السودان بلد شاسع المساحة مترامي الأطراف، ساهمت العوامل الجغرافية في التفريق والعزلة بين الشمال والجنوب الذي يختلف سكانه باللغة والدين والاثنية عن العرب المسلمين في الشمال.
فهناك اللغات واللهجات المحلية الافريقية، وهناك المسيحية والديانات الأخرى، والأهم هو أصول السكان العرقية الافريقية المخالفة لأصول العرب.
ساهم الاستعمار الانجليزي لوادي النيل في توسيع الشقة بين الشمال والجنوب في السودان حيث أنه قام بتعليم أهل الشمال وتطويرهم ليشعر أهل الجنوب بالظلم وهذا أمر اعترف به قادة بريطانيون في كتب سيرهم الذاتية، حتى فقد الطرفان الثقة ببعضهما البعض، بالإضافة الى الدور الاسرائيلي الخفي والعلني في دفع الامور نحو الانفصال للتحكم بمنابع نهر النيل من جهة السودان.
اما الحكم العسكري بقيادة عمر البشير في الشمال فقد فشل في ادارة أزمة الجنوب او ايجاد حلول ديمقراطية مقنعة ولا يمكن إنكار مسؤوليته عن جزء مما جرى، فلم يعد التعايش ممكنا بين الطرفين بعد سنين الحرب الأهلية، وقد التقت رغبة الجنوبيين بالانفصال مع عجز الشمال في تسويغ الوحدة والحفاظ عليها، اضافة الى ضغط المجتمع الدولي وعجز النظام العربي عن المحافظة على وحدة السودان. فتم الانفصال بعد نجاح الاستفتاء في الجنوب لصالح الانفصال، وتم الاعلان رسميا عن دولة جنوب السودان في 21 تموز 2011.