أن أبا براء عامر بن مالك قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فدعاه إلى الإسلام، فلم يسلم ولم يبعد، وقال: يا رسول الله، لو بعثت أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى دينك لرجوت أن يجيبوهم.
فبعث معه سبعين رجلاً (يعرفون بالقراء) وأمر عليهم المنذر بن عمرو ، فساروا حتى نزلوا ببئر معونة (وهي أرض بين بني عامر وحرة بني سليم).
فلما نزلوا الى هذا المكان بعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدو الله عامر بن الطفيل.
و لم ينظر في الكتاب، وأمر رجلاً فطعن حرام بن ملحان بالحربة من خلفه.
فقال حرام بم ملحان : الله أكبر، فزت ورب الكعبة .
استنفر عدو الله بني سليم فأجابته عصية ورعل وذكوان، فجاؤوا حتى أحاطوا بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم.
و نجا من أصحاب النبى الكريم صلى الله عليه و سلم كعب بن زيد الذي ترك وبه رمق، فعاش حتى استشهد في غزوة الخندق ، و عمرو بن أمية، والمنذر بن محمد بن عقبة كانا في سرح المسلمين ، فلما رأيا القتل في أصحابهما، قاتلهم المنذر حتى قتلوه، وأخذوا عمرًا أسيرًا ثم تركوه.