أظن أنك تتكلم عن التناص ،، أي تضمين نصوص لكتاب آخرين "سواء كانت تراثية أو غير تراثية" في سياق قصيدة الشاعر مع تمييزها أنها من النتاج الفكري لشخص آخر إن لم تكن واضحة للعيان ..
مثال ذلك تضمين جمل مبنية على آيات قرآنية و أحاديث شريفة و جمل مأثورة و حكم و أمثال و أحياناً أبياتاً من أشعار آخرين
و يكون ذلك لعدة أسباب من ضمنها:
1- إستدعاء الحمولة التاريخية للنص و ملابساته : مثلاً قد يستخدم شاعر جملة مثل "حتى أنت يا ... " في إستدعاء لمشهد قتل يوليوس قيصر من مسرحية شكسبير الشهيرة .. فهو بهذا التناص يستدعي الصورة كاملة بتفاصيل مشهد المؤامرة و الخيانة و الطعن ، فستجد أن الشاعر بهذه الجملة القصيرة قد اختزل صورة كثيفة مليئة بالتفاصيل في بضعة كلمات قصيرة (هذا إن أحسن توظيفها داخل السياق الشعري لقصيدته، و من الأمثلة الواقعية لذلك إستدعاء محمود درويش لقصة سيدنا يوسف في قصيدته "أنا يوسف يا أبي" و الذي أرى شخصياً أن توظيف الآية القرآنية في نهاية القصيدة لم يكن موفقاً على الإطلاق.
http://www.mahmouddarwish.com/ui/english/ShowContentA.aspx?ContentId=31
2- العجز عن التعبير: أحياناً لا يجد الشاعر جملة أوصف من جملة وردت في نص سابق ،،، فيضطر لإستعمال الجملة أو التركيب اللغوي بنفس الألفاظ فيستعين بالمأثور من الشعر أو حتى من القرآن أو الحديث الشريف حين يعجز عن مجاراتها بلاغياً ولا يجد وسيلة أخرى للتعبير إلا من خلال توظيف نص آخر.
3-تحدي النص الآخر: و هذا يحدث في المعارضات الشعرية ، فنجد شوقي مثلاً يشير إلى معارضته لبردة البوصيري في مطلعها :
ريمُ علی القاعِ بين البانِ والعلَمِ أحَلّ سفکَ دمی فی الأشهر الحُرُم
في تلميح لقول البوصيري:
لولا الهوى لم تُرِقْ دمعا على طَلِلِ ولا أَرِقْتَ لِذِكْرِ البانِ والعَلَمِ
هذا بإختصار مخل و تبسيط شديد و في حدود معرفتي المتواضعة بالشعر و الله اعلم