المسجد الحرام
هو أبرز المساجد وأشرفها على الإطلاق، فهو قبلة المسلمين، ورمز التوحيد، والحرم الآمن الذي تهوي إليه الأفئدة، ورمز الطهر وأداء الشعائر والصلوات، وعليه تتوقف عملية إرساء قواعد الدين الحنيف.
المـوقـع:
يقع في وسط مدينة مكة في بطن وادي إبراهيم(ع) ويرتفع نحو 277م فوق سطح البحر، ويحده من الشمال شارع السلام والمروة، ومن الشرق شارع السعي، ومن الغرب باب العم
التوسعة والاعمار
ـ كانت مساحة المسجد في السنة الثامنة للهجرة 629م، تبلغ 1490م2 ، ولم تقع فيه أي زيادة في عصر الرسول(ص) والخليفة الأول، فكانت الدور تحيط به من كل جانب وليس عليه جدار وكانت حدوده حدود المطاف.
ـ في سنة 17هـ/638م، أحاط الخليفة الثاني المسجد بجدار قليل الارتفاع وجعل له أبواباً، وأضاءه بالمصابيح، وأعاد وضع مقام إبراهيم(ع) إلى مكانه بعد حادثة السيل.
ـ في زمن الخليفة الثالث في سنة26 هـ/646م هدم الدور التي تحيط بالمسجد وأدخل أرضها فيه وجعل له أروقة.
ـ زاد عبد الله بن الزبير في سنة65هـ/684م، في المسجد من الناحية الشرقية ومن الجهة الجنوبية والشمالية، وجدّد الكعبة بعد حادثة المنجنيق.
ـ في سنة 75هـ عمّر عبد الملك بن مروان المسجد ولم يزد فيه، ولكنه رصّع جدرانه وسقفه بالساج وجعل في رأس كل أسطوانة 50 مثقالاً من الذهب.
ـ زاد الوليد بن عبد الملك في سنة 91هـ/709م في المسجد من الجهة الشرقية ونقض عمارة والده وعمّر المسجد عمارة متينة محكمة، وهو أول من أتى بأعمدة الرخام من مصر والشام وسقفه بالخشب والساج المزخرف، وجعل على رؤوس الأعمدة صفائح الذهب وألبس نصف الجدران داخل المسجد بالرخام وجعل له شرفات ومظلات.
ـ في سنة 137هـ/754م زاد فيه الخليفة أبو جعفر المنصور في الجهة الشمالية والغربية من المسجد، وعمل له منارة في الركن الغربي، وبنى رواقاً وجعله دائرياً مع صحن المسجد وزيّنه بالذهب وأنواع النقوش.
ـ وتمت عليه زيادات في عهود المهدي العباسي والمعتضد والمقتدر بالله، ثم صاحب اليمن، وأخيراً السلطان سليم خان الذي قام بترميم المسجد وإصلاحه.
وظلّ الأمر كذلك لمدة 1069 سنة بدون أي زيادة حتى قام الملك سعود بن عبد العزيز 1375هـ/1956م بهدم البيوت التي كانت بجانب السعي وبنى مسعى مكوناً من طابقين وجعل في الطابق الأول حاجزاً يفصل بين الصفا والمروة، وهدم المباني في الناحية الجنوبية، وتمّت التوسعة ببناء وتسقيف الرواق الجديد بطابقيه الأول والثاني، وبناء طبقة في الدور السفلي.
وفي سنة 1409هـ/1988م، زاد الملك فهد بن عبد العزيز في الناحية الغربية من المسجد بإضافة طابق أرضي وطابقين آخرين، وأضاف السلالم الكهربائية المتحركة، وعمل مدخلاً رئيسياً و14مدخلاً فرعياً، ومدخلين للدور السفلي وأضيفت مئذنتان، وقد بلغ إجمالي مساحة المسجد الحرام 256850م2 ليستوعب بذلك أكثر من مليون مصلّي دفعة واحدة.