Boussalia Salaheddine
منذ 12 سنة
أمر عبد الملك الحجاج بن يوسف الثقفي للنظر في أمر الحروف في المصحف لأنه أشكل على الناس الداخلين إلى الإسلام والعجم أمر الحروف . وكانت الحروف غير معجمة . فندب الحجاج كلًا من نصر بن عاصم الليثي، ويحيى بن يعمر العدواني فقام كلاهما على ما ندب له إذ جمعا بين العلم والعمل والصلاح والورع والخبرة بأصول اللغة ووجوه قراءة القرآن، وقد اشتركا أيضا في التلمذة والأخذ عن أبي الأسود الدؤلي، ويرحم الله هذين الشيخين فقد نجحا في هذه المحاولة وأعجما المصحف الشريف لأول مرة ونقطا جميع حروفه المتشابهة والتزما ألا تزيد النقط في أي حرف على ثلاث. وقيل: إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي، وإن ابن سيرين كان له مصحف منقوط نقطه يحيى بن يعمر، ويمكن التوفيق بين هذه الأقوال بأن أبا الأسود أول من نقط المصحف ولكن بصفة فردية ثم تبعه ابن سيرين، وأن عبد الملك أول من نقط المصحف ولكن بصفة رسمية عامة ذاعت وشاعت بين الناس دفعا للبس والإشكال عنهم في قراءة القرآن. والله تعالى أعلم