هل شعرت يوما بأنك غبي, كيف وجدت نفسك حين ذاك ؟!
لا اعرف لماذا نشعر جميعا بأننا كاملي المعرفة, و لا نقبل نقدا أو حتى مُسائلة, هل لأن ذلك يشعرنا بالغباء
لماذا نفضل أن نشعر بأننا ( فاهمين ), و أن لدينا معلومات كافية, و إن سنحت لنا الفرصة تحدثنا كخبراء
يجب أن نشعر بأننا أغبياء ! لان ذلك سيحفزنا للمعرفة أكثر
مثال:
الكثير منا تعلم لغة أجنبية, و لكنه لا يملك الشجاعة للتحدث بها حتى أمام رفاقه, فما بالك إن كان من سيتحدث معهم هم أصحاب تلك اللغة؟
نحن لا نمتلك الشجاعة لان ذلك يشعرنا بالغباء
في مقولة قرأتها تقول: أن من يمتلك الجرأة على أن يكون سيئا, سيكون جيدا بصورة لم يتوقعها
و من تجربة شخصية , ذاك الشعور كان يمنعني من الحديث باللغة الانجليزية مع طاقم العمل الذي اعمل معهم , على الرغم من أنني افهم كثيرا مما يتحدثون به , حتى أن المسؤول ( الأجنبي ) طلب مني أن أتحدث حتى لو أخطأت فانه سيفهمني , هل تعلم ماذا حصل عندها
لم أتوقع أنني سأتحدث بشكل جيد أبدا, لم يكن ذلك مع صديق بل كان مع الشخص صاحب اللغة, فعندما هزمت الشعور بالغباء, انطلق لساني, و أصبحت ارغب بالحديث بتلك اللغة مع كل من هم حولي..... نعم كنت أتحدث بكثير من الأخطاء فالفعل لماضي اجعله حاضرا و المستقبل ماضيا كان ذلك ألذ شعورٍ بالغباء لان ذاك كان يحفزني على القراءة و السؤال و البحث و لولا ذاك الشعور لما تحدثت أبدا بلغة أخرى
فالشعور بالغباء, لا يعني أننا لسنا أذكياء, بل أن شعورنا بالغباء هو الذكاء بعينه, فعندما نتعلم شيئا و يصبح ما نعتقد أن ما نملكه من معرفة فيه كافيا, عندها علينا أن نشعر بالغباء
مثال –
كثير منا بدأ بإنشاء مدونته الشخصية و هو لا يعرف شيئا فيها , فيبدأ بالبحث عن معلم ( موقع , مدونة ) يتعلم منه التنسيق و التصميم و غيره من الأمور التي يحتاجها , حتى يصل إلى مرحلة يشعر فيها انه أصبح يعرف كل شئ بل انه يعرف أكثر من معلمه , و هذا لا يعني انه قد أصبح خبيرا و فاهم بل انه قد أصبح بحاجة إلى معلم أخر يشعره بالغباء ( يتعلم منه مهارات إضافية يضيفها لمهاراته و يطور بها ذاته )
فالعلم لا ينتهي و لا يتوقف.... و العلم لا يأتي إلينا, بل علينا أن نذهب إليه بأنفسنا
فان كنا نعتقد أن الغباء آفة, فلنعلم أن الغباء سيأتي بالنتيجة دوما