قال ابن حجر : قال العلماء الحكمة في إلهام الأنبياء من رعي الغنم قبل النبـوة أن يحصل لهم التمرن برعيها على ما يكلفونه من القيام بأمر أمتهم ، ولأن مخالطتها ما يحصل لهم من الحلم والشفقة
أن الله عز وجل لا يعجزه أن يهيىء لنبيه كل وسائل الرفاهية ويغنيه عن الكدح سعياً وراء القوت ، ولكن اقتضت حكمة الله أن تعلمنا أن خير مال الإنسان ما اكتسبه بجهده
إن هذا العمل يبين مدى حرص الرسول صلى الله عليه وسلم وترفعه عن أن يكون عالة على غيره حتى ولو كان عمه الذي يحبه ويرعاه حيث أنه صلى الله عليه وسلم ما أن وجد في نفسه القدرة على العمل والكسب سارع إلي العمل للتخفيف عن عمه ومساعدته
إن هذا العمل من النبي صلى الله عليه وسلم على شرفه وعلو مكانته دعوة إلى كل البشر بأن لا يتكبر أحد منهم عن أي مهنة أو عمل فيه كسب للرزق بالحلال لأن شرف الإنسان لا يتحقق له وهو عالة على غيره حتى ولو كان والده الذي يكفله منذ مولده