لماذا لا تلتصق العناكب في شباكها؟



0      0

4
صورة المستخدم

Chaoui King Dz

مشترك منذ : 09-01-2012
المستوى : مساهم
مجموع الإجابات : 968
مجموع النقاط : 676 نقطة
النقاط الشهرية : 0 نقطة

Chaoui king dz
منذ 12 سنة

الشبكة والصيد

الخيط الحريري، الذي تحيك به العنكبوت بتفنن شبكتها، هو في الحقيقة مجموعة خيوط ملتفة على بعضها، فسمك شعرة الإنسان يزيد عن سمك خيط العنكبوت ب400 مرة. إلا أن هذه الخيوط، اللينة والقابلة للتمطيط بعشرين في المائة من حجمها دون أن تتمزق، ورغم شدة رقتها وشفافيتها، تعد أصلب الألياف الطبيعية على الإطلاق، ولها قوة تحمل للضغط أقوى حتى من قوة تحمل الفولاذ، ولذلك يطلق عليها الفولاذ البيولوجي. وأنثى العنكبوت هي التي تقوم بنسج هذا الخيط الحريري، بواسطة ثلاثة مغازل أسفل البطن، متصلة بغدد صغيرة، تفرز المادة التي تتشكل منها الخيوط.

وتقوم أنثى العنكبوت بهندسة الشبكة ونسجها، بمهارة عالية، بخيوط منحنية أو مستقيمة، بترتيب متناسق المسافات فيما بينها، على شكل دائري أو ثلاثي رائع التصميم. حيث تستخدم ضغط بطنها، لتدفع الخيوط الحريرية إلى خارج الغدد الست الموجودة في بطنها، وتقوم بربط طرف الخيط الأول، المعروف باسم الجسر، بساق عشبة ما، أو ورقة شجر, ثم تهبط إلى الأرض مع الخصلة، وهي مستمرة بعملية الحياكة، ثم تنزل إلى الأرض وتصعد إلى نقطة أخرى مرتفعة، لتسحب الخيط بقوة، وتربطه في مكانه جيداً باستخدام مادة لاصقة تخرج من إحدى غددها أيضاً.فتقوم أولاً بتثبيت خصلة، بشكل أفقي دائماً، ثم تسقط خيطين حريرين في كل طرف من أطراف الخيط الأول، لتكوين جسور أخرى أقل ارتفاعاً من الأولى والتي ستصير أساس شبكة العمل, بعدها تقوم بغزل خيوط عدة داخل شبكة العمل هذه، على أن تلتقي الخيوط مجتمعة في الوسط, وهنا يجيء العمل الذكي، حيث تقوم بوضع المادة اللاصقة على الخيوط الخارجية من الشبكة فقط، وعندما تنتهي كلياً من صنع الشبكة تكمل عملية وضع الغراء في الداخل وعلى بعض المقاطع فقط بحيث تترك مكاناً لها لتتحرك عليه بسهولة, بعد إنجازها الشبكة، تقوم العنكبوتة بصنع عش صغير لها بالجوار، وعادة تقوم بلف ورقة شجر وتصنع لنفسها بالداخل سريراً مريحاً من الحرير؛ لأنها بالطبع قد تنتظر طويلاً قبل وصول ضحيتها الأولى, وأخيراً تقوم بوصل خيط إنذار بين عشها والنسيج، حتى تشعر بأي اههتزاز قد يحدث على النسيج لتعرف الشيء الذي ستتعامل معه, وبسبب الضعف الحاد في الرؤية عندها تعتمد العنكبوتة على حواسها الأخرى لتحديد صفات الفريسة.

فإذا كانت ضخمة ومميتة تطلق سراحها من بعيد، أما إن كانت كبيرة ولا تؤكل كاليعسوب فستلفها بخيوط الحرير من بعيد أيضاً، باستخدام عضو متخصص آخر هو الغدة العنقودية الشكل, تجهد الحشرة الفريسة نفسها بمحاولة الفكاك من الشرك، بعد ذلك تبدأ العنكبوتة بالتقدم نحوها عبر الخيوط الآمنة التي تركتها لنفسها دون مادة لاصقة،(وإذا صدف أن أخطأت مرة ووضعت أرجلها على المادة اللاصقة، فإن جسمها سيفرز مادة كالزيت تعمل كمحلل كيميائي للغراء، يساعدها على التحرك بحرية مرة أخرة) وتحقن العنكبوت فريستها سما يشلها عن الحركة، ثم تفرغ فيها لعابها الذي يذيب الأعضاء الداخلية للفريسة، فتمتصها سائلا، فتتخلص من هيكل الفريسة الأجوف. فعملية الهضم عندها تتم خارج بطنها، ولذلك تحتفظ بفرائسها حية، لكي تبقى طازجة.