كيف يمكننا تنمية مهارة الطفل في التفكير؟



0      0

3
صورة المستخدم

Chergui Khaled

مشترك منذ : 24-01-2012
المستوى : مساهم
مجموع الإجابات : 2013
مجموع النقاط : 2040 نقطة
النقاط الشهرية : 0 نقطة

Chergui Khaled
منذ 12 سنة




تتزايد أهمية تعليم المهارات للأطفال ليصبحوا قادرين على التفكير بشكل فعال كهدف أساس وعاجل للتربية. فإذا أردنا لأطفالنا أن يكونوا مستقبلا مؤهلين للعمل بنجاح في مجتمع على درجة عالية من التطور والتقنية، فعلينا تزودهم بمهارات التفكير اللازمة للحصول على المعلومات ومعالجتها في عالم دائم التغير. ففي عصر المعلومات تعتبر مهارات التفكير في غاية الأهمية للتعامل مع عالم متغير. ويعتقد الكثير من المربين أن المعرفة المحددة لن تكون على نفس القدر من الأهمية في المستقبل مثل المقدرة على التعلم وإدراك معنى المعلومات الجديدة، والتفكير المنطقي الذي يركز على اتخاذ قرار بشأن ما يعتقد أو يفعل.

إن تقديم أدلة لدعم استنتاجات الشخص وطلب أدلة من الآخرين قبل قبول استنتاجاتهم عملية تحدد صحة ودقة وقيمة المعلومات أو طروحات المعرفة.

وتعتبر صياغة وتوجيه الأسئلة بطريقة صحيحة إحدى أبسط وأسهل الطرق لتحسين وتطوير مهارات التفكير عند الأطفال. فعندما يتعلم الآباء والأمهات والمدرسون طرح الأسئلة التي تحفز عمليات التفكير لديهم، يصبح التعلم متعة للأطفال من جميع الأعمار.

ومن أسهل الطرق لتعليم وتنمية التفكير الناقد عند أطفالك استخدام سلسلة من الإجراءات المستندة إلى الأنشطة التي تركز على حث دماغ طفلك على اتخاذ إجراءات ايجابية ومثمرة. وفي نهاية المطاف سوف يؤدي تعليم تقنيات التفكير الناقد لأطفالك في تنشيط عمليات التفكير الأساسية.

وسواء أدركنا أم لم ندرك، فإن مختلف أنواع الأسئلة تتطلب منا استخدام مختلف أنواع ومستويات التفكير وهي:

1- مهارات الاستقصاء تمكن المتعلم من طرح الأسئلة، والتفكير بطرح السؤال المناسب، والتخطيط لطرح المزيد من الأسئلة على أساس الردود.

والأطفال بحاجة إلى فرصة لطرح الأسئلة والإجابة عنها، وكلما ترك المجال مفتوحا تشجع الأطفال على التفكير. ولأنهم بحاجة للاستماع إلى الأسئلة والأجوبة في سياقات مختلفة ومتنوعة فمن الأهمية بمكان أن يصيغ الكبار نموذج الأسئلة بشكل العاب والغاز.

2- مهارات معالجة المعلومات تمكن المتعلم أن يفعل شيئا مع الإجابات الواردة والمعلومات التي جمعها. ويصبح المتعلم قادرا على تنظيم المعلومات والاحتفاظ بها.

ويحتاج الأطفال لمشاهدة واختبار كيفية ربط أجزاء المعلومات المختلفة بعضها بالبعض الآخر؛ حتى يتمكنوا من فهم كيفية عملها من خلال تفكير الكبار بصوت عال في هذه العملية.

3- استخدام مهارات الاستدلال العلمي ليصبح الأطفال قادرين على تفعيل هذه الأفكار، ويتعلمون كيفية شرح وجهات نظرهم للآخرين. ومن الضروري للبالغين والأطفال الأكبر سنا نمذجة عملية التفكير هذه ودعم التفسيرات. كما ترتبط تنمية مهارات الاستدلال ارتباطا وثيقا بتطوير كل من اللغة والمهارات الاجتماعية والعاطفية، لوضعها جنبا إلى جنب مع بعضها البعض لتجنب أن يصاب الأطفال بالإحباط لعدم قدرتهم على التعبير عن أنفسهم بوضوح.

4- تقييم المهارات التي تمكن المتعلم من إعادة النظر في منظومته المعرفية ومعلوماته واختبار صحتها.

ومن خلال عملية التقييم يبدأ الأطفال بوضع معايير للحكم على المعلومات و تحليل نتائجهم تحليلا علميا ومنطقيا. وهذه المهارات مرتبطة بالإمكانيات الاجتماعية والعاطفية واللغوية، وتحتاج للنمذجة والدعم بطريقة مشاطرة الآخرين أحاسيسهم.

5- مهارات حل المشاكل تعطي المتعلم القدرة على الفهم بأن الأشياء يمكن أن تتغير، وأن هذا سيكون له تأثير حاسم على الأفكار أو النتيجة النهائية.

ومن خلال استخدام مهارات حل المشاكل يطور الأطفال قدرتهم على الإدراك بأن المشكلة شيء يجب حله وليس مؤشرا على الفشل. لذلك فهم يحتاجون كثيرا من التدريب والمرور بعدة تجارب تمكنهم من اكتساب مهارة حل المشاكل عن طريق اللعب ومحاكاة ما قد يواجههم من مشاكل مستقبلا في الحياة اليومية.

6- مهارات التفكير الإبداعي هي القدرة على استخدام الخيال لابتكار شيء جديد ، أو لتوليد أفكار جديدة. مهارات التفكير الإبداعي تمكن المتعلم من البحث عن بدائل، والنظر فيما وراء الظاهر.

ان تشجيع الأطفال على هذا التفكير بشكل خلاق يساهم في تدعيم الثقة بالنفس وتجربة أفكار وأساليب جديدة لهذه التجربة دون الشعور بالخوف من التفكير بشكل خاطئ أو ارتكاب الأخطاء. والأطفال بحاجة إلى إدراك مفهومي التجربة والخطأ، وارتكاب الأخطاء أمر حيوي للتعليم، وعلى الكبار أن يوضحوا هذه المهارات، ويشجعوا الأطفال على التفكير الإبداعي مرة أخرى مع محاولة إيجاد حل جديد مرة أخرى.

لا يوجد ترتيب هرمي لمهارات التفكير الست، ولكنها ترتبط ببعضها البعض، وتكمل كل منها الأخرى. ولا بد من تعزيز وتطوير هذه المهارات وترابطها بطريقة عملية.

ويبدأ تطوير هذه المهارات منذ الولادة. فالطفل يطرح أسئلة باستمرار، ويعالج المعلومات التي يستقبلها باستخدام الحواس، ويتخذ القرارات استنادا إلى الخبرة، ويقيم الأوضاع بناء على مستويات الراحة التي توفرها له، في حل المشاكل من أجل إعطاء معنى لجميع الخبرات المكتسبة واستكشاف العالم والتعبير عنه بشكل إبداعي..