اكتشفت الإنسان البدائي الحاجة إلى حماية قدميه عندما كان يضطر إلى شق طريقه عبر الصخور، لذلك فإن الأحذية الأولى، و ربما كانت صنادل، كانت عبارةعن خف من الأعشاب أو سيورا من الجلد أو حتى قطعا مسطحة من الخشب، كان الإنسان الأول يشدها إلى أخمص قدميه بسيور من الجلد يربطها حول كاحليه، و من الطبيعي أن هذه الصنادل لم تكن كافية لحماية القدمين في المناطق الباردة، لذلك أضاف إليها الإنسان مواد أخرى تطورت تدريجيا إلى أحذية.
و كان المصريون أول شعب متحضر يصنع الأحذية، و قد استخدموا لبادات من الجلود أو ورق البردى كانوا يشدونها إلى القدم بواسطة رباطين، و لحماية إبهام القدمين كانوا يرفعون مقدمة الصندل إلى أعلى.
و تقدم الرومان خطوة أخرى و صنعوا نوعا من الأحذية أسموه "كالسيوس"، كانت له 8 شقوق على الجانبين و رباط يعقد في المقدمة، و قد صنعوا هذا النوع من الأحذية بأشكال مختلفة كانت تنتعلها الطبقات المختلفة في المجتمع الروماني.
و طور الناس في المناطق الباردة على الأرض نوعا من الأحذية بشكل مستقل، فعلى سبيل المثال كانوا أحيانا يرتدون أكياسا محشوة بالعشب يربطونها حول القدمين. و بمرور الوقت، تطورت هذه إلى "المقسين" (حذاء لا كعب له مصنوع من جلد ناعم) الذي يستخدمه الإسكيمو و الهنود الحمر.
أما أحذيتنا الحديثة فإن بداياتها تعود إلى أيام الحروب الصليبية، فقد كان الصليبيون يذهبون في رحلات حج طويلة و كانوا بحاجة إلى حماية أقدامهم، لذلك أصبح من الضروري صنع أحذية تدوم طويلا. و مع مرور الوقت، بدأت الأحذية الجلدية الجميلة جدا تظهر في فرنسا و إيطاليا و إنكلترا.
و كانت الأحذية دائما عرضة لتقلبات الموضة. فعلى سبيل المثال، انتشرت في زمن جيمس الأول ملك إنكلترا موضة الكعب العالي.
و كانت الجلود الناعمة جدا منتشرة كموضة في المجتمع، و كان المشي فيها صعبا، لكن الناس تمسكوا بانتعالها. و قبل ظهور الكعب العالي، كان هناك وقت اعتبرت فيه الأحذية المستطيلة في مقدمتها حيث يقع الإبهام موضة. و كانت هذه الأحذية ضيقة جدا و كان طول الإبهام يتراوح بين 12 و 15 سنتمترا، و كانت مقدنة الحذاء لذلك مستدقة.
و دخلت صناعة الأحذية الولايات المتحدة الأميريكية مع ثوماس بيرد في عام 1629 الذي تعاقد على صناعتها.