بل هو سعد بن أبي وقاص
حدث ذلك عندما التف عليه المشركون يوم أحد وبقى سعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله يدفعا عنه وقاتلا ببسالة منقطعة النظير، حتى لم يتركا ـ وهما اثنان فحسب ـ سبيلا ً إلى نجاح المشركين في هدفهم لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانا من أمهر رماة العرب فتناضلا حتى أجهضا مفرزة المشركين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فأما سعد بن أبي وقاص، فقد نثل له رسول الله صلى الله عليه وسلم كنانته وقال : ( ارم فداك أبي وأمي ) . ويدل على مدى كفاءته أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجمع أبويه لأحد غير سعد .
وأما طلحة بن عبيد الله فقد روي النسائي عن جابر قصة تَجَمَّع المشركين حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار، قال جابر : فأدرك المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( من للقوم ؟ ) فقال طلحة : أنا، ثم ذكر جابر تقدم الأنصار، وقتلهم واحداً بعد واحد، بنحو ما ذكرنا من رواية مسلم، فلما قتل الأنصار كلهم تقدم طلحة . قال جابر : ثم قاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه، فقال : حَسِّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لو قلت : بسم الله، لرفعتك الملائكة والناس ينظرون ) ، قال : ثم رد الله المشركين . ووقع عند الحاكم في الإكليل أنه جرح يوم أحد تسعاً وثلاثين أو خمساً وثلاثين، وشلت إصبعه، أي السبابة والتي تليها .