كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قومه قبل الرسالة وبعدها مشهوراً بأنه “الأمين” وكان الناس يختارونه لحفظ ودائعهم عنده، ولما هاجر صلى الله عليه وسلم وكل علي بن أبي طالب رضي الله عنه برد الودائع الى أصحابها، ولا يخفى على أحد مدى تمكن هذه السجية العظيمة والخلة الكريمة من النبي صلى الله عليه وسلم حتى جعلت أعداءه يستأمنونه على أموالهم وودائعهم رغم عدائهم الشديد له وعدم الايمان به حيث كانوا لا يستأمنون احدا في قريش بأسرها حتى أقرب الأقربين منهم عدا النبي صلى الله عليه وسلم ولا أدل على ذلك من فعله يوم الهجرة بتكليف علي رضي الله عنه برد الأمانات إلى أهلها رغم تآمر القوم عليه وتتبعهم إياه ومطاردته.
حقاً انه الصادق الأمين، والسنة النبوية مليئة بالمواقف الكثيرة التي لا حصر لها وما هذا إلا النزر اليسير وأقل القليل من خلق البشير النذير صلى الله عليه وسلم.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الأمانة، ويحذر من الغش والخيانة، ويصف الخيانة بأنها من صفات المنافقين.