تدعى أيضا (الخيزران) لم تتواني عن قتل ابنها الاكبر(الهادي) لانه حاول ان يحد من طموحاتها، لتأتي بدلا منه بابنها الاصغر الذي شاركته السلطة.
توفي أبو محمد موسى الهادي في ربيع الآخر عام 170 هـ،واختلف في سبب موته فقيل إنه دفع نديماً له من جرف على أصول قصب قد قطع فتعلق النديم به فوقع فدخلت قصبة في منخره فماتا جميعاً وقيل أصابته قرحة في جوفه، ويرى بعض المؤرخين أن وفاة الهادي كانت وفاة طبيعية، بينما يرى البعض أنه اغتيل من قبل الخيزران أم هارون الرشيد التي أمرت جواريها أن يقتلنه فخنقنه، ويعتقد أن سبب الاغتيال هي رغبة الهادي خلع أخيه هارون الرشيد من ولاية العهد، وجعلها لابنه جعفر. وقيل كانت أمه حاكمة مستبدة بالأمور الكبار وكانت المواكب تغدو إلى بابها فزجرهم عن ذلك وكلمها بكلام وقح وقال: لئن وقف ببابك أمير لأضربن عنقه أما لك مغزل يشغلك أو مصحف يذكرك أو سبحة فقامت ما تعقل من الغضب فقيل إنه بعث إليها بطعام مسموم فأطعمت منه كلباً فانتثر فعملت على قتله لما وعك بأن غموا وجهه ببساط جلسوا على جوانبه.
الخيزران.. المستبدة التي قتلت ابنها
(الخيزران) قد اختلف المؤرخون حول اصلها، قيل انها جارية بربرية من اليمن، فهي سمراء شبه زنجية، او ربما بربرية من المغرب. قيل ان بدوي قد اختطفها وباعها في مكة للخليفة المنصور؛ فوقع ولده المهدي في غرامها؛ وتزوجها وأصبحت أما لولديه موسى الهادي وهارون الرشيد. على غير عادة العرب نجحت (الخيزران) في إقناع زوجها الخليفة بتعيين ولديها كوريثين شرعيين له؛ واستبعاد أبناء النساء الأخريات. ومن بين المبعدين كان أبناؤه من ابنة عمه الخليفة السفاح مؤسس الأسرة الحاكمة. كانت (الخيزران) جميلة؛ ممشوقة القوام وقد بهرت حياتها النخبة من سيدات القوم اللواتي كن يقلدن حليها وتسريحات شعرها. وكان لها سطوة على كبار الشخصيات في قصر زوجها الخليفة. ولكن كيد النساء لا أول له ولا آخر؛ فعندما تولى ابنها البكر موسى الهادي الخلافة ؛ شعر الهادي بأنه مهدد بطموحات والدته التي كانت تلتقي كبار القادة في قصرها على غير عادة العرب؛ فحاول قتله!
يقول (الطبري) في تاريخه الكبير: حاول الهادي قتل والدته حين أرسل إليها أطعمة في طبق؛ لكن (الخيزران) عملت على أن يتذوق كلب من هذا الطبق أولا وقد سقط الكلب ميتا على الفور.
كانت (الخيزران) تتدخل في تعيين كبار الضباط والولاة والحكام؛ مما ساء ولدها الهادي وأخافه؛ فاستدعاها إلى قصره وقال لها: اسمعي كلامي جيدا؛ أن كل من يذهب إليك من قادتي أو ممن يحيط بي أو من خدمي ليتوسط في أمر ما؛ سوف أقطع رأسه وأصادر أمواله…. ماذا تقصد هذه الجموع التي تقف كل يوم على بابك…؟ أفلا يوجد عندك مغزل يشغلك ومستقر يحجبك عن هذه الوساوس… انتبهي؛ والويل لك إذا فتحت فمك لمصلحة أي كان.
يقول الطبري : فتركت ابنها وهي لا تكاد تتحسس مكان قدميها؛ فقد أعلنت الحرب بينهما. في الليلة ذاتها أمرت (الخيزران) جواريها الحسان التسلل إلى مخدع ابنها الخليفة حيث ينام وخنقه تحت الوسائد؛ فقد وضعن هؤلاء الوسائد على رأس الحاكم وكأنهن يداعبنه وجلسن عليها حتى لفظ أنفاسه.
قال فيها أبو المعافي :
يا خيزرانُ هناك ثم هناك إن العباد يسوسهم ابناكِ
وعندما سمعت الخيزران بخبر وفاة الهادي قالت في بادئ الأمر: ما افعل، فطلبت منها خادمتها أن تذهب إليه، وتنسى كل الحقد والغضب، فقامت (الخيزران) وهمت للوضوء وصلت عليه. وبعد هذه الحادثة ذهبت (الخيزران) للحج، وعندما انتهت منه رأت أبا دلامة يصيح عندها، وتبين لها بعد ذلك أنه يريد جارية من جواريها؛ لتقوم بخدمته نظرا لأنه رجل كبير في السن، فلبت طلبه. تولى ابنها الثاني (هارون الرشيد) الخلافة ودخلت (الخيزران) في صراع جديد مع زوجته زبيدة. وكانت (الخيزران) سببا فيما وقع بين حفيديها الأمين والمأمون بعد ذلك. توفيت (الخيزران) ليله الجمعة سنة 173هـ. وقد صلى عليها( الرشيد)، وعندما خرج ُوضع له كرسي ليجلس عليه، فدعا (لفضل بن الربيع) ودفع إليه الخاتم قائلا: كنت أهم أن أوليك فتمنعي أمي فأطيعها.
سيدنا يوسف عليه السلام
عمر ال عوضه
- مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ المعروف بـ"مصطفى محمود"
- كاتب وطبيب وأديب
- ولد في 25 ديسمبر 1921 في شبين الكوم ـ منوفية
- ألّف مصطفى محمود 89 كتابًا، متعددة الموضوعات والمجالات فمنها...
علي الدوخي هو عازف بيانو سعودي
طه ايسو هو يوتيوبر و رحالة مغربي ، اشتهر برحلاته حول العالم و طريقته الجميلة في تقريب الأشياء للمتابعين .