أولاً: الإيمان يرجع إليها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها). رواه مسلم (1471).
ثانيًا: لا يدخلها الدجال.
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها). صحيح البخاري (1881).
(نقابها) جمع نقب، قيل: المداخل، وقيل الأبواب. فتح الباري (4/96).
ثالثًا: يشفع النبي صلى الله عليه وسلم لمن يموت فيها.
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أكون له شاهدًا وشفيعًا يوم القيامة). رواه الترمذي (3917).
ولذلك كان عمر يقول: (اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وموتًا في بلد رسولك). رواه مالك.
رابعًا: أنها تنفي الخبث.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي المدينة تنقي الناس كما تنقي الكير خبث الحديد). صحيح البخاري (1871).
(أمرت بقرية) المعنى: أمرني ربي بالهجرة إليها أو سكناه.
(تأكل القرى) المعنى أنها تغلبهم.
(تنقي الناس) هذا في زمانه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يكن يصبر على الهجرة والمقام معه إلا من ثبت إيمانه، ويكون أيضًا في آخر الزمان عند خروج الدجال، فترجف بأهلها فلا يبقى منافق ولا كافر إلا خرج منها.
خامسًا: حث النبي صلى الله عليه وسلم على سكناها وذم الرغبة عنها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (تفتح اليمن فيأتي قوم يُبسون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشام...). صحيح البخاري (1875).
(يبسون) يسوقون دوابهم، وقيل: يزينون لأهلهم البلاد التي تفتح، ويدعونهم إلى سكنها فيتحملون بسبب ذلك من المدينة راحلين إليها.
(المراد به الخارجون من المدينة رغبة عنها كارهين لها، وأما من خرج لحاجة أو تجارة أو جهاد أو نحو ذلك، فليس بداخل في معنى ذلك).