يمكث سبع سنين فيحتمل والله أعلم أن يكون المراد بلبثه في الأرض أربعين سنة: مجموع إقامته فيها، قبل رفعه وبعد نزوله، فإنه رُفع وله ثلاث وثلاثون سنة، في الصحيح، وقد ورد ذلك في حديث صفة أهل الجنة أنه على صورة آدم وميلاد عيسى ثلاث وثلاثون سنة ))([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
ومما يُذكر هنا أن بعض المعاصرين قد أنكر رفع عيسى u ببدنه، كما أنكر نزوله آخر الزمان، وردوا الأحاديث بحجة أنها أخبار آحاد! ([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ])
قال النووي – رحمه الله- (( قال القاضي -رحمه الله تعالى- : نزول عيسى u وقتله الدجال، حق وصحيح عند أهل السنة، للأحاديث الصحيحة في ذلك، وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله، فوجب إثباته. وأنكر ذلك بعض المعتزلة والجهمية ومن وافقهم، وزعموا أن هذه الأحاديث مردودة بقوله تعالى: {وخاتم النبيين} وبقوله r : (لا نبي بعدي) وبإجماع المسلمين أنه لا نبي بعد نبينا r وأن شريعته مؤبدة إلى يوم القيامة لا تنسخ. وهذا استدلال فاسد! لأنه ليس المراد بنزول عيسى u أنه ينزل نبياً بشرع ينسخ شرعنا، ولا في هذه الأحاديث ولا في غيرها شيء من هذا، بل صحت هذه الأحاديث هنا، وما سبق فى كتاب الايمان وغيرها، أنه ينزل حكماً مقسطاً،بحكم شرعنا، ويحيى من أمور شرعنا ما هجره الناس))([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
ويلاحظ أن الأقوال الأخرى في توفي الله لعيسى، نحو القول بأن الوفاة من استيفاء الأجل، والتي مفادها: نفي موت عيسى u وإثبات رفعه، تتفق مع القولين السابقين، وتشهد اللغة بقبولها، مع موافقتها للنصوص الواردة بخصوص عيسى u ، وللنصوص العامة.
القول بأن وفاة عيسى بمعنى موته بعد نزوله آخر الزمان:
يتفق هذا القول مع ما قبله من جهة إنكار وفاة عيسى u قبل رفعه، ولكن يشكل على هذا القول سياق الآيتين اللتين ذكر بهما وفاة عيسى u .
آية آل عمران:
يفيد سياق الآية أن الوفاة المذكورة ليست تلك التي تكون بعد نزول عيسى آخر الزمان، إذ يقول تعالى: ﭽ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ [آل عمران: ٥٤ – ٥٥]
فقوله تعالى: {ومكروا} المراد به اليهود الذين كذبوا عيسى u وأرادوا قتله([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ])، ولكن مقابل مكرهم: {مكر الله والله خير الماكرين}.
فكأن سائلاً سأل، لما قرأ قوله تعالى: {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين}: متى كان هذا؟
فيأتيه البيان: {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ...}، فهذا يفسر ما قبله من ذكر مكر الله مقابل مكرهم.
ومن حيث اللغة، فإن استعمال الواو في المعية والمصاحبة أكثر، وفي تقدم ما قبلها كثير، وفي تأخره قليل([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
والواو تفيد الترتيب، لما يفهم من دليل آخر، أو لوجود قرينة صحيحة، مثل قوله تعالى: ﭽﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ [الزلزلة: ١ – ٣]، ([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ])ومثل قوله تعالى: ﭽ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﭼ [يوسف: ٢٥].
والقول بإفادة الواو الترتيب في آية آل عمران قوي، يدل عليه سياق الآية: {إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة} كل هذه جاءت معطوفة بالواو، وجاء بعدها: {ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون} مما يُعد قرينة على إفادة الواو الترتيب مع التعاقب، بخلاف "ثم" التي أفادت الترتيب مع التراخي.
ومما يبين إفادة الواو للترتيب في الآية، أنه جاء فيها قوله تعالى: {وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة}، وهذا كان بعد رفع عيسى u ، وليس بعد نزوله آخر الزمان وموته، فإنه قد جاء في الحديث في خبر نزوله: (فيُهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام)([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ])، وبعد موته u : (يبعث الله ريحاً كريح المسك مسها مس الحرير فلا تترك نفساً في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة)([فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]).
فهذا يبين أن التدافع بين المؤمنين والكافرين في شأن عيسى u وقع بعد رفعه، وليس بعد موته آخر الزمان، والعلم عند الله.
