ن غزوة خيبر تحوي كثيرا من العبر والحكم والدروس التي يمكن أن يستفيد منها المسلمون على مر التاريخ والعصور، ومن ذلك أن اليهود كانوا على مر التاريخ ومنذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، بل قبل ذلك مصدر خطر داهم على العرب والمسلمين، فهم قوم غدر وخيانة يحقدون على الاسلام والمسلمين، وينقضون العهود والموائيق، وهم دائما يخونون ولا يؤمنون، وهم الذين بسبب كفرهم وحقدهم قتلوا عددا من الانبياء وما زالوا الى أيامنا هذه مصدر خطر كبير وشر مستطير.
وإن من أهم ما ينبغي أن نعتبر به في غزوة خيبر أن النصر من عند الله عزّ وجلّ، ينصر من يشاء كما قال في الكتاب العزيز (وما النصر إلا من عند الله) فالله تبارك وتعالى ينصر عباده المؤمنين الذين يجاهدون في سبيله وينصرون دينه ويطبقون شرعه بأداء الواجبات واجتناب المحرمات. قال الله تبارك وتعالى: (ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكنّاهم في الارض أقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور) سورة الحج،40
ومما ينبغي أن يسترعي انتباهنا في غزوة خيبر ما حدث في هذه الغزوة من معجزات أيّد الله به عبده محمدا صلى الله عليه وسلم وهي أمور خارقة للعادة تشهد بصدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، فقد تفل يوم خيبر في عين علي رضي الله عنه وقد كان يشتكي من رمد في عينيه فبرأ بإذن الله حتى كأنه لم يكن به ضرّ، وفي فتح خيبر أهدت يهودية الى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها مضغة ثم أخبر وقال: إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم. ولفظ عليه الصلاة والسلام اللقمة، ثم دعا اليهودية فاعترفت بذلك، وكانت هذه المعجزة ءاية عظيمة باهرة على صدقه عليه الصلاة والسلام فيما جاء به من عند الله عز وجل.
ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من الذين ينصرون دينه ويعتبرون بجهاد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويعملون بالدعوة الى دين الله ويتقون الله تعالى حق تقاته حتى نكون يوم القيامة من الفائزين في جنات النعيم. الله تعالى يجعلنا واياكم من يجاهد في سبيل الله بجاه الواحد الاحد الفرد الصمد .. اسال الله تعالى ان يرزقنا واياكم الشهادة في سبيل الله .
استحباب
قول : ( اللهم رب السموات السبع ... ) عند دخول أي بلد .
بيان فضل علي بن أبي طالب .