حياة الرسول شخصيات إسلامية متفرقات إسلامية
اسمها بركة بنت ثعلبة بن عمرو مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وحاضنته يقال لها أم الظّباء، غلبَتْ عليها كنيتها، كنيت بابنها أيمن بن عبيد، وقد حضرت أمّ أيمن أُحُدًا وكانت تسقي الماء وتداوي الجرحى وشهدت خيبر مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. بايعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قديمًا أول الإسلام، وهاجرت الهِجْرَتين إلى أرض الحبشة وإلى المدينة، وقال عثمان بن القاسم: لمّا هاجرت أمّ أيمن أمست بالمُنْصَرَف دون الرَّوْحاء فعطشت وليس معها ماء وهي صائمة، فجهدها العطش فدُلّي عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض، فأخذته فَشَرِبَتْ منه حتى رويت فكانت تقول: ما أصابني بعد ذلك عطش ولقد تعرّضت للعطش بالصوم في الهواجر فما عطشت بعد تلك الشربة وإن كنت لأصوم في اليوم الحارّ فما أعطش. وكان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يدخل على أم أيمن فقرّبت إليه لبنًا فإما كان صائمًا وإما قال: "لَا أُرِيدُ"، فأقبلت تُضاحكه، وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "أُمُّ أَيْمَنَ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي". وكان من شأن أم أيمن أنها كانت وَصِيفةً لعبد الله بن عبد المطلب، فأعتقها عبد الله أبو رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقيل: وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ورثها من أبيه وخمسة أجمال أوارك وقطعة غنم فأعتق رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أمّ أيمن حين تزوّج خديجة بنت خُوَيْلِد فتزوّج عُبَيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج أمّ أيمن فولدت له أيمن، صحب النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وقتل يوم حنين شهيدًا، وكان زيد بن حارثة بن شَرَاحِيل الكَلْبِي مولى خديجة بنت خويلد فوهبته لرسول الله فأعتقه، وكانت أمّ أيمن تلطِّف النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وتقوم عليه، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "من سرّه أن يتزوّج امرأة من أهل الجنّة فليتزوج أمّ أيمن" فتزوّجها زيد بن حارثة بعد النبوّة فولدت له أُسامة بن زيد، وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إذا نظر إليها قال: "هذه بقيّة أهل بيتي"، وقيل: إنها كانت لأُخت خديجة، فوهبتها لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يزور أُم أَيمن، وكان أبو بكر وعمر يزورانها في منزلها كما كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يَزُورُها، قال أنس: قال أَبو بكر لعمر بن الخطّاب: انطلق بنا إلى أُم أَيمن نَزُورُها كما كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يزورها. وفي يوم خاصم ابن أبي الفرات مولى أُسامة بن زيد الحسن بن أُسامة بن زيد ونازعه فقال له ابن أبي الفرات في كلامه: يابن بركة ــ يريد أمّ أيمن ــ فقال الحسن: اشهدوا، ورفعه إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو وهو يومئذٍ قاضي المدينة، أو والٍ لعمر بن عبد العزيز، وقصّ عليه قصّته، فقال أبو بكر لابن أبي الفرات: ما أردت إلى قولك يابن بركة؟ قال: سمّيتها باسمها، قال أبو بكر: إنّما أردت بهذا التصغير بها وحالها من الإسلام حالها ورسول الله يقول لها: "يا أمّه" و"يا أمّ أيمن"، لا أقالني الله إن أقلتك، فضربه سبعين سوطًا. جاءت أمّ أيمن إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت: احملني، قال: "أحملك على وَلَدِ الناقة"، فقالت: يا رسول الله إنه لا يطيقني ولا أريده، فقال: "لا أحملك إلاّ على ولد الناقة"، يعني أنّه كان يمازحها، وكان رسول الله يمزح ولا يقول إلاّ حقًا، والإبل كلّها ولد النوق، كانت أم أيمن تجيئ فتقول: لا سلام، أو سلام لا عليكم، فرخّص لها النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، أن تقول السلام. وقالت أم أيمن: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نَاوِلْنِي الخمرَةَ مِنَ المَسْجِدِ"، قلت: إني حائض، قال: "إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ في يَدِكِ" ، وروي أنّ أمّ أيمن قالت يوم حنين: سبّت الله أقدامكم، فقال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم:"اسكُتِي يا أمّ أيمن فإنّكِ عَسْرَاء اللسان". وروي عن أنس: أنّ أمّ أيمن بكت حين مات النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقيل لها: أتبكين؟ فقالت: أي والله لقد علمت أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سيموت ولكني إنّما أبكي على الوحي إذا انقطع عنّا من السماء، ولما قُتل عُمَرُ بكت أمّ أيمن قالت: اليوم وَهَى الإسلامُ.. ماتت أم أيمن رضي الله عنها في خلافة عثمان.