_____
([1]) تابعي تقدم تعريفه (ص11).
([2]) المثنى بن إبراهيم الآملي الطبري، لم أقف له على ترجمة، وقد قال ابن حجر عن إسناد فيه المثنى بن إبراهيم عن شيخه إسحاق بن الحجاج: "وهذا إسناد أصح من الذي قبله". "تغليق التعليق" (4/299). وانظر: تخريج الحديث (186) من تفسير ابن جرير.
([3]) هو: إسحاق بن الحجاج الطاحوني المقرئ، انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (2/217)، وانظر: تخريج الأثر رقم (230)، (243) من تفسير ابن جرير، والأخير بنفس الإسناد هنا.
([4]) عبد الله بن أبي جعفر الرازي البصري: وُثق، وفيه كلام، وروايته عن أبيه متكلم فيها. انظر: "معرفة الثقات" (2/24)، "الكامل في الضعفاء" (4/216)، "تهذيب التهذيب" (5/154).
([5]) عيسى بن ماهان الرازي: قال عنه في "التقريب" (ص629/ رقم 8019): صدوق. انظر ترجمته: "الضعفاء الكبير" (3/388)، "الجرح والتعديل" (6/280)، "المجروحين" (2/120)، "الكامل في الضعفاء" (5/254).
([6]) أحمد بن عبد الرحمن الدَشْتُكي، قال عنه في "التقريب" (ص81/رقم 66): صدوق، انظر ترجمته: "الكاشف" (1/158).
([7]) "تفسير القرآن العظيم" (1/376)، ولم أقف على الأثر في تفسير ابن أبي حاتم.
([8]) "تفسير ابن أبي حاتم" (4/1110/ح6232)، وهذا إسناد حسن.
([9]) تقدم تخريجه (ص5).
([10]) "تفسير القرآن العظيم" (1/376).
([11]) متفق عليه من حديث أبي هريرة t ، أخرجه البخاري (3/1272/ح3264)، ومسلم (1/35/ح155)، دون قول أبي هريرة. وانظر الأحاديث في نزول عيسى u في تفسير ابن كثير (1/579) عند تفسير قوله تعالى: { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمن به قبل موته}.
([12]) صحيح مسلم (4/2221/ح2897).
([13]) "فتح الباري" (6/493).
([14]) "صحيح مسلم" (4/2258/ح2940).
([15]) أخرجه أحمد (2/406/ح9259)، وأبو داود (4/117/ح4324)، والحاكم وصححه (2/651/ح4163)، وابن حبان في صحيحه (15/233/ح6821). وصححه ابن حجر في "فتح الباري" (6/493)، والألباني في تعليقه على سنن أبي داود، وشعيب الأرنؤوط في تعليقه على مسند أحمد.
([16]) "تفسير القرآن العظيم" (1/584).
([17]) للشيخ محمد عبده كلام في هذا في "تفسير المنار" (3/316-317) وكذا الشيخ محمود شلتوت في "الفتاوى" (59-82)، حيث أنكرا رفع عيسى ببدنه، وأنكرا نزوله آخر الزمان، انظر: "جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف" عبد،العزيز بن صالح الطويان. نشر مكتبة العبيكان. ط1. (2/450).
([18]) "شرح النووي على مسلم" (18/75-76).
([19]) يتفق المفسرون على هذا.
([20]) انظر: "ضياء السالك إلى أوضح المسالك" محمد عبد العزيز النجار. مكتبة العلوم والحكم. المدينة المنورة. (3/182) ، و"شرح قطر الندى وبل الصدى" ومعه "سبيل الهدى بتحقيق شرح قطر الندى" محمد محيى الدين عبد الحميد. المكتبة الفيصلية. مكة المكرمة.(ص428).
([21]) انظر: السابق.
([22]) حديث صحيح، تقدم تخريجه (ص14).
([23]) أخرجه مسلم: صحيح مسلم (3/ 1524/ح1942).
صلاة الظهر هي أول صلاة صلاها النبي.
بعد اخرج الله عز وجل ادم وحواء من الجنة ونزلا الى الارض اختلف الفقهاء عن مكان نزولهما لكن الرواية التي قد تكون أقرب للحقيقة هي أنّ سيدنا آدم عليه السلام هبط في الهند وكان معه الحجر الأسود وورقة من الج...
سورة التوبة هي التي لم تبتدأ بالبسملة في القرآن .
القصص
كانت ثويبة أول من أرضعت النبي محمد بعد أمه، وأرضعت ثويبة مع النبي بلبن ابنها مسروح أيضاً حمزة عمّ النبي، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي.