88 عام
في عام 1099 م زحف الصليبيون نحو مدينة القدس وحاصروها لمدة 40 يوماً ، وظل المسلمون مستبسلين في الدفاع عن مدينتهم المقدسة رغم قلة العدد والعتاد . وفي ليلة 13 – 14 تموز من عام 1099م كثّف الصليبيون هجومهم على أسوار القدس حتى تمكنوا في ظهيرة اليوم التالي من إختراق دفاعات المسلمين ، ولما ظهر انهيار الدفاع لعامة المسلمين اندفعوا نحو المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وبادروا بالتسليم إلا أن الصليبيين انطلقوا يقتلون كل من يصادفهم من الرجال والنساء والأطفال واستمرت المذبحة طوال مساء ذلك اليوم وطوال الليل وراح ضحيتها 70 ألفاً من المسلمين .
وحينما توجه القائد الصليبي ريموند إلى ساحة المسجد الأقصى في الصباح الباكر شق طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت ركبتيه . وظلت القدس ترزح تحت وطأة الاحتلال الصليبي إحدى وتسعين سنة وفي تلك الحقبة بالغ النصارى في تدنيس المسجد الأقصى فجعلوا جزءاً منه كنيسة لهم ، وجزءاً إستطبلاً لخيلهم ، وجزءاً مستودعاً لذخائرهم ، ونصبوا فوق قبة الصخرة صليب.
ولكن ليل الأقصى لم يطل إذ أذن الله بالخلاص في عام 1187م حيث توجه صلاح الدين الأيوبي إلى القدس بعد أن أرسل له أحد سكان القدس رسالة ( قصيدة ) على لسان الأقصى قال فيها :
يا أيها الملك الذي لمعالم الصلبان نكِّسْ
جاءت إليك ظلامة تسعى من البيت المقدسْ
كل المساجد ظُهرت وأنا على شرفي أُدنّسْ
وفتح الله على يدي صلاح الدين القدس فدخلها وأسرع في تطهير المسجد الأقصى من دنس الصليبيين وأمر بتجديد بنائه وتنظيف ساحاته ، واهتم بالمسجد خلفاء صلاح الدين من الملوك الأيوبيين ، وما زال المسجد الأقصى يحتفظ بلمسات البناء الأيوبية .
وقد كانت مملكة القدس اللاتينية بمثابة المركز الروحي والسياسي الأم لجميع الإمارات الصليبية التي جرت إقامتها في بلاد الشام مدة تزيد عن قرنين من الزمان.
ظلت القدس ترزح تحت نير الحكم الصليبي الفرنجي 88 عاما امتدت من سنة 492هـ الموافق لسنة 1099م وحتى سنة 583هـ الموافق لسنة 1187م وهو العام الذي جرت فيه معركة حطين التي أطلق عليها المؤرخون آنذاك "مفتاح الفتوح الإسلامية" ذلك لأنها كانت المنطلق الذي انطلق منها المسلمون لتحرير القبلة الأولى لهم، وثاني مساجدهم ومسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم.
نجح صلاح الدين بعد هذا الانتصار الكبير الذي أحرزه في تحرير القدس و ذلك بعد نحو ثلاثة أشهر فقط من معركة حطين، وقد كان لهذين الحادثين معركة حطين وتحرير القدس الأثر البالغ على الحركة الصليبية برمتها في بلاد الشام فقلبا موازين القوى السياسية، محلياً ودولياً، وأجبر الغرب الأوروبي آنذاك على إعادة النظر في مشروعه المشرقي.
وقد كان لهذا الحدث العظيم أهمية بالغة الأثر في العالم الإسلامي وفي الدولة الأيوبية نفسها، ويشير إلى أهمية ذلك الحدث أنه في أول خطبة للجمعة في بيت المقدس بالمسجد الأقصى حضر السلطان نفسه وكبار رجال دولته تلك الخطبة وتنافس كبار علماء المسلمين على الخطبة أمام السلطان، و فاز بذلك الشرف الرفيع القاضي محيي الدين بن الزكي قاضي الشافعية بدمشق وحلب.
وقد انتقى ابن الزكي لخطبته ألفاظاً بليغة مشيداً بالسلطان وبأهمية القدس الشريف عند المسلمين موضحاً الأسباب التي حارب المسلمون من أجلها لاسترداد القدس قائلاً:
"... فهو موطن أبيكم إبراهيم ومعراج نبيكم محمد عليه الصلاة والسلام وقبلتكم التي كنتم تصلون إليها في ابتداء الإسلام وهي مقر الأنبياء ومقصد الأنبياء وموقف الرسل ومهبط الوحي ومنزل ينزل به الأمر والنهي، وهو أرض المحشر وصعيد المنشر وهو في الأرض المقدسة التي ذكرها الله في كتابه المبين وهو المسجد الأقصى الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملائكة المقربين وهو البلد الذي بعث الله إليه عبده ورسوله وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروحه عيسى الذي أكرمه برسالته وشرفه بنبوته،
دام الإحتلال الصليبى للقدس 88 عام
سيدنا يوسف عليه السلام
عمر ال عوضه
- مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ المعروف بـ"مصطفى محمود"
- كاتب وطبيب وأديب
- ولد في 25 ديسمبر 1921 في شبين الكوم ـ منوفية
- ألّف مصطفى محمود 89 كتابًا، متعددة الموضوعات والمجالات فمنها...
علي الدوخي هو عازف بيانو سعودي
طه ايسو هو يوتيوبر و رحالة مغربي ، اشتهر برحلاته حول العالم و طريقته الجميلة في تقريب الأشياء للمتابعين .