لقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم أربعة أعمام أدركوا النبوة وهم ( الحمزة والعباس ) وأبو طالب وعبد العزة (أبو لهب)
أما الحمزة والعباس رضي الله عنهما فقد أسلما وحسن إسلامهما ولا خلاف بين المسلمين في هذا
وأما عبد العزة ((أبو لهب )) فلا خلاف أنه مات على الكفر وكان من أكبر المعاندين والمحاربين لهذه الدعوة فنزلت فيه سورة المسد
ِبسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)
وأما عمه أبو طالب الذي رعاه وحماه حتى آخر لحظة في حياته فقد اختلف أمره
هل مات على الكفر ؟
أم مات على الإيمان ؟
والنصوص الصحيحة الصريحة تنص على الأول
ومع هذا عز هذا على قوم فقالوا إنه مات مؤمنا وساقوا روايات متعددة لإثبات هذا الزعم وما ذلك إلا لتعاملهم مع هذه القضية بشكل عاطفي وليس بشكل منطقي
وفات هؤلاء أنه لا محاباة في هذا الدين فقد مات ابن النبي نوح ( عليه السلام ) على الكفر ولم يستطع أبوه إنقاذه من ذلك
قال تعالى في سورة هود :
حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْن مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (47)
وكذلك أبو النبي إبراهيم عليه السلام آزر فقد مات على الكفر ولم يستطع النبي إبراهيم ( عليه السلام ) إنقاذه من النار
قال تعالى في سورة التوبة :
وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)
إذن المسألة ليست مسألة عاطفية
فالصواب الذي دلت عليه النصوص القاطعة موت أبي طالب على الكفر لأنه لم ينطق بكلمة التوحيد ولو مرة واحدة كبرا وأنفة
ولكن قوما أعمى الله أبصارهم وبصائرهم ما زالوا يزعمون إلى الآن أنه مات على الإيمان
ولذا فقد سقت في نهاية شرح هذا الحديث ((ففي سنن البيهقي عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ الأَسَدِىِّ عَنْ عَلِىٍّ قَالَ : لَمَّا تُوُفِّىَ أَبُو طَالِبٍ أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَمَّكَ الضَّالَّ قَدْ هَلَكَ. قَالَ :« فَانْطَلِقْ فَوَارِهِ ». فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِمُوَارِيهِ. قَالَ :« فَمَنْ يُوَارِيهِ؟ انْطَلَقْ فَوَارِهِ ، وَلاَ تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِى ». فَانْطَلَقْتُ فَوَارَيْتُهُ فَأَمَرَنِى أَنْ أَغْتَسِلَ ثُمَّ دَعَا لِى بِدَعَوَاتٍ وَمَا يَسُرُّنِى بِهَا مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَىْءٍ. وهو حديث صحيح))
أقول : قد سقت جميع الروايات التي تزعم إيمانه وفندتها واحدة واحدة بحيث لا يبقى لذي عينين اعتراض
لمعرفة اكثر حمل هذا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=4950&d=1084987009