ماهي طرق التعبير عن الغضب عند الانسان ؟



0      0

4
صورة المستخدم

Raniamahd

مشترك منذ : 01-01-2012
المستوى : مساهم
مجموع الإجابات : 693
مجموع النقاط : 765 نقطة
النقاط الشهرية : 0 نقطة

Raniamahd
منذ 12 سنة

الغضب شعور طبيعيّ يخالج الناس جميعاً. إلاّ أنّ طريقة تعامل كلّ إنسان مع هذه الحالة تظهر جليّة أثناء التعبير عن هذا الشعور الداخليّ. بالإجمال، يتقيّد كلّ أفراد المجتمع بمعايير محدّدة تكوّن الصورة الإجتماعيّة العامة. وعندما يتخطّى أحدهم الهامش المقبول يظهر فاقداً للسيطرة على أعصابه وتصرّفاته.
وفيما يتمتّع البعض بالقدرة على التعبير عن شعور الغضب بشكل طبيعيّ كالكلام أو البكاء، يعمد آخرون إلى السيطرة التامة الظاهريّة، عبر كبت كلّ المشاعر وعدم إظهارها للعيان، الأمر الذي قد يغشّ الناظر فيعتبر أنّ في الأمر قوّة شخصيّة، فيما تكون العواقب وخيمة جسدياً ونفسياً. فإحترام حدود المجتمع وتقديم العادات والحدود على حساب المشاعر والأحاسيس ليسا بأمر حسن، وإنما له إنعكاسات لا تُحمد عقباها.

فعندما لا يستطيع المرء التخفيف عن ذاته بشتى الطرق، يقبع ضحيّة غضبه وسخطه وإستيائه، من غير أن يدري ما العمل. «إنّ الكبت المستمرّ للمشاعر والأحاسيس من شأنه أن ينعكس سلباً على الإنسان، فيرتدّ عليه ويؤذيه. وأبرز ما قد يتسبّب به هو مشاكل صحّية مثل داء السكري وإرتفاع ضغط الدم والقرحة وألم المعدة ووجع الرأس المزمن. كما قد تظهر أمراض Psychosomatic، أي أساسها نفسيّ والتعبير عنها جسديّ، مثل حالات الإكتئاب والقلق والأرق وسواها». وأمّا الأشخاص الذين يميلون إلى التعبير المبالغ به عن غضبهم والذين تعتريهم نوبات غضب جامحة لا يسيطرون عليها، فيتسبّبون بتدمير العلاقات العائلية والإجتماعية وحتى المهنيّة، كما يخلقون صورة إجتماعيّة يصعب التعامل معها، مما يؤدّي إلى نفور الآخرين وإبتعادهم، ليقبع المرء وحيداً ومنبوذاً.

اذن العلاج الأمثل لحالات الغضب والإنفعالات هو محاولة السيطرة عليها عبر تقنيّات Anger Management. وهي كناية عن جلسات نفسية ضمن حلقات في مجموعات، يتمّ خلالها التعبير عن أشياء كامنة في أعماق الإنسان، من دون أن يخجل من الضوابط والعادات والأنظمة الإجتماعيّة. ويتمّ الإرشاد والمساعدة. وعلى الصعيد الشخصيّ، يتمّ تعليم كلّ شخص كيفيّة السيطرة غضبه عبر تحويله Channeling وليس كبته. يكون ذلك عبر إسداء نصائح عمليّة وتتناسب مع كلّ حالة Self Help. «فالبعض يلجأ إلى «الرسم أو الكتابة أو القراءة أو المشي أوالملاكمة أو الرياضات المختلفة للتنفيس. لكنّ الأهمّ هو معرفة موازنة الذات وعدم إرضاء الصورة الإجتماعيّة على حساب الذات والخضوع للإرشادات والمساعدة إذا توافرت في مركز عمله أو حتى حضور دورات خاصة بتقنيّات السيطرة على الغضب». وفي النهاية، لا توجد وقاية من الغضب الذي ينجم عن نمط الحياة والضغط اليوميّ.