اين هاذين البيتين
اذا كنت تقصد هذا :
قالوا : قضى واصا وواروه الثرى فأجبتهم وأنا الخبير بذاتِهِ
رنّوا الفلوس على بلاط ضريحه وأنا الكفيل لكم بردّ حياتهِ
اليك الجواب
عند وفاة متصرّف لبنان في 29 يونيو (حزيران) 1892 واصا باشا الألباني الأصل اللاتيني المذهب، دفن في بلدة الحازمية القريبة جداً من بيروت. ولما كانت بيروت خارج متصرفية جبل لبنان (نظامين مختلفين تحت رعاية الدولة العثمانية: متصرف بيروت والٍ عثماني، بينما متصرف جبل لبنان كان مسيحياً تعينه الدول الأوروبية بالتفاهم مع الدولة العثمانية)، فقد كان من المألوف أن يهرب بعد الملاحَقين من جبل لبنان الى بيروت وبالعكس.
وكان قد اشتهر عن واصا باشا فساده المالي، فوقف الشاعر تامر الملاط الذي كان واصا باشا قد عزله من منصبه بتهمة تسريبه للصحافة أخبار مفاسد زمرة المتصرف (كوبليان وزمرته) ليرثي الفقيد فأنشد البيتين المذكورين ثم هرب باتجاه بيروت حتى لا تلاحقه سلطات متصرفية جبل لبنان آنذاك، التي أصدرت أمراً بملاحقته. وكان تامر الملاط قد نبّه سائقه قبل موعد الدفن بأن يوقف عربته باتجاه بيروت.