ما هو الدور الذي يلعبه التلفزيون في تربية الأطفال،



0      0

3
صورة المستخدم

Chergui Khaled

مشترك منذ : 24-01-2012
المستوى : مساهم
مجموع الإجابات : 2013
مجموع النقاط : 2040 نقطة
النقاط الشهرية : 0 نقطة

Chergui Khaled
منذ 12 سنة

أ. جوانب إيجابية لتأثير التلفزيون

وما نريد التأكيد عليه أن التلفزيون وسيلة لابد أن ننظر إليها باعتبارها عاملاً ضمن عوامل أخرى تشكل حياة الأفراد والمجتمعات سلباً وإيجاباً. فأسلوب توظيف التلفزيون والسيطرة عليه يحددان دوره وفاعليته، إلى جانب الأسرة والمدرسة ومؤسسات التنشئة الدينية والاجتماعية والسياسية.

وتماماً مثلما يمكن للأسرة الفاضلة التي تعنى بتربية ابنها عناية خاصة تتوقع أن يكون الطفل فاضلا كنتاج لهذه البيئة الصالحة. كذلك يمكن القول عن التلفزيون، فإن ما يقدمه من برامج ـ وخاصة تلك الموجهة للطفل والتي يتوقع أن يشاهدها ـ يمكن أن تترك أثرها على الأطفال بناء على محتواها.

وهكذا ننظر إلى التلفزيون على أنه عامل ضمن عوامل أخرى عديدة تؤثر على الأفراد والجماعات والمجتمعات، وعلى أنه وسيلة لها آثارها النافعة والضارة.

ومن الآثار النافعة التي يمكننا الإشارة إليها ما يلي :

1. زيادة الحصيلة اللغوية عند الأطفال، وتعزيز استخدام اللغة الفصحى لديهم، وأي مراقب في بيت لأطفال الأسرة يلحظ استخدامات الأطفال لمفردات ما كان له أن يعرفها لولا متابعات المسلسلات المدبلجة بالفصحى والبرامج التعليمية مثل (افتح يا سمسم) و (المناهل) وغيرها.

2. فتح آفاق جديدة للتعرف على عوالم مختلفة لدى الأطفال، فهو يتابع مسلسلات عن حروب الفضاء، ويتابع معها صوراً متحركة عن آلات وأجهزة معقدة، تثير خياله وتشده إليها، كما تنقله بعض البرامج إلى عوامل أخرى من التجارب خلال برامج عديدة عن البحار والمحيطات، وعالم الحيوان، والشعوب الأخرى.

3. تفتح له الباب على مصراعيه أمام أنماط من السلوك والتجارب التي يمكن أن تكون نموذجاً (للاحتذاء).

4. تكوين صور ذهنية إيجابية عن العالم من حوله.

5. نقل التراث الاجتماعي والقيم الاجتماعية الحميدة عبر بعض المسلسلات والبرامج الخاصة.

6. توفير وسيلة تعليمية للطفل تقدم معلومات تسهل العملية التربوية في المدرسة مثل برنامج (افتح يا سمسم) و (سلامتك)، و(قف) و (المناهل).

7. توفير وسيلة ترفيهية للطفل يمكنها أن تكون أحياناً أكثر فائدة أو أقل إيذاءاً من أنشطة أخرى يقضيها الأطفال مع قرناء السوء.

8. الإسهام في تنشئة الأطفال السياسية.

9. الارتفاع بمستوى التذوق الفني والموسيقي لدى الأطفال.

ولاشك أن تحقيق هذه العوائد يتوقف بشكل أساسي على عدة عوامل من بينها :

أ) تصميم البرامج الهادفة للأطفال بحيث تراعى أعمارهم وأذواقهم وتقديم برامجهم بشكل جذاب.

ب) استبعاد البرامج الغربية التي تحمل قيماً غربية وتعبر عن ثقافة أجنبية.

ج) استبعاد البرامج التي تحتوي على العنف.

د) مراعاة لجان تنسيق البرامج لتوقيف برامج الأطفال وبرامج الكبار بحيث لايتم التداخل بينها.

هـ) ألا يترك للأطفال حرية اختيار البرامج، أو استخدام الفيديو كما يحلو لهم.

ولأننا ندرك أن شرطاً من الشروط السابقة لا يكاد يتحقق في المحطات التلفزيونية العربية، فإننا نضم صوتنا إلى صوت المنادين بخطورة تأثير التلفزيون على الأطفال في الوطن العربي يفرضه عليه. ولهذا يصبح لوسائل الإعلام قوة في السيطرة على الإنسان، وخاصة أولئك الذين ليس لديهم المقدرة على اختيار تحليلي واضح لكل تلك الأمور.

7. ب) جوانب إيجابية لتأثير التلفزيون

ونختصر القول بأن هناك مجموعة من السلبيات التي تحاصر الأطفال من مشاهدتهم للتلفزيون وإدمانهم عليه تتمثل فيما يلي :

1. إن مشاهدة التلفزيون تستهلك وقت الأطفال مما يؤثر على نشاطات أخرى أكثر أهمية مثل القراءة، واللعب، والاستماع للراديو، والنوم، والمناقشة وغيرها.

2. إن مشاهدة التلفزيون تسلب من الأطفال الوقت الذي كان يجب أن يخصص في اكتساب تجارب وخبرات مباشرة من الحياة.

3. إن النماذج التي تخلقها مشاهدة التلفزيون ليست نماذج تحتذى فمعظمها مبسط بهدف الملاءمة بين عنصري الربح والترفيه قبل كل شيء.

4. إن الصور الذهنية التي تخلفها البرامج التلفزيونية يمكنها أن تترك صوراً ذهنية مشوهة عن حقيقة العالم الخارجي.

5. إن التعرض لبرامج الكبار يؤدي إلى زوال الحدود بين ثقافة الكبار وثقافة الصغار مما يؤدي إلى اقتحام الأطفال عالم الكبار قبل الأوان ودون أن تتوافر لديهم أسباب الحماية والحصانة. فالأطفال يستوعبون مناظر ودور الكبار كما تصوره لهم تلك البرامج بدلاً من الإطلاع على حقيقة العالم بطريقة طبيعية وتلقائية من خلال تجارب الحياة اليومية.

6. نوعية استخدام اللغة وسوء استخدامها في التلفزيون تؤدي إلى سيادة لهجات محلية على حساب اللغة الفصحى، ومع سوء استخدام اللغة، فإن بعض التعابير تتردد على الألسنة وتصبح جزءاً من حصيلة الأطفال اللغوية.

7. تؤثر على نوعية الذوق العام فيما يتعلق بتذوق الموسيقى والغناء، فإن الأكثر ترداداً يصبح أكثر ألفة وأكثر شعبية وإن كان مستوى فني هابط فسوف يؤثر على الذوق وتنميته.

8. إن التعرض لمشاهدة برامج العنف يشجع على سلوك العنف لدى الأطفال، وهناك دلائل كثيرة من واقع أبحاث علمية على امتداد عشرات السنين تؤكد نتائجها على العلاقة الإيجابية بين مشاهدة العنف في التلفزيون والسلوك العدواني وذلك :

أ) بتعليم المشاهدين أفعالاً عدوانية غير معروفة.

ب) وبتشجيع استخدام العدوان بطرق مختلفة.

ج) وبتقليد السلوك العدواني

د) في بعض الظروف يمكن أن تعمل مشاهد العنف على تخفيض العدوانية. والسبب في ذلك القلق الذي يحدث نتيجة العدوانية، أكثر من كونه نتيجة للتطهير.

9. حرمان الأطفال نتيجة مشاهدتهم للتلفزيون من أن تجلس العائلة معاً، مما يحرمهم من فرص الاستفادة من خبرات الوالدين.

10. إن التلفزيون يكرس ظاهرة النجومية في المجتمع، والتي يستتبعها تقليد النجم واحتذائه في الملبس والشرب والعنف والحب والتدخين وغير ذلك.

11. يُعوّد التلفزيون الأطفال على البلادة وانعدام رد الفعل

12. يقود التلفزيون إلى انحدار في مستوى التذكر والحد من الخيال والمقدرة على التعلم عند الأطفال.

13. يقود التلفزيون إلى تشجيع الروح الاستهلاكية لدى الأطفال، حيث تستهوي الإعلانات أفئدة الأطفال خاصة إذا قدمت بطريقة ملفتة للنظر وللسمع، ومع تكرارها فإن الطفل يتخيل أن كل هذه الحاجات المعلن عنها يمكن أن يحصل عليها، ولنتخيل الضغوط التي يمكن أن تمارس على الآباء من أطفالهم المدللين للحصول على السلع المعلن عنها.