البرمجيات الأنترنت و المواقع البرمجة و التصميم
الكلام سيكون طويلا لكن الاجابة لها تأثير تاريخي
دخل عهد العولمة الى الشرق الاوسط من اوسع ابوابه بعد هزيمة العراق مطلع عام 1991 . وكان مؤتمر مدريد الذي انعقد في تشرين اول ( اكتوبر ) من العام نفسه ، التعبير السياسي للنظام الاقتصادي الجديد الذي أخذ يسيطر شيئا فشيئا على دول المنطقة . واصبح التطبيع مع اسرائيل مثابة الجواز الذي يتيح للدول العربية امكانية الانخراط في الاقتصاد الرأسمالي العالمي .
ولا يمكن فهم طبيعة الاتفاقات التي أبرمتها اسرائيل مع الاردن والفلسطينيين بمعزل عن فهم التحولات العاالمية التي انبثق عنها نظام العولمة الذي تنفرد امريكا بقيادته منذ مطلع التسعينات . فقد كانت اسرائيل المستفيدة الكبرى من ثمار هذا النظام بسبب قدرتها على الاستجابة لمتطلبات الوضع الجديد ، ودخولها الاتفاقات مع الدول العربية وتعديلها بعض المسلّمات السياسية القديمة ، مثل رفضها التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية . وكانت النتيجة تغيير مكانة اسرائيل في الاقتصاد العالمي ، وكسر المقاطعة العربية لها ، وزيادة ملموسة في حجم الاستثمارات الاجنبية فيها .
الدول العربية – جمود وتخلف
الدول العربية تأثرت هي الاخرى بالتحولات التي أعقبت حرب الخلي ، الامر الذي انعكس في تغييرات بنيوية في جهازها الاقتصادي . قبل الحرب ، وتحديدا في الثمانينات ، اتسم اقتصاد الدول العربية بالتعاون فيما بينها والاعتماد الى حد كبير على اموال النفط التي ساعدت على سد احتياجات هذه الدول . فعلى سبيل المثال ، كان الاردن يصدر للعراق 50% من مجمل صادراته ، الامر الذي قد يفسر تأييد الملك حسين للعراق ابان حرب الخليج . وكانت مصر ، حتى مشاركتها في الحلف الامريكي ضد العراق ، تعتمد على ايرادات العمال المصريين الذين عملوا في دول النفط ، وتحديدا في العراق حيث عمل اكثر من مليون ونصف مصري .
بعد هزيمة العراق انخفضت اسعار النفط ، وطرأ تراجع عام على الاقتصاد العربي . فبالاضافة الى مصر التي فقد مستودعاً هاما لتشغيل عمالها ، تضرر الاردن كثيرا لعدة عوامل ، احدها : فقدان اهم سوق لصادراته ، وثانيها : تدفق اللاجئين الفلسطينيين من الكويت الى اراضيه مسبّبين ارتفاعا في نسبة البطالة . وقد دفع هذا الفراغ الاقتصادي الدول العربية للارتماء في احضان صندوق النقد الدولي الذي اصبح مصدرا بديلا للاقتصاد العربي التعاوني