البوليغراف : جهاز كشف الكذب
جهاز إلكتروني يقوم بتحويل البيانات المدخلات (دقات القلب ، إفرازات العرق ، ضغط الدم) إلى معلومات (التغير في دقات القلب وإفرازات العرق وضغط الدم) لكشف الكذب
1. الماديات Hardware
وحدات الإدخال في جهاز البوليغراف : يتكون جهاز البوليغراف من ثلاثة أطراف إدخال :
الطرف الأول : كيس هواء يوضع على ساعد اليد اليسرى لقياس ضغط الدم.
الطرف الثاني : مجسين يوضع أحدهما فوق القلب لقياس دقات القلب والآخر تحت القلب مباشرة على غدة مسؤولة عن تنظيم دقات القلب.
الطرف الثالث : مجسين أصغر حجما مع لازق يوضع على أطراف أصابع اليد اليمنى (الخنصر والبنصر) لقياس إفرازات العرق.
وحدات المعالجة : عبارة عن صندوق متصل مباشرة على الحاسوب يقرأ الإشارات من جسم الأسير ويتم معالجتها في وحدة المعالجة المركزية .
وحدات الإخراج : عبارة عن شاشة الحاسوب تظهر عليها نتيجة الفحص وإظهار نتائج التغير في ضغط الدم ، دقات القلب ، إفرازات العرق.
2. البرمجيات : Software
هناك برمجيات خاصة لتعامل مع الجهاز يتم تحميلها إلى الحاسوب وتظهر من خلال هذه البرمجيات نتائج الفحص.
مرحلة ما قبل الفحص:
عندما يوافق الأسير على فحص جهاز البوليغراف لإثبات براءته لدى ضابط المخابرات يقوم الأخير بتحديد الأسئلة المراد فحصها على جسم الأسير ويتم كتابتها للأسير لدراستها جيدا والمقصود من ذلك هو أن يكون ذهن الأسير حاضرا وعلى سبيل المثال نأخذ سؤال : هل توجدج لديك علاقة بالسلاح؟ والإجابة لدى الأسير هي لا .
فيقوم ضابط المخابرات بتوضيح مفهوم علاقة وتشمل (نقل ، تخزين ، متفجرات ، أسلحة نارية ، كواع ، رصاص ، ..) وعند توضيح جميع الأسئلة يقوم ضابط التحقيق بإرسال الأسير إلى زنزانة للرحلة وللنوم استعدادا ليوم غدا يوم فحص جهاز البوليغراف.
أساسيات قبل الفحص :
1. لا بد أن تكون هناك موافقة مسبقة من الأسير لعملية الفحص وعادة ما تكون خطية.
2. لا يتم فحص الأشخاص ذوي الحالات النفسية أو مرضى الأزمة أو مرضى القلب .
3. الاتفاق المسبق على الأسئلة من حيث المضمون والعدد والشكل ولا يكون هناك أي سؤال مفاجئ والمفصود بالاتفاق بين الخبير والأسير.
4. أن تتوفر لدى الأسير ليلة نوم جيدة بمعنى "من أول الليل حتى الصباح".
مراحل الفحص :
المرحلة الأولى : ضبط جهاز البوليغراف :
كون جهاز البوليغراف يدرس التغيرات اللاإرادية في جسم الأسير وكل إنسان يختلف عن الآخر في ردات الفعل من حيث (ضغط الدم ، دقات القلب ، والعرق ) يتم ضبط الجهاز على ردات فعل الأسير ويتم ذلك بالآتي:
أ. جلسة بين الخبير والأسير:
يقوم الخبير بشرح ماهية جهاز البوليغراف وطريقة عمله بالمختصر معرفا أياه بأنه جهاز يقوم بكشف الكذب من خلال دراسة التغيرات في ضغط الدم ، ودقات القل ، وإفرازات العرق .
كل ذلك يتم بعد موافقة وغالبا ما تكون خطية من الأسير للفحص على جهاز البوليغراف والتعرف على حالة الأسير الصحية.
يقوم الخبير بتحديد أسئلة لضبط جهاز البوليغراف وعلى سبيل المثال يطلب الخبير من الأسير كتابة رقم أقل من 10 وليكن 4 بخط يده على ورقة ثم يقوم الخبير بكتابة أرقام على سبيل المثال 1،2،3،5،6 ولا يكتف نفس الرقم الذي كتبه الأسير ثم بعد ذلك يطلب من الأسير عند سؤالك هل كتبت رقم 4؟ الإجابة لا أي أن الأسير يقوم بالكذب عند الإجابة على هذا السؤال ويكن صادقا في بقية الأسئلة لمعرفة التغيرات التي تطرأ على جسم الأسير عند الكذب وهذه العملية هي (معايرة الجهاز) .
ب. يتم ربط كيس الهواء وملؤه بالهواء وإغلاق المحبس ومجسات القلب ومجسات العرق ويتم المرحلة الأولى وهي ضبط الجهاز على أن تكون الجلسة مريحة والنظر إلى مستوى الرأس على الجدار مثلا .
المرحلة الثانية: وهي مرحلة الاختبار الفعلي ويقوم الخبير مع الأسيربتحديد الأسئلة والإجابات وهي نفس الأسئلة التي أعطاها المحقق للأسير قبل يوم ويقوم الخبير بتحليل الأسئلة تحليلا دقيقا (حتى يصبح ذهن الأسير حاضرا للأسئلة) وكذلك الإجابات ، ثم يقوم الخبير بإضافة سؤالين على الأسئلة المتفق عليها مع ضابط المخابرات وعلى سبيل المثال :
• هل يوجد باب للغرفة ؟ والإجابة نعم
• هل توجد طاولة بالغرفة ؟ والإجابة نعم
حتى لا تبقى جميع الأسئلة إجاباتها لا .
ويطلب منك الخبير عدم الإجابة عن أي سؤال إلا بعد سماع كل السؤال حتى يبقى ذهنك حاضرات وناشطا في التفكير .
يقوم الخبير بكتابة الأسئلة جميعها بما فيها السؤالين الجديدين على الحاسوب ليقوم الحاسوب بإعطائه 3 طرق مختلفة لطرح الأسئلة بطريقة التبادل أي أن السؤال الأول في المرة الأولى ليس الأول في المرة الثانية وهكذا ..
ويقوم الخبير بإبلاغك أنه سيتم طرح الأسئلة 3 مرات بطرق مختلفة ويبدأ الاختبار بعد ثبيت المجسات وكيس الهواء وضبط الأنفاس ليبدأ الاختبار .
ملاحظات مهمة :
• الإكثار من دعاء (اللهم أربط على قلوبنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
• لا بد للأسير أن يفكر في صوت الخبير وليس على مضمون السؤال .
• لا بد للأسير أن يستحضر صفحات قرآن كان يحفظها ويضعها أمام عينيه أو صورة لأحد أبنائه وتذكر شقاوتهم ..
ملاحظة :
• أحد الأسرى كان ينفخ صدره عند وضع مجسات القلب ثم بعد ذلك يفرغ الهواء (زفير) حتى لا يثبت مجس القلب – ولا أظن أن هذا الأمر مفيد .. والله أعلم.
• توصية من أحد الأسرى أن يتعود المناضل على نوع من الفنون أشبه بفن اليوقا وهو مثلا أن يعتقد اعتقادا جازما أن ليس للغرفة باب ويتعامل مع ذلك وهذا يلزم جهد ورباطة جأش.
• ينصح أن يطلب الأسير من الخبير فتح جهاز المكيف لأن ذلك من صالح الأسير للحد من إفرازات العرق ويدعو إلى التثبيت.
بعد انتهاء المرحلة الثانية من الفحص من خلال جهاز البوليغراف تكون قد مضى أكثر من ساعة وربع الساعة (في عملية ضبط الجهاز والمرحلة الثانية من الفحص).
يطلب منك الخبير إراحة أعصابك والاسترخاء انتظار للمرحلة الثالثة من الفحص ويخرج ليرجع بالنتيجة المبدئية للفحص الثاني على سبيل المثال:
قال الخبير للأسير : أنت فشلت في موضوع السلاح ؟ يعني على قول الخبير : قلبك يقول نعم ولسانك يقول لا ؟ قال الأسير للمحقق : خلي الجهاز يقول لك ما في قلبي!!
المرحلة الثالثة من الفحص :
ويستطرد الخبير إننا سنقوم بفحص موضوع السلاح فقط من المحاور السابقة ويتم الاتفاق مع الأسير على الأسئلة ولتكن كالآتي:
أ. أسئلة أمنية :
• هل لك علاقة بالسلاح ؟ الإجابة لا
• هل تعرف شيء عن السلاح ؟ الإجابة لا
• هل حملت يوما سلاح ؟ الإجابة لا
ب. أسئلة موجودات
• هل يوجد في الغرفة باب ؟ الإجابة نعم
• هل يوجد في الغرفة طاولة ؟ الإجابة نعم
ج. أسئلة شخصية
هل معروف عنك أنك تكذب ؟ الإجابة لا
• هل أنت صاحب رأي في مدينتكم ؟ الإجابة نعم
د. أسئلة ثقة بالخبير والآلة "البوليغراف"
• هل تثق بالخبير ؟ الإجابة نعم
• هل تثق بنتيجة البوليغراف؟ الإجابة نعم
ويقوم الخبير بإبلاغ الأسير أنه سيتم طرح الأسئلة التي تم الاتفاق عليها على 3 طرق بنفس الطريقة السابقة وأن لا تجيب على أي سؤال إلا بعد سماع السؤال بالكامل لإبقاء ذهنك حاضرا فلا بد للأسير أن يلتزم بالملاحظات السابقة .
يتم تثبيت المجسات والتأكد منها ويتم الاختبار لينهي بعد ساعتين من الفحص ليخرج بعدها الخبير يحمل نتائج الفحص للمحققين .. يرجع بعدها الخبير قائلا : لغاية الآن عندك مشكلة بالسلاح أو بالانتماء للتنظيم ؟!!
: قلبك يقوم نعم ولسانك يقول لا ؟
: لا بد أن تتفاهم مع المحقق..
ثم يخرج الخبير ويرجع مع المحقق ليخبر المحقق بالنتائج مؤكدا السابق ويؤكد كذلك : حتى الأسئلة الشخصية عندك مشكلة فيها ؟
ثم يستودعك الخبير لتبقى وجها لوجه مع ضابط التحقيق وتكون هناك جولة مكثفة.
ملاحظات مهمة :
• يفحص الأشخاص على جهاز البوليغراف الذين يؤمنون بالمنطق في الفهم (المثقفون والأذكياء) أي الأشخاص الذين يعطون شرحا وتوضيحا (اعتراف) عند مواجهتهم بأنهم فشلوا في محور ما (سؤال).
• نتيجة فحص البوليغراف غير ملزم في القانون الإسرائيلي إلا في حالتين:
الحالة الأولى : شخصان ادعى كل منهما ملكيته لنفس الشيء واتفق الشخصان على أن يتم فحصهما على جهاز البوليغراف فالنتيجة ملزمة لكليهما .. فهي في القانون ملزمة.
الحالة الثانية : يؤخذ بنتيجة فحص البوليغراف في محاكم التمديد أو الإداري لزيادة مدة التحقيق أو ما شابه.
• لا يعطوا ضباط المخابرات نتائج فحص البوليغراف الحقيقية وإنما يعطوا نتائج تخدم أغراضهم مثل : إفشال الأسير في موضوع السلاح ؟ رغم تأكد الأسير أنه لم يفشل في هذا المحور .. تفسير ذلك أن للأسير ملف سري وثابت عند المخابرات أن الأسير يملك سلاح .
من يدعي أنه خبير من مؤسسة محايدة ما هو إلا ضابط مخابرات . ، مثال قال ضابط المخابرات للأسير : ما رأيك في لحس البشعة (عبارة عن قطعة حديد محماة توضح على لسان المتهم فإذا تركت أثرا فهو مدان وإلا بريء) – وهذه عادة بدوية موجودة في جمهورية مصر العربية – العريش وفكرتها أن المتهم المدان يكون ريقه ناشف ، بسبب الخوف أو فتح فمه ، ولذلك تترك الحديدة المحماة أثرها على لسانه ، بعكس البرئ الذي يكون ريقه جاري.
فعلى الفور وافق الأسير على لحس البشعة استخفافا بالمخابرات فاستطرد المخابرات : أن هناك جهاز بديل الآن عن البشعة هو البوليغراف ويكلف جهدا ومالا – يلزم له خبير وموافقة من الدولة – فوافق الأسير على فحصه على جهاز البوليغراف ولم يكن يسمع عنه قبلها ، وحضر الخبير من تل أبيب على حد زعم ضابط المخابرات ، ليكتشف الأسير أن الخبير ضابط مخابرات يعمل في عسقلان وجهاز البوليغراف متوفر في أدراج مكاتب أجهزة المخابرات .
• أن يرفض الأسير فحص البوليغراف متحججا بالآتي :
أ. هذا الإجراء (الفحص) غير قانوني بناءا على قول المحامي.
ب. وجود مرض صحي لديه (قلب ، أزمة ، حالة نفسية).
• يتم فحص ضباط المخابرات والذين يعملون في مراكز حساسة سنويا بجهاز البوليغراف وهو ملزم لديهم لتأكد من انتمائهم وولائهم للدولة .
• أن لا يعطي الأسير أي تفسير بتاتا ومطلقا بحجة أ، فشل في سؤال ما وليطلب في هذه الحالة أن تقوم الآلة "البوليغراف" بإعطائهم ما هو فشل فيه على حد زعمهم.