ويطلق عليه لقب رهين المحبسين؛ بمعنى محبس البيت ومحبس العمى؛ لأنه اعتزل الناس بعد أن عاد من مدينة بغداد حتى مماته.
ينتمي أبو العلاء إلى عائلة بني سليمان التي تنتمي إلى قبيلة تنوخ، وجده كان أول قاضٍ في مدينة معرة النعمان، وعرف بعض أفراد عائلته بالشعر. تعرض أبي علاء لفقدان البصر وهو في عمر الرابعة بسبب إصابته بمرض الجدري، وفي عمر الحادية عشرة بدأ يقرأ الشعر. درس في مدينة حلب، ومدينة أنطاكية، وتنقل في دراسته بين مدارس المدن السورية؛ حيث درس كلاً من: الحديث، والأدب، والفقه، والشعر، والتفسير، وعلوم اللغة، كما درس النحو. سافر أبي العلاء إلى وسط مدينة بغداد لفترة؛ إذ جمع عدداً كبيراً من الطلاب الإناث والذكور من أجل الاستماع لمحاضراته عن النحو والشعر والعقلانية، وأبرز موضوعاته في الفلسفة كانت عن حقوق العقل أو المنطق ضد ادعاءات التقاليد والعادات والسلطة. عاد إلى مدينة معرة النعمان في عام 1009م/ 400هـ، وعمل في التصنيف والتأليف وهو في بيته. عاش أبي العلاء بعد أن اعتزل الناس زاهداً في الدنيا بعيداً عن لذاتها، وامتنع عن أكل لحم الحيوان وعن منتجاته؛ كالعسل، والسمن، والبيض، واللبن، كما أنه كان يلبس الثياب الخشنة. توفي في عام 1057م/449هـ عن عمر يناهز 86 عاماً، ودفن في منزله الواقع في معرة النعمان.