صحابيٌ جليل ، شهد بدراً ، وأُحداً ، والغزوات كلها مع الرسول عليه الصلاة والسلام
وهو أحد السابقين الأولين
إنه المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك
كان قد حالف الأسود بن عبد يغوث ، الزهري في الجاهلية ، فتبناه ، فكان يُقال له : المقداد بن الأسود
فلما نزل قوله تعالى { ادعوهم لآبائهم } قيل : المقداد بن عمرو
هو أول من عدا بفرسه في سبيل الله ، فما كان في الصحب الكرام من فارس يوم بدر غير المقداد
رضي الله عنه
وقال ابن مسعود :
لقد شهدت من المقداد مشهداً ، لأن أكون أنا صاحبه إلي مما عدل به .
أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يدعو على المشركين ، فقال :
والله يا رسول الله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى :
{ فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون } سورة المائدة 24 ولكننا نقاتل عن يمينك وعن يسارك ، وبين يديك ، ومن خلفك ، فامضه ونحن معك .
فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه وسَرهُ ذلك . حديث صحيح أخرجه البخاري(3952)وقال رجلٌ يوماً للمقداد رضي الله عنه :
طوبى هاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت ،
وشهدنا ما شهدت ، فاستغضب فجعلت أعجب ، ما قال إلا خيراً ، ثم أقبل إليه فقال :
ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضراً غيبه الله عنه ، ما يدري لو شهده كيف كان يكون فيه ؟!
والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوامٌ كبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ، ولم يصدقوه ، أولا تحمدون الله إذ أخرجكم لاتعرفون إلا ربكم ، مصدقين بما جاء به نبيكم ؟!
ولقد كفيتم البلاء بغيركم ؟!
والله لقد بُعث نبي الله على أشد حالٍ بعث عليها نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية ، ما يرون ديناً أفضل
من عبادة الأوثان ، فجاء بفرقانٍ فرق به بين الحق والباطل ، وفرق بين الوالد وولده ، إن كان الرجل
ليرى والد وولده وأخاه كافراً ، وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان، يعلم أنه إن هلك دخل النار فلا تقر عينه،
وهو يعلم أن حبيبه في النار ، وانها التي قال الله عز وجل :
{والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين } سورة الفرقان :74
حديث صحيح أخرجه الطبراني(938) وأحمد (6/2-3)
وقد عاش المقداد بن عمرو نحواً من سبعين سنة ، فرضي الله عنه وأرضاه ، وجعل أعلى عليين مأواه