محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة، أبو جعفر، المعروف بابن الزيات (173 - 233 ه / 789 - 847 م) هو وزير المعتصم بالله وأديب وشاعر عربي
وزير المعتصم والواثق العباسيين، وعالم باللغة والأدب، من بلغاء الكتاب والشعراء. نشأ في بيت تجارة في الدسكرة (قرب بغداد )ونبغ فتقدم حتى بلغ رتبة الوزارة. وعول عليه المعتصم في مهام دولته. وكذلك ابنه الواثق ولما مرض الواثق عمل ابن الزيات على توليه ابنه وحرمان المتوكل فلم يفلح، وولي المتوكل فنكبه وعذبه إلى أن مات ببغداد. وكان من العقلاء الدهاة وفي سيرته قوه وحزم.
كان والده تاجراً موسراً من أهل الكرخ وكان يحثه على العمل في التجارة. غير أنه مال إلى الأدب وصناعة الكتابة وطمح إلى نيل المناصب .
كان ابن الزيات عالماً باللغة والنحو والأدب ، وكان شاعراً مُجيداً لا يقاس به أحد من الكتاب ، وكان يطيل فيجيد . وكذلك كان كاتباً مترسلاً بليغاً حسن اللفظ إذا تكلم وإذا كتب . وشعر ابن الزيات مديح وهجاء وغزل ومجون وعتاب وخمر وله رثاء جيد . وكان من أهل الأدب الظاهر والفضل الباهر، أديباً فاضلاً بليغاً عالماً بالنحو واللغة.
من رسائله على لسان الخليفة إلى أحد العمال
أما بعد فقد انتهى أمر أمير المؤمنين .... ما أنكره ، ولا تخلو أنت من إحدى منزلتين ليس في واحدة منهما عذر يوجب حجة ولا يزيل لائمة : إما تقصير في عملك دعاك إلى الإخلال بالحزم والتفريط في الواجب ، وإما مظاهرة لأهل الفساد ومداهنة لأهل الريب . وأية هاتين كانت منك مُحلة للنكر بك وموجبة للعقاب عليك ، لولا ما يلقاك به أمير المؤمنين من الأناة والنظرة والأخذ بالحجة والتقدم في الإعذار والإنذار . وعلى حسب ما أُقلت من عظيم العثرة يجب اجتهادك في تلافي التقصير والإضاعة والسلام