هذا الهدهد لم يكن هدهداً من عامة الهداهد وإنما هو هدهد معين خاص، وقد دل على ذلك أن الله قال: { مالي لا أرى الهدهد} ( ولم يقل : مالي لا أرى هدهداً من عرض الهداهد، فلم يوقع قوله على الهداهد جملة، ولا على واحد منها غير مقصود إليه ،ولم يذهب إلى الجنس عامة، ولكنه جلّ في علاه قال: {الهدهد } فأدخل في الاسم الألف واللام، فجعله معرفة فدل بذلك القصد على أنه ذلك الهدهد بعينه، وكذلك غراب نوح، وحمار عزير، فقد كان لله فيه وفيها تدبير، وليجعل ذلك آية لأنبيائه، وبرهانا لرسله ).