ساحل الذهب Gold Coast كان مستعمرة بريطانية على خليج غينيا في غرب أفريقيا، أصبحت لاحقاً دولة غانا المستقلة في 1957.
شهدت مستعمرة ساحل الذهب البريطانية منافسة شديدة بينها وبين مستعمرة ساحل العاج الفرنسية، فتسابقت الدولتان لمد نفوذها على الأراضي الداخلية للمستعمرتين، وظل الصراع قائمة بينهم حتى عقد اتفاقا عام 1899 لتحديد مناطق نفوذ كل منهما.
جذبت منطقة ساحل الذهب (2) اهتمام الاوروبيين بتجارة الرقيق شأنها في ذلك شأن باقي أجزاء ساحل غانا، وعندما ألغيت هذه التجارة تنازلت الدور الاوروبية وخاصة هولندا والدنمارك عن مراكزها وحصونها لبريطانيا (3). وقد أسهمت الأخيرة بدور كبير في القرن الثامن عشر في تجارة الرقيق وأنشئت لهذا الغرض عدة حصون، لعل أ÷ما كاب كوست كاسل (4)، ومارست انجلترا نشاطها عن طريق الشركات التجارية وكانت شركة افريقيا الملكية من أكبر هذه الشركات، ثم سرعان ما توحدت الشركات العاملة في المنطقة باسم شركة افريقيا للتجارة وكان للبرلمان البريطاني حق في مناقشة حساباتها، وخاصة أنها كانت تحصل على منح مالية سنوية من الحكومة البريطانية تذكرنا عملية توحيد الشركات في منطقة ساحل الذهب بما حدث في النيجر من قبل، عندما توحدت الشركات العاملة فيه باسم شركات النيجر الملكية (5).
وقد عانت بريطانيا من انتشار الحروب الأهلية في المنطقة، وخاصة بين القبائل فقد اشتدت الحروب بين الأشانتي والفانتي (1).
ولاعطاء ساحل الذهب كيانها كمستعمرة مستقلة، انفصلت في 13 يناير 1866 عن مستعمرة سيراليون، واصبحت غير تابعة لها (2) ، استتبع ذلك ضرورة تدعيم السيطرة البريطانية على المنطقة (3) فعملت الادارة البريطانية على فتح الطرق التجارية بين الجهات الداخلية والساحل، ولكن رغم هذه الجهود الا أن الاضطرابات استمرت في المستعمرة حتى عام 1890 فبدأ بريطانيا تعسى لفرض حمايتها على الأشانتي، فأرسلت بعثة الى كوماسي ولكن ملكها رفض قبول الحماية البريطانية (4) ولذلك لجأت بريطانيا الى استخدام القوة لاقرار الوضع في المستعمرة ووافق مجلس العموم البريطاني على ارسال حملة عسكرية، بل طالب الحكومة امداد الفرق البريطانية بالأسلحة والمعدات (5).
أرسلت الحملة في عام 1899 ونجحت في دخول كوماسي بقيادة فرانسيس سكوت، وألقت القبض على الملك. وباخضاع الأشانتي توسعت انجلترا في المنطقة وبدأت في استغلال مناجم الذهب فكونت عدة شركات تجارية للبحث عنه (6).
وجدير بالذكر أن مجلس العموم البريطاني تابع باهتمام كبير اضطراب الأوضاع في ساحل الذهب ، فكان يطلب من الحكومة تقديم تقارير وافية عن الأوضاع التجارية، وأكد المجلس ضرورة فرض النفوذ البريطاني في فتح الطرق للتجارة لتأكيد السيادة البريطانية (7).
أما عن المنافسة الفرنسية البريطانية فقد قام الرحالة الفرنسي الشهير لابلين بتوقيع معاهدة عام 1886 مع ملك منطقة جمان واعتقد الملك بأنها معاهدة تجارية ولكن سرعان ما أعلنت تخليه عنها بعد أن علم أن الغرض منها فرض السيادة والحماية الفرنيسة على أراضيه فارسل المعاهدة والعلم الفرنسي الى حاكم ساحل الذهب ثم قبل بعد ذلك توقيع المعاهدة مع البريطانيين (1).
وقع المعاهدة البريطانية كوربورال فانديك في 30 يوليو 1887 نيابة عن لوندسال مفتش الشئون الملكية وقد قبل ملك جمان رفع العلم البريطاني على أراضيه وتم الاتفاق على الآتي:
تجديد صداقة ملك جمان مع بريطانيا. تتعهد بريطانيا بفتح طريق تجاري من منطقة جمان حتى الساحل ليتمكن أهالي المنطقة من التجارة. (3) تحذير ملك جمان من التعاون مع الفرنسيين