أشعب
شعب هو شخصية ذات أصل حقيقي يدعى : أشعب بن جبير، وقد ولد في سنة تسع من الهجرة، وكان أبوه من مماليك عثمان بن عفّان، وقد عُمّر أشعب حتى أيّام خلافة المهدي، وقد روى عن عبد الله بن جعفر، فقد كان طيّب العشره من الظرفاء، يحسن القراءة ,ذا صوت حسن فيها، فقد روت له كتب الأدب نوادر تبيّن حرصه وجشعه وطمعه وقد إختلط الصحيح بغير الصحيح حتى لا يكاد الباحث يعثر على هذه الشخصية التّي أضحكت الناس بنوادرها، غير أن شهرة أشعب لم تقف عند عصر معيّن أو مكان معيّن فها هو أشعب ما يزال ماثلا حتى بالأدب الفارسي.
و من نوادره,
قال أشعب : جاءتني جارية بدينار وقال: هذه وديعه عندك، فجعلته بين ثني الفراش، فجاءت بعد أيام فقالت : أفديك بأبي أعطني الدينار.
فقلت : ارفعي الفراش وخذي ولده، وكنت تركت إلى جنبه درهماً، فتركت الجاريه الدينار وأخذت الدرهم، وعادت بعد أيام فوجدت معه درهما أخر فأخذته، وعادت في الثالثة كذلك، فلمّا رأيتها في الرابعة بكيتُ، فقالت : ما يبكيك ؟ قلت مات دينارك في النّفاس، قالت : وكيف يكون للدينار نفاس ؟! قلت : يا فاسقة، تصدّقين بالولادة ولا تصدّقين بالنفاس.