كانت قريش تتعاقد مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في تجاراتها ، فسمعت به خديجة رضي الله عنها ، وعرضت عليه أن يشاركها ، فقبل ذلك وقام على استثمار أموالها ، ولم تمض فترة قصيرة حتى تزوّجها وأنجب منها الذرّية .
وفي مجال الحرب شارك النبي – صلى الله عليه وسلم - في الدفاع عن مكّة وهو ابن أربع عشرة سنة ، عندما أرادت هوازان الهجوم على الحرم واستباحة مقدّساته لقتال قريش ، واقتصرت مشاركته عندئذٍ على جمع السهام ومناولتها لأعمامه .
وكان للنبي - صلى الله عليه وسلم – حضورٌ في الندوات والاجتماعات التي يعقدها قومه لبحث القضايا المهمة ، ومن ذلك دخوله فيما سمي بـ ( حلف الفضول) ، وهو عقدٌ تمّ بين مجموعةٍ من قبائل مكّة كان منها بنو هاشم وبنو عبد المطلب وبنو أسد وغيرها ، واتّفقوا على حماية المظلوم ونصرته
وعندما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم – خمسة وثلاثين عاماً كان له دورٌ مهم في إعادة بناء الكعبة وتجديدها بعد أن تشقّقت جدرانها بفعل السيول والأمطار ، حيث شارك قومه في نقل الأحجار مع عمّه العباس بن عبد المطلب .
وقد اختاره قومه ليكون حكماً بينهم بعد أن اختلفوا في وضع الحجر الأسود ، فأشار عليهم أن يبسطوا رداء ويضعوا الحجر عليه ، ثم تحمله كل قبيلة من زاوية ، ويتولى بنفسه إعادة الحجر إلى الكعبة ، وبذلك استطاع أن يمنع معركة كادت أن تقع بينهم